التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
أهم آثار بطليموس الثاني في الوجه البحري (لوحة منديس التذكارية (1))
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج15 ص 23 ــ 36
2025-09-30
43
من أهم الآثار التذكارية التي أقامها «بطليموس الثاني» اللوحة المعروفة باسم لوحة «منديس»، وقد عُثِر عليها في معبد تيس «منديس» المقدس (2)، وهي محفوظة الآن بالمتحف المصري، وقد صُنِعَتْ من الحجر الرملي، ويبلغ ارتفاعها 1٫47 مترًا وعرضها 78 سنتيمترًا.
وصف اللوحة: يُشاهَد في الجزء الأعلى المستدير من هذه اللوحة قرص الشمس المجنح الذي يتدلى منه صِلَّان أحدهما على رأسه تاج الوجه القبلي، والآخر يلبس تاج الوجه البحري، ويحمل كل منهما خاتمًا، ونُقِش بجانب الصِلِّ الذي على اليمين المتنُ التالي: «بحدتي» الإله العظيم رب السماء ذو الريش المبرقش، الخارج من الأفق والمشرف على القطرين معطي الحياة والقوة.
ونُقِش أعلى هذا الصل: «نخبيت البيضاء» صاحبة «نخن».
ونُقِش بجانب الصل الذي على اليسار نفس المتن الذي نُقِش على اليمين، وفي أعلى هذا الصل نُقِش: الإلهة «وازيت» ربة «دب» و«ب»؛ ونقش بين الصلين: معطي الحياة والثبات والقوة مثل «رع».
وفي أسفل قرص الشمس نُقِش متنان أفقيان. فالذي على اليسار جاء فيه: «يعيش ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين، وسيد الشعائر «وسر-كا-رع-مري امن». ابن «رع» من صلبه، رب التيجان (بطليموس) عاش مخلدًا.»
ونُقِش على اليمين: «حياة التيس المقدس الإله العظيم حياة «رع»، والثور، والمخصب وأمير الشابات، محبوب بنت الملك، وأخت الملك والزوجة الملكية سيدة الأرضين (أرسنوي) عاشت مخلدة».
ومُثل أسفل المتن السالف، السماء بنجومها، وفي أسفلها منظران: أحدهما على اليسار، والآخر على اليمين؛ فالذي على اليسار يُشاهَد فيه الأسرة المالكة تقدم قربانها، وعلى اليمين الآلهة المحترمون، ونشاهد أولًا من الأسرة الملكية «بطليموس الثاني» يخطو إلى الأمام، وتقف بالقرب منه الإلهة «أتو» في صورة ثعبان على نبات بردي، وترتدي على رأسها تاج الوجه البحري، ويمسك الملك بيده آنية تحتوي على زيت معطر يقدم منه بأصبعه شيئًا إلى أنف التيس، ونُقِش معه المتن التالي: «تقديم العطر إلى والده، وتقديم المر إلى أنف الإلهة.» وتتبع الملك الملكة «أرسنوي»، وكانت — عند إقامة هذا الأثر — قد مضى على موتها سبعة أعوام أو يزيد، وقد نُقِش أمامها: حاملة المروحة والآلهة التي تحب أخاها، (والمحبوبة من) التيس، وسيدة كل الأرض (أرسنوي)، وتمسك بإحدى يديها رمز الحياة وبالأخرى مروحة، تشبه سنبلة القمح، وتقول بمناسبة ذلك للتيس: إني أحميك في تاجك، وبذلك تكون عظيمًا وعاليًا أكثر من كل الآلهة الأخرى.
ويُشاهَد خلف الملكة نبات بردي يجثم عليه صقر بجناحين منتشرتين، ومعه النقش التالي: «بحدتي» الذي ينشر جناحيه ليحمي أمه، وخلف الملك والملكة يُشاهَد ولي العهد الفتى «بطليموس» ويحمل نفس الاسم الذي يحمله والده — ملك الوجه القبلي والوجه البحري وابن «رع» — ويحمل في يده آنية فيها زيت عطر، وشريط من النسيج، ويقول للتيس: «إني ركبت لك أعضاءك، وضممت إليك جسمك معًا في المقصورة «تننت» وهو بذلك قد لعب الدور الذي لعبه «حور» الذي جمع أعضاء والده «أوزير» الممزقة في تلك المقصورة، وقبالة ولي العهد تشاهد الحية «نخبيت» مرتدية تاج الوجه القبلي، مرتكزة على نبات زنبق، وخلف ولي العهد يُشاهَد إلهة في صورة عقاب تقف على نبات هو زنبق الوجه القبلي، وهذه هي الإلهة «نخبيت» بجناحيها منتشرتين؛ لتحمي ولي العهد، وتلبس تاج الوجه القبلي، ومعها النقش التالي: ««نخبيت» البيضاء القاطنة في «نخن» (= المقاطعة الثالثة من مقاطعات الوجه القبلي) الخفية، والرخمة الكبيرة التي تحمي ابنها بجناحيها.» وفي نهاية الصورة نشاهد خلف الأسرة الملكية علامة غير عادية؛ وذلك أنه يرى فوق حامل علامة المقاطعة الاسم التالي: قاضي الإلهين ورب الأرضين. ولا بد أن ذلك يعني اسم بلدة، والواقع أنها — على حسب ما جاء في السطر التاسع من نقوش موكب «منديس» الذي خرج منها — هي «تمويس» Themuis، ومن جهة أخرى يتفق هذا الاسم مع التقاليد بأنه هو «تحوت» إله الأشمونين (الواقعة في المقاطعة الخامسة عشرة) الذي فصل بين الإلهين «حور» و«ستخ»، والنقش الغامض الملحق بذلك خاص بكلام هذا القاضي: «ملك الوجه القبلي وملك الوجه البحري، الحوران والأخوان قد اتحدا … الأرضين.»
