تعرضت نظرية همنتغتون للنقد فور صدورها عام 1993 ، مما دفعه إلى تطويرها وتوضيحها على شكل كتاب عام 1996 ، ومن هذه الآراء ما يأتي:

1- لقد قسم همنتغتون العالم إلى ثمان حضارات على أساس الدين ، وهذا التقسيم غير دقيق ، إذ إنه يتلاءم مع ديانته اليهودية لأنه دمج بين المسيحية واليهودية التي تقف بوجه الديانة الإسلامية - الكونفوشيوسية ، كما انه يفصل بين الديانة المسيحية بحسب المذاهب ويعزل الأرثوذكسية الشرقية عن الكاثوليكية الغربية.

2- على الرغم من أن دولاً إسلامية ، مثل ايران وسوريا وليبيا والسعودية تلقت مبيعات للأسلحة من الصين إلا أنها لا تمثل تحالفاً إسلاميا كونفوشيوسياً ويفترض أن ألا يسمي همنتغتون جميع مبيعات الأسلحة الغربية (الأمريكية والأوربية) إلى البلدان الاسلامية وتحديداً مجلس التعاون الخليجي تحالفاً إسلامياً – مسيحياً من جهة الغرب.

3ـ تبنى همنتغتون قاسم مشترك بين الحضارات هو الدين ، وعليه فإن العلاقة بين الحضارات الإسلامية والغربية (المسيحية) هي الأكثر قبولاً من العلاقة الإسلامية الكونفوشيوسية كون الديانة الإسلامية والمسيحية ديانتان سماوية وتوحيدية ، في حين ان الكونفوشيوسية فلسفة وأصبحت معتقداً عقائدياً، وهي دين غير سماوي ، والرؤيا الإسلامية ترجح التعامل مع أهل الكتاب (النصارى) على غيرهم من الوثنيين.

4- يرى همنتغتون ان العالم الإسلامي يمثل تهديداً ديموغرافياً للغرب من خلال ثقله السكاني المستقبلي والهجرة إلى عدد من الدول الغربية ، والحقيقة أن مثل هذا التهديد قد ارغم الغرب أن يعيد دراسة قيمه الأساسية الخاصة مثل التسامح الديني وحرية التعبير وحقوق الإنسان ، بل وحتى الديمقراطية والتعددية.

5ـ لا يمكن للإسلاميين ان يتجاهلوا قوى السوق الغربي التي تتحكم في تحديد أسعار النفط ، وان منتجي النفط في الشرق الأوسط سيحتاجون دوماً مهما كانت توجهاتهم السياسية إلى بيع نفطهم. وليس كما يرى همنتغتون ان السلطة القادمة للحركات الإسلامية تفرض تهديداً اقتصادياً لمصالح الغرب عن طريق الحد من قدرة الغرب على الوصول إلى الأسواق الإسلامية والتحكم في إمداد النفط.

6ـ لا يمكن تسمية حرب الخليج الثانية حرباً حضارية نسبة إلى المفهوم الذي وضعه همنتغتون للحضارات ، إذ إن هذه الحرب فيها العديد من الدول العربية والإسلامية إلى جانب قوات التحالف الأطلسي في حربها ضد العراق.

وبناء على ما تقدم من فرضيات وآراء النظرية همنتغتون فهو يدعو الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص إلى الحذر من ظاهرة التحدي الذي تمارسه الحضارتين الإسلامية والكونفوشيوسية ومن احتمال تعاونهما ، وكذلك يحث على رصد ما يقع في ساحتيهما من تطورات على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والتقنية وهكذا فإنه يأخذ على نفسه مهمة الواعظ والناجح كما فعل من قبل (ماكندر) و (هاوس هوفر) في اعتمادهم على الجيوبولوتكس مدخلاً للتفسير والتحليل والتنوير والنصح وتقديم العلاج.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

مركز دار العلم للدراسات العقدية والتاريخية يقيم امتحانات نصف السنة الدراسية لطلبته

جامعة الكفيل تنظم سلسلة ورش علمية وتوعوية لتعزيز الوعي الأكاديمي والفكري لدى الطلبة

قسم صناعة الشبابيك يستعرض جهود ورشة صناعة أبواب المراقد المقدسة وشبابيك الأضرحة لملاكات العتبة العباسية المقدسة

شعبة الخطابة الحسينية النسوية تُقيم مسابقة حفظ الخطب الثلاث لطالبات الدورات الصيفية في كربلاء

المزيد

الآخبار الصحية

أول إرشادات غذائية قائمة على الأدلة لمعالجة الإمساك المزمن

صباح بلا إفطار؟.. صحتك في خطر!

هل يمكن للجلد أن يكشف عن صحتك العقلية؟.. دراسة حديثة تجيب

السر في مطبخك.. 6 أطعمة تمنح عظامك قوة الشباب

المزيد

الآخبار التكنلوجية

ناسا تكشف: كوكب الأرض أصبح أقل لمعانا خلال العقود الماضية

دراسة: الوقت الذي تستخدم فيه هاتفك قد يفضح حالتك النفسية

الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025

رسميا.. إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025

المزيد

مواضيع ذات صلة

التحليل الجيوبوليتكي لنظرية همنتغتون

جغرافية أذربيجان

الوزن الجيوبوليتيكي لكل من أرمينيا وأذربيجان

نظرية القوة البحرية (ماهان)

اراء وانتقادات لنظرية القلب

خصائص المشكلات الحدودية

تعريف لبعض مصطلحات نظرية ما كندر

بعض الآراء في نظرية ماهان البحرية

الوزن الجيوبولتيكي للحافة الأرضية (الرملاند) لسبيكمان

نظرية القلب الأرضي (ما كندر)

الحدود Boundaries

النزاع على الحدود - الهندية الصينية