مخاوف من التطبيقات العسكرية للنانوتكنولوجي
المؤلف:
منير نايفة
المصدر:
النانوتكنولوجي- عالم صغير ومستقبل كبير- صفات سلامة
الجزء والصفحة:
ص205
2025-10-25
42
من الاستخدامات العسكرية لتقنية النانو إمكانية صناعة أسلحة مصغرة لا يمكن رؤيتها وبكميات هائلة، ويمكنها مهاجمة أهدافها بدقة، ولا تستطيع الأجهزة الدفاعية إعاقتها أو تعطيلها. وهناك كذلك إمكانية زراعة مواد نانوية في أجسام الجنود لزيادة نشاطهم وحيويتهم، أو تزويدهم بملابس تدخل فيها تقنية النانو لتجعلها أشد صلابة وأخف وزنا، ولا يخترقها الرصاص هذا على اعتبار أن الآخر لا يمتلك هذه التقنية ويحارب بأسلحته التقليدية.
ويعتقد الخبراء أنه يمكن بواسطة هذه التقنية أن تصنع بلايين الأسلحة الفتاكة، التي تتحرك وتعمل ذاتياً ولا تتطلب وجود الجنود من البشر، ومن الممكن أيضاً برمجتها لتكون في حروبها انتقائية، وقد تستخدم في الاغتيالات، لأنه من الصعب اكتشافها قبل تنفيذ العملية، ومن الأصعب تتبعها ومعرفة مصدرها.
والمخيف في مواد السنانو هو صغر حجمها ورخص وسهولة وسرعة تصنيعها، وإمكانية تهريب المصانع التي تنتجها، واحتمال انتشارها في السوق السوداء، فمصنع لمواد النانو قد لا يزيد وزنه عن 100 كيلوغرام. ومن الممكن أن نرى اليوم الذي تستطيع فيه الدول والجماعات المتطرفة والمنظمات غير الشرعية امتلاك هذه التقنية وتسخيرها في أعمال الإرهاب وقتل الأبرياء.
ويعتقد الخبراء العسكريون وعلماء النانو أن القوة الهجومية لهذه التقنية ستتطور بسرعة أكبر بكثير من القوة الدفاعية، مما يجعل الضربات الاستباقية في مقدمة الخيارات الحربية، وما يتبع ذلك من موت ودمار، قد لا يكون مبرراً، أو قد يكون مبنياً على معلومات استخباراتية زائفة أو خاطئة.
ففي أيلول / سبتمبر 2008 طالعتنا وكالة أنباء نوفوستي الرسمية الروسية والعديد من الوكالات أن روسيا وباستخدام "تكنولوجيا النانو" قد اختبرت بنجاح "قنبلة فراغية" Vacuum Bomb غير نووية محمولة جواً وصفتها بأنها الأقوى في العالم حتى الآن، وأطلقت عليها اسم "أبو كل القنابل" Father of All Bombs، مقارنة بالوصف الذي أطلقته الولايات المتحدة على قنبلتها الفراغية الأقوى في العالم عام 2003، والتي أسمتها أم كل القنابل"، وقالت التقارير العسكرية الروسية إن قوة هذه القنبلة الروسية الجديدة تعادل أربعة أضعاف القوة التفجيرية للقنبلة الفراغية الأميركية .
الاكثر قراءة في الفيزياء الجزيئية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة