الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تلوث المباني
المؤلف:
د. محمد صابر
المصدر:
الانسان وتلوث البيئة
الجزء والصفحة:
ص 59 ـ 63
2025-10-08
98
على الرغم من أن مقدار التلوث الناشئ في المنازل وأماكن العمل قد يكون ضئيلا عند مقارنته بالبيئات الأخرى، فإن تأثيره ملموس على صحة الناس، وفي حين يتحتم على المؤسسات الصناعية والتجارية تطبيق التشريعات البيئية فيما يخص استخدام و طرح بعض المواد الكيميائية، مثل مبيدات الآفات والأصباغ والمنظفات، نجد الناس في المنازل لا يلتزمون بمراعاة التشريعات ويتعاملون مع نفس تلك الكيماويات الضارة بأسلوب يعود عليهم وعلى البيئة المحيطة بالضرر، وهناك إحساس عام بأن الكيماويات المنزلية آمنة وغير ضارة وبالتالي يتكرر استخدامها وتداولها وطرحها بطرق غير سليمة.
ومن الأهمية بمكان لصحة الناس نوعية الهواء في المنازل وأماكن العمل، لأن الكثير من المواد التي يشيع استخدامها تبث غازات وأبخرة وجسيمات دقيقة على درجة كبيرة من الخطورة، ويتلوث الهواء داخل المباني من جراء أنشطة الناس، وقد تنساب الملوثات من الأثاث أو مواد البناء وفي العادة يتأثر الناس بتلوث الهواء الجوي داخل المباني أكثر منه خارجها، حيث يتنفس الإنسان لا إراديا نحو 25 كيلوغراما من الهواء يوميا، ويمضي أغلب حياته داخل مباني مغلقة، ولا سيما المسنون والمرضى وتتضمن الملوثات النمطية للهواء داخل المباني الرادون والأسبستوس ودخان السجائر الفورمالديهايد والمنظفات المنزلية.
والرادون غاز طبيعي نشط إشعاعيا ينشأ من التحلل الإشعاعي للراديوم الذي ينشأ بدوره من تحلل اليورانيوم ، ويرى العلماء أنه ينبغي ألا يزيد تركيز الرادون في الهواء داخل المباني على حوالي 100 بكرل/متر مكعب، وتتفاوت محتويات مواد البناء من نظائر سلسلتي اليورانيوم - راديوم والثوريوم المشعة، ومن نظير البوتاسيوم حيث توجد هذه النظائر في جميع أنواع الصخور والتربة وبالتالي في مواد البناء، بتركيزات شديدة التفاوت ونظرا لأن الرادون غاز فهو سريع الحركة، ويتسرب بسهولة من التربة إلى داخل المباني من خلال الشقوق والفتحات في أساسات المبنى، وقد ينبثق من الطوب ومواد البناء الأخرى المستخدمة في البناء، وقد يوجد الرادون في المياه الجوفية، ومنها يتسرب إلى الهواء أثناء الاستحمام باستخدام الدش، كما يمكن أن يوجد في الغاز الطبيعي المستخدم في المنازل كمصدر للطاقة، ويتسرب إلى جو المنازل خلال فترات إشعال الغاز في المطابخ أو السخانات وعموما، يتراوح تركيز الرادون في الهواء الطلق بين عدد محدود من البكرل وعدد صغير من عشرات البكرل في كل متر مكعب.
ويمكن التحكم في مستوى الرادون داخل المباني بعدة طرق، تتوقف على مستوى تركيزه وتتضمن تلك الإجراءات التحكم في خفض معدل انبثاق الرادون من الأرض إلى المبنى بسد وتشميع النقاط التي يمكنه اختراقها، وتقليل مقداره داخل المبنى بزيادة مستوى التهوية .
ويخلط الأسبستوس، وهو معدن موجود في بعض تكوينات الصخور، بعد تعدينه وتصنيعه إلى الياف دقيقة، مع الأسمنت والأسفلت في مواد البناء والتشييد ، وقد استخدم الأسبستوس على نطاق واسع منذ الأربعينات في البناء كمادة عازلة مقاومة للحريق، وكمادة لتغطية جوانب المباني وأنابيب المياه الأسمنتية وفي الملابس الواقية من الحريق ومازال الأسبستوس يستخدم في العديد من الصناعات، بيد أن استخداماته المنزلية أصبحت محدودة للغاية.
ويتصدر دخان السجاير غيره من الملوثات داخل المباني والأماكن المغلقة، ويشمل تيار الدخان القادم من طرف السيجارة إلى جانب الدخان الذي ينفثه المدخن ويعرف تعرض غير المدخنين إلى دخان السجائر بالتدخين السلبي أو التطوعي أو غير المباشر ويتركب دخان السجاير من جزيئات سابحة في الهواء تحتوي على أكثر من 4700 مركب كيميائي، منها مواد مسببة للالتهابات مثل الفورمالديد وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين، ومواد سامة ومواد مغيرة للصبغات الوراثية (الجينات) ومواد مسببة للامراض وتأثيرات دخان السجاير على المدخنين باتت معروفة للعامة، حتى لمن يسرف في التدخين فهي سبب رئيس للوفاة بأمراض الرئة المختلفة، كما قد يسبب التدخين بعض أمراض القلب والشرايين .
وتنساب داخل المباني الأبخرة الناشئة عن حرق الوقود في السخانات والمواقد والأفران وغيرها، ولا سيما عند تشغيلها بطريقة غير مناسبة، كما في حالة وجود شروخ في معدات الحرق وعدم توفر التهوية الكافية وانسداد المداخن وعدم ضبط عمليات حرق الوقود ، وتشمل ملوثات الحرق بصفة رئيسة أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النتروجين والهيدروكربونات ، ويؤدي استنشاق تلك الغازات إلى التهاب العيون والحنجرة والغثيان والدوار والإجهاد والصداع، ويمكن التقليل من تلك التأثيرات بمتابعة الصيانة الدورية لمعدات الحرق والتسخين بالمنزل وزيادة التهوية وضبط نوعية الوقود.
وحتى أواخر القرن العشرين، كان الناس يستخدمون مع مواد التنظيف فرشاة قوية حتى يمكن الحصول على نتيجة جيدة من المنظف، بيد أن المنظفات الحديثة أصبحت فائقة الفاعلية بأقل مجهود لما تحويه من مكونات تعتبر خطرة على المستخدم والبيئة داخل المباني.
وهناك مجموعة أخرى من الملوثات في المنازل، لا تقل خطورة عما سبق، من أهمها المنظفات الصناعية ومزيلات البقع وصابون تنظيف السجاد ومواد سد الشقوق ومواد الطلاء وملمع الأحذية، ومزيل اللمعان ومزيل المواد اللاصقة، ومبيدات الحشرات المنزلية، وبعض الأدوات المحتوية على عناصر كالرصاص وغيره ويؤدي تعرض الإنسان إلى تركيز عال من مبيدات الحشرات إلى تأثيرات صحية حادة مثل التقيؤ والدوار وتلف الأعصاب والإجهاض والعقم وتلف الصبغات الوراثية ومن أخطر الملوثات المنزلية عنصر الرصاص، الذي ينساب مع المياه من مواسير الرصاص والذي يدخل في تركيب المواد المستخدمة في تلميع السيراميك والبويات والتأثيرات الضارة للتعرض لعنصر الرصاص معروفة منذ عهد أبو قراط عام 370 قبل الميلاد، ويمكن أن يدخل الرصاص إلى الجسم من خلال استنشاق الغبار الملوث بالرصاص الناتج عن تهدم أو صنفرة أو حرق البويات المحتوية على الرصاص، وعن بلع التربة الملوثة بالرصاص، ويضر التعرض المستويات كثيفة من الرصاص بالمخ والجهاز العصبي، ويؤدي إلى ضعف القدرة على التركيز وعدم ضبط السلوك وتلف السمع، وقد تتفاقم الأضرار إلى تدني قدرة الجسم على تكوين كرات الدم الحمراء وزيادة مخاطر الولادة وأمراض الأجنة ، ولا توجد مستويات آمنة للتعرض للرصاص، ولا سيما بالنسبة للأجنة والناشئة والأطفال وعلى الرغم من أن البالغين يفرزون عنصر الرصاص خارج أجسامهم، فمازالت الشكوك تحيط بمن يتعرضون إلى مستويات عالية من الرصاص مثل من يعملون في صناعة البطاريات ويمكن لسكان المنازل أن يقللوا من تأثير التلوث داخل المباني باستخدام مواد أقل خطورة، وتقليل الكميات المستخدمة من المواد التي تحمل الملوثات بين طياتها، واتباع إرشادات الاستخدام، وعدم تعريض الأطفال لهذه المواد وتتضمن برامج التوعية في هذا المجال تنبيه الناس إلى أهمية مراعاة الملاحظات المكتوبة على العبوات، مثل أو تجنب ملامسته للعين، أو عدم البلع أو الاستنشاق، أو الاستخدام في مكان جيد التهوية أو إبعاده عن الأطفال، كما تتضمن توعية الناس بعدم الإسراف في استخدام الكيماويات المنزلية الضارة واستبدالها بمواد أكثر أمناً، وتدريبهم على الأسلوب السليم لطرح نفايات المواد الخطرة وعدم إلقائها في سلة القمامة المنزلية أو على قارعة الطريق.
الاكثر قراءة في جغرافية البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
