الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التقوى والعبادة
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 249 ــ 253
2025-10-09
79
على الزوجين مراعاة الأحكام الالهية والتعاليم الإسلامية ازاء بعضهما البعض، ومن المتعذر مراعاة هذه الحقائق الا بالتقوى والعدالة، أي اجتناب السيئات والقبائح والأخلاق السيئة والسلوك المذموم، والعدالة تعني عدم الافراط والتفريط في الأمور كافة.
ان ظلم الرجل للمرأة وظلم المرأة للرجل مهما كان مقداره أمر قبيح وان كان بعضه لا يستحق الاهتمام بنظرهما.
ان المرأة لا تتمتع بقدرة بدنية عالية وقد لا يتوفر لديها الاقتدار الروحي بالمستوي العالي، فعلى الرجل أن يأخذ بنظر الاعتبار الجوانب البنيوية لزوجته خلال تعامله معها مثلما راعى الباري تعالى قدرة المرأة وأعفاها من بعض التكاليف والمسؤوليات.
ان نقاط ضعف المرأة يجب أن تجبر بالتعامل الطيب للرجل، فهي غير قادرة على أن يحاربها الرجل ويجعل من البيت ساحة للحرب والجدال معها، وفي هذا الصدد أدعوكم لتدبر هاتين الروايتين.
فقد كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ابنه الحسن (عليه السلام) ذكّره فيها بقضايا مهمة، منها ما ذكره حول ماهية المرأة فقال (عليه السلام): (فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانه) (1).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): (أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم الله ضعفهن فرحمهن).
لهذا يتعين على الرجل أن يتقي الله ويتعامل مع زوجته برحمة ورأفة ومحبة، ويراعي في تعامله معها وضعها الجسمي والروحي بوصفها باقة ورد عطرة ويتجنب الافراط والتفريط والاجحاف بحقها باي نحو كان، فالله تعالى - وهو خالق المرأة - يأمر بمراعاة التقوى ازاء النساء والاحسان إلى أمة الله (2) في البيت بشكل مناسب على الأصعدة المادية والمعنوية.
ولكن على المرأة أن تدرك ان الرجل يتحمل المصاعب الادارة هرون البيت ولابد ان يسعى لتوفير السكن واللباس والطعام من أجل سعادة زوجته وولده وتدبير أمورهم وهي أمور لا تتحقق دون مواجهة المصاعب ومزاولة العمل وتحمل مشاق السفر والحضر، من هنا عليها أن تستقبله حين يعود إلى البيت بتعامل كريم واخلاق حسنة وتلبي رغباته الطبيعية فتعطر اجواء المنزل بالسلوك الحميد والابتسامة والثناء على جهوده خارج البيت.
أجل، أن التقوى والعدالة والأخلاق الفاضلة والتصرف الممدوح والابتسامة التي تتم عن الرضا وتثمين الجهود والمحافظة على الهدوء والاستقبال اللائق.
كلها فضائل يجب أن تلقى بظلالها على الحياة الزوجية للزوجين وتتنور حياتهما ببركة هذه الحقائق.
وفي روايات الشيعة هنالك فصل هام يتناول مسألة معاشرة المرأة مع زوجها والرجل مع أهل بيته، يثير الاعجاب من حيث عدد تلك الروايات وما يتضمنه ذلك الكلام الملكوتي من مفاهيم.
فلا يجوز ان يظلم أحدهما الآخر ولو بمقدار حبة خردل، وعلى الظالم ان يعلم أنه سيواجه عقوبة شديدة.
أن المرأة ليست ملكاً للرجل كي يتصرف بها كما يشاء، والمرأة لا تتمتع بالحرية التامة ازاء الرجل حتى يحق لها القيام بأي عمل دون وازع، بل هنالك تكاليف ومسؤوليات لكل منهما فرضها الله ورسوله والأئمة المعصومون، وفي إطار تلك التكاليف يمكنهما التعامل فيما بينهما، وكل عمل آخر يخرج عن الحدود الالهية والواجبات الانسانية والأخلاقية هو ظلم له مردوداته في الدنيا والآخرة.
وفيما يرتبط بظلم الزوجة للزوج وظلم الزوج للزوجة - وهو عمل شيطاني يتنافى مع الكرامة والفضيلة - ثمة رواية مهمة جداً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حري بنا التأمل بها، حيث يقول (صلى الله عليه واله): من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعنيه وترضيه وان صامت الدهر قامت واعتقت الرقاب وانفقت الأموال في سبيل الله، وكانت اول من ترد النار، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً (3).
ليعلم امثال هذه المرأة والرجل أن الله تعالى عبر في كتابه عن سخطه على الظالم وابعاده عن دائرة محبته: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57].
وعلى الرجل والمرأة أن يعرفا ايضاً أن الظلم لا ينحصر بالظلم البدني والايذاء الجسمي، بل أن النظرة المصحوبة بالغضب وسوء الخلق والكلام البذيء والسب والاحتقار وعدم التمكين من مصاديق الظلم.
ان المرأة التي تظلم زوجها، والزوج الذي يظلم زوجته ليسا في عداد المسلمين الحقيقيين، وانما ممن خرج عن دائرة الهداية وغرق في مستنقع الضلال، لقوله تعالى: {بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان: 11].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (بين الجنة والعبد سبع عقبات أهونها الموت، قال انس: يا رسول الله فما أصعبها؟ قال: الوقوف بين يدي الله عز وجل إذا تعلق المظلومون بالظالمين) (4).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد).
وقال (عليه السلام): (الظلم يزل القدم ويسلب النعم ويهلك الأمم) (5).
وعنه (عليه السلام) أنه قال: (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت) (6).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة) (7).
وقال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): (أحب أن أحشر يوم القيامة في النور؟ قال لا تظلم أحداً، تحشر يوم القيامة في النور) (8).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): (كل ظلم الحاد وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الالحاد) (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الوسائل: ج 20، ص 168.
2ـ ورد هذا التعبير بشأن المرأة والذي يبين عناية الله ورحمته الخاصة بها، في رواية مهمة في الصفحة 13، الجزء 20، من كتاب وسائل الشيعة طبعة مؤسسة آل البيت وذلك فيما يتعلق بزواج أدم وحواء.
3ـ الوسائل: ج 20، ص 163، طبعة مؤسسة آل البيت.
4ـ ميزان الحكمة: ج 5، ص 596.
5ـ المصدر السابق: ص 595 ـ 596.
6ـ المصدر السابق.
7ـ المصدر السابق: ص 599 ـ 560.
8ـ المصدر السابق.
9ـ المصدر السابق.
الاكثر قراءة في الزوج و الزوجة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
