رفع الشبهة في أنّ خصائص مقام الولاية منافية لقدرة الله تعالى
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص229-231
2025-10-21
30
يجب ان نعلم انّ اتّصافه عليه السلام بهذه الصفات لا ينافي قدرة الله تعالى، بل هو عين الصفات التي في الله سبحانه، لم تنسلخ عنه سبحانه حين اعطيت لأمير المؤمنين ففقد الله سبحانه قدرته، بل هي عين صفات الله التي تظهر فيه عليه السلام في امتلاكه الولاية الكبرى، بل انّ نفس الولاية هي عين تجليات وظهورات حضرة الحق.
وعليه فانّ كلّ موجود راجع إلى الله وحده، وما هو موجود في مقام الولاية، انّما هو الاحتياج والفاقة المحضة إلى الذات المقدّسة، كما هو الأمر في هذا العالم المادي حيث الموجودات مقدّرة ومحدودة قُسّم بينها العلم والقدرة فاكتسب كلّ موجود منها حسب حاله وسعته، لكنّ هذا التقسيم لا يتنافى مع وجود منبع العلم والقدرة والحياة في الله، وليس مقسّمها من أحد غير الله تعالى.
كما انّ ظهورات التقسيم في أي مرحلة هي نفس ظهورات الله، وكذلك الأمر في عالم العقل والملكوت، فانّ المقسّم هو الله، لا تخرج الاستفادة والتقسيم عن صفاته وأسمائه، لذا فانّ مقام الولاية وهو تقسيم المعارف والعلوم والحياة على القلوب هو نفسه عمل الله تعالى وحده: {وَ ما تَشاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ}[1].
وعلى هذا فانّ أحداً لن يشاهد في القيامة التي هي عالم الظهور والبروز، غير قدرة الله وعظمته وحياته، وستكون جميع الموجودات ازاء ذاته المقدّسة صفراً وعدماً.
{يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ}[2].
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ}[3].
{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}[4].
وعموماً فانّ جميع أسماء وصفات الله التي حُصرت في القرآن الكريم، مثل: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[5].
و{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ}[6].
وجميع درجات ومراتب الحمد والتمجيد (من أي موجود إلى أي موجود) مختصّة بذات الله.
{اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ}[7].
{هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[8]
{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[9].
{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[10].
وستظهر في ذلك العالم، وسيكون انحصارها بذات الحق المقدّسة مشهوداً.
انّ مقام الولاية هو نفس تلك الصفات والأسماء لا غيرها، ولذلك فانّ ظهور تلك الصفات والأسماء يُدعى بالولاية لا غيرها.
[1] صدر الآية 30، من السورة 76: الإنسان.
[2] صدر الآية 16، من السورة 40: غافر.
[3] ذيل الآية 48، من السورة 14: ابراهيم
[4] ذيل الآية 165، من السورة 2: البقرة.
[5] الآية 58، من السورة 51: الذاريات.
[6] صدر الآية 36، من السورة 45: الجاثية.
[7] صدر الآية 255، من السورة 2: البقرة.
[9] ذيل الآية 1، من السورة 17: الإسراء.
[10] ذيل الآية 6، من السورة 44: الدخان.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة