الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
مبيدات الآفات
المؤلف:
د. محمد صابر
المصدر:
الانسان وتلوث البيئة
الجزء والصفحة:
ص 39 ـ 42
2025-10-07
107
يقدر العلماء أن هناك ما بين 80 - 100 ألف مرض يصيب النباتات، تنشأ عن الميكروبات المختلفة، وأن هناك قرابة 1800 صنف من الحشائش التي تسبب أضرارا اقتصادية للإنتاج الزراعي، وأن هناك نحو 100 ألف حشرة تهاجم النباتات وتعرضها وعندما تترك تلك الآفات في الحقول بلا مكافحة، فإنها تستهلك نحو ثلث الإنتاج الزراعي العالمي، وهذا أمر لا يمكن قبوله في عالم يكتظ بالجياع ، ومن هذا المنطلق بدأ الناس يبحثون عن مبيدات تقاوم تلك الآفات وتقلل من تأثيرها الضار على الإنتاج الزراعي.
وتستخدم مبيدات الآفات في عدة مجالات أهمها على الإطلاق القطاع الزراعي الذي يستهلك نحو 68% من مجمل الإنتاج العالمي ، كما تستخدم مبيدات الآفات أيضا في رعاية الحيوانات وتنظيف المستشفيات، وكمواد حافظة للأخشاب، وفي مكافحة قواقع البلهارسيا والحشرات المنزلية والحشرات الناقلة للأمراض، مثل بعوضة الملاريا وبرغوث الطاعون وقمل التيفوس وذباب مرض النوم، وتشير الإحصائيات أن 750 مليون نسمة يعانون كل عام من أمراض البلهارسيا والملاريا والعمى وغيرها، وأن استخدام مبيدات الحشرات أنقذ ملايين البشر من تلك الأمراض.
وفي الوقت الحالي تشكل مبيدات الآفات نحو ثلث الإنتاج العالمي للكيماويات الزراعية، رغم تاريخها المشين في إتلاف البيئة وإيذاء البشر، وتتفاوت الكميات المستهلكة منها في الدول المختلفة، حيث تتجه معدلات الاستهلاك إلى الانخفاض في الدول الصناعية الكبيرة، في حين تتنامى في الدول النامية التي تستهلك نحو 62% من مجمل الإنتاج العالمي.
وبالطبع يستحيل مكافحة الآفات في الحقول الزراعية بإضافة المبيدات عليها مباشرة، بل يتحتم رش غطاء واقي فوق المزروعات يضمن تعرض الآفة لفعل المبيد ومن المعروف أن 90% من مبيدات الآفات المضافة للحقل لا تصل إلى هدفها المنشود، بل تنتشر في البيئة الزراعية ملوثة المياه السطحية والجوفية والتربة والغذاء، وتضر بالحياة الفطرية ومصايد الأسماك وتتعاظم تلك التأثيرات عندما ترش مبيدات الآفات باستخدام الطائرات وهناك من مبيدات الآفات ما يستطيع البقاء في البيئة مقاوماً للتحلل لفترات ممتدة، ويتسرب داخل الكائنات الحية غير المستهدفة مسببا لها العديد من المشكلات الصحية وقد تتحلل بعض مبيدات الآفات في البيئة الزراعية إلى مركبات أخرى أشد فتكا من المركب الأم وفي الوقت الراهن، يسعى كثير من العلماء إلى تشييد مبيدات جديدة للآفات تتحلل في البيئة الزراعية إلى مواد غير ضارة بعد أن تؤدي دورها في مكافحة الآفة المستهدفة.
وتصل معظم مبيدات الآفات إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام والشراب حيث يمكن أن يزداد تركيز المبيد خلال مروره بالسلسلة الغذائية ، فإذا ما تناولت الأسماك طعامها من مياه ملوثة بمبيدات الآفات يزداد تركيز بعض المبيدات في أجسامها عن تركيزها في الطعام الذي تناولته وعندما يتغذى الإنسان على تلك الأسماك الملوثة قد يزداد تركيز المبيدات في جسمه عن تركيزها في خلايا الأسماك التي تناولها، وقد يصل تركيز مبيدات الآفات إلى مستويات السمية في كثير من الأحيان.
ومعظم التأثيرات الصحية المبيدات الآفات حادة، حتى ولو كان التعرض لها لمرة واحدة أو لمرات قليلة متباعدة بطريقة مقصودة أو غير مقصودة ، وقد تتطور تلك التأثيرات إلى تأثيرات مزمنة والأمراض العصبية والوراثية والإجهاض، وضعف الذاكرة، وضعف القدرة على التركيز واهتزاز الرؤية ، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من مليون نسمة يصابون كل عام، بالتسمم من مبيدات الآفات، ويتوفى منهم ما بين 3 - 20 ألف نسمة ، وتلك هي البيانات الرسمية التي لا تعبر عن الواقع، لأنه من الراسخ أن معظم حالات التسمم لا تسجل بسبب قصور الموارد وصعوبة تمييز أعراض التسمم بالمبيدات.
ومع تطبيق أساليب التكثيف الزراعي تكونت نظم بيئية جديدة مناسبة لانتشار نوعيات جديدة من الآفات الزراعية لم تكن معروفة من قبل، وأصبح على الإنسان أن يواجه تلك الأعداد الهائلة والمتنوعة من الآفات غير أن الآفات بصفة عامة، والحشرات منها بصفة خاصة، أظهرت في الفترة الأخيرة تمردا ضد المبيدات وأصبحت هذه الحشرات لا تستسلم لها بنفس السهولة التي كانت تبديه أجدادها، بل أعادت تركيبها الوراثي على هيئة طفرات جديدة مقاومة لفعل المبيدات ، وأسقط في يد العلماء، واحتدم الصراع بينهم وبين الآفات ودخل مرحلة جديدة تتسم بالشراسة حين سارعوا إلى تعديل وتطوير تركيب مبيدات الآفات بما يجعلها أشد فتكا بالعشائر الوليدة من الآفات وأطول مكوثا وثباتا في البيئة.
ومع تواصل البحوث العلمية لتشييد مبيدات جديدة للآفات تتسم بقدرات فائقة في إهلاك الآفة تعالي علماء البيئة، حول أن الإنسان يفسد البيئة ، وتتابع عقد المؤتمرات واللقاءات التي تناقش قضية الإنسان والبيئة والمبيدات، وتحولت القضية إلى مناظرة وحوار ساخن بين فريقين فريق ينادي بمنع استخدام المبيدات حماية للبيئة وصونا للحياة، وفريق ينادى باستخدامها إنقاذا للإنسان من الأمراض الفتاكة وضمانا لإنتاج كفايته من الغذاء والكساء وللأسف لم ينته الحوار إلى رأي قاطع وأصبحت الأمور مشوشة في انتظار مخرج يرضي الطرفين وبات مؤكدا للجميع أن تراكم مبيدات الآفات في البيئة له مخاطر متعددة، وأن اجتثاث تلك المخاطر كلية يعتبر ضربا من الخيال وكل ما في وسعنا هو أن نقلل بدرجة ما من تلك التأثيرات الضارة ، ويتحتم الموازنة بين منافع ومضار المبيدات في إطار جدوى اقتصادية وفنية، تحسم الأمر وتمهد السبيل أمام قرار حكيم بيسر وضع سياسة رشيدة تكفل حماية البيئة من تلك السموم.
وهناك أكثر من محور يمكن الاستناد إليه في وضع سياسة رشيدة لاستخدام مبيدات الآفات، ففي المقام الأول علينا جمع المعلومات الدقيقة عن حجم المشكلة وتدريب وتوعية المتعاملين على الأسلوب السليم لتداول تلك المركبات، وسن التشريعات البيئية التي تكفل تحقيق ذلك، والبحث عن سبل آمنة جديدة لمكافحة الآفات الزراعية.
الاكثر قراءة في جغرافية البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