هذا، ونشاهد على الجانب الأيمن من المنظر الذي مثل فيه الآلهة قاعدة مُثل عليها تيس يخطو إلى الأمام، وقد مُثل بصورة كبش ملفوف بمنديل، ويحمل على رأسه قرص الشمس، ونُقِش فوقه: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري، الروح (با) الحية لرع، وروح «شو» الحية، وروح «جب»، وروح «أوزير» الحية، وروح الأرواح وحاكم الحكام؛ والتيس وريث الإله (رع؟ أو أوزير؟) في مقصورة «تننت» (مقصورة الإله «سوكاريس» في منف).» وهذا هو التيس الذي عُثِر عليه حديثًا، ونصبه بطليموس الثاني إلهًا، وهو الذي بإرادته أُقِيمت لوحة «منديس» التي نحن بصددها.
والإله الذي يأتي بعد هذا التيس هو الطفل «حربو خراتيس» الذي مثل في صورة طفل بأصبعه في فمه، وفوقه المتن التالي: ««حور» هذا الطفل، الإله العظيم القاطن في «ددت» (= تل الربع الحالي)، ومن يجلس على عرشه مع «إزيس» (أي على حجر أمه «إزيس») ومن أعطيت إياه الأرضين لمؤنته.»
والإله الثالث في المنظر هو رجل يخطو إلى الأمام برأس كبش وتاج عالٍ، ومعه المتن التالي: «التيس، سيد «ددت»، الإله العظيم، «رع» العائش، والثور الملقح، المسيطر على الغواني، ورب السماء، ملك الآلهة معطي الحياة مثل «رع».»
وهذا هو التيس المتوفَّى الذي أحل محله «بطليموس الثاني» التيس الجديد، وأنه هو كذلك الذي سماه «بطليموس الثاني» في السطر الذي فوق الصورة «المحبوب»، وهو يقول للملك: إني أجعل عظماء كل البلاد الأجنبية تخضع لسلطانك.
والصورة الإلهية الرابعة في المنظر تمثل إلهة تحمل على رأسها رمز المقاطعة 16 من مقاطعات الوجه البحري، وهذا الرمز يمثل سمكة الدرفيل، وتُسمَّى «حات محيت» (راجع أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني ص84) ومعها المتن التالي: ««حات — محيت»، القوية القاطنة في «ددت»، وزوج الإله في معبد التيس، وعين «رع» وربة السماء وأميرة كل الآلهة.» وهي تقول للملك: إني أمنحك الحب في قلب الآلهة، وقلب عدوك يجب أن يكون تعسًا.
والآلهة الخامسة في المنظر هي امرأة بتاج ملكة، ومعها المتن التالي: ابنة الملك، وأخت الملك، وزوجه الملكة العظيمة والتي يحبها والإلهة التي تحب أخاها، (أرسنوي)، وهي تقول لزوجها الذي عاش بعدها: إني أصلي من أجلك لسيد الآلهة حتى يجعل سنينك بوصفك ملكًا مرتفعة العدد.
وفي أسفل هذا المنظر يأتي المتن الرئيسي في اللوحة، ويحتوي على ثمانية وعشرين سطرًا، وهاك ترجمتها حرفيًّا:
(1) يعيش «حور» الشاب القوي ممثل الرخمة والثعبان «السيدتين» (المسمى) عظيم القوة، و«حور الذهبي» (المسمى) الذي جعله والده يظهر (بمثابة وريثه على عرش مصر)؛ ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين (المسمى) (وسر-كا-رع-مري-آمون) (قوية روح رع محبوب آمون)؛ وابن «رع» (المسمى) سيد التيجان «بطليموس» المحبوب من التيس (أو الروح) سيد «ددت» (منديس)، الإله العظيم حياة «رع» والثور الملقح، والمسيطر على النساء، والإله الوحيد، عظيم الهيبة (أو العظيم بوساطة رأس التيس)، ملك الآلهة والناس، والمُشرق في الأفق بوجوهه الأربعة، والذي يضيء السماء والأرض بأشعته، والذي يأتي كالنيل، وبذلك تعيش الأرضان، وإنه النسيم لكل الناس، والآلهة تمجده، والإلهات تصلي له في صورته، التيس الحي، العظيم الهيبة، وسيد الآلهة. الإله الكامل، صورة «رع»، والصورة الحية للتيس أول أهل الأفق (أي الذين يسكنون في الأفق)، والنطفة الإلهية للتيس، والثور الملقح، والابن الحقيقي للتيس الذي أنجبه؛ لينظم المعابد وليقوِّم مقاطعات الإله، وبكر أولاد التيس، والذي خلقه التيس «وانن».
ومن يجلس على عرش سيد الآلهة، والصورة الفاخرة لطفل المقاطعات (= اسم إله فتى) ومن ولدته (أمه) بمثابة سيد (= ملك)، والحاكم وابن الحاكم ومن وضعته حاكمة؛ ومن سلمت له وظيفة حاكم الأرضين وهو لا يزال في الرحم، ولم يكن قد وُلِد بعد، وقد تسلم هذه الوظيفة فعلًا وهو في قماطه، وكان يحكم فعلًا وهو لا يزال رضيعًا.
وقد صار سيدًا، حلو الحب؛ وهو الذي كانت هيبته (مثل) هيبة التيس الذي في مقاطعة السمكة («حات محيت» المقاطعة 16 من مقاطعات الوجه البحري)؛ الملك القوي، الجبار البأس، الشجاع. والذي يقبض بقوته، ومن يحارب في ساحة القتال، والقوي بوساطة سلطان (السحر)؛ القوي الساعد، الضارب أعداءه.
قيم النصيحة، ومن ينتهز الفرص، ومن فيه قوة «بعل»، ورب العدالة، ومن يحب القانون، ومن قلبه يدخل في طريق الإله، في حين كانت مصر نائمة، ومن يكثر المعابد.
وأنه جدار من نحاس وراء الناس (لحمايتهم)، عظيم الرهبة، وجبار الخوف (الذي ينشره) والخوف منه في كل الأرضين، ومن لإرادته (تنحني كل الأعداء)، وكل الناس (مصر) يبتهجون برؤيته لأنه يحميهم.
وحبه في قلب الآلهة؛ لأنهم يعرفون أعماله الطيبة نحوهم، وكل المعابد مفعمة بقربانه، وشطرا (مصر) بمثابة شطري «حور» و«ستخ».
ملك الوجه القبلي والوجه البحري (بطليموس الثاني).
في عام … الشهر الأول من فصل الشتاء أتى جلالته ليمجد «البا» (3) سيد «ددت» (منديس) وليرجو الحياة من رب الحياة، ويطلب شرف الملك إلى ربه.
وقد عمل ما ترغب فيه التيوس العظام، وقد زار جلالته التيس الحي، وذلك عندما قام للمرة الأولى بزيارة الحيوان (المقدس)، بعد أن اعتلى عرش (والده).
وزار جلالته والده (؟) (التيس المقدس) بالطريقة اللائقة مثلما كان يعمل ما عمل الملوك في الأزمان الغابرة منذ أول زيارة حدثت.
وقد أمسك جلالته حبل مقدمة سفينة هذا الإله، وأبحر شمالًا في البحيرة الكبيرة، ثم أقلع جنوبًا في قناة «عقن» (أحد فروع النيل) كما فعل ملوك الوجه القبلي والوجه البحري من قبله، وقد أتم كل شعائر الزيارة كما هو مدون، إلى أن وصل إلى «ددت» (منديس) و«عنبت» (تمويس).
وقد جعله (أي التيس) جلالته يظهر (في موكب) في مقصورته (محفته التي تُحمَل على الأكتاف)، وعندئذ تقدم (الملك) خلف هذا الإله سيده الذي يحبه (الإله)، وسافر الإله نحو «وب-نتروي» (قاضي الإلهين — والمقصود هو بلدة على مقربة من «تمويس» على ما يُظَن) وهي المكان الذي زاره للمرة الأولى.
وقد مر جلالته «بضيعة التيس» (اسم معبد تمويس (؟))، وقد وجد في معبد التيس كيف كان يسير فيه العمل على حسب أوامر جلالته بإزالة الفساد الذي أحدثه الأجانب الخاسئين (يقصد الفرس) فيه، وأمر جلالته أن يتم العمل فيه (المعبد) أبديًّا.
وقد فحص جلالته مثوى هذا التيس المقدس الذي يسير العمل في تجديده، وقد كلف (الحارس) أن ينظفه (المثوى) يوميًّا، وأن يوضع هناك تيس «عنبت» على عرشه.
وأصدر جلالته توجيهاته في هذا المعبد، وأدى صلواته الروحانية للتيس المقدس، كما وُجِدت في كتابة «تحوت».
وبعد ذلك عاد جلالته إلى مقر ملكه، وقلبُه فَرِح بما فعله لآبائه التيوس العظماء الأقوياء الأحياء في «عنبت»، وقد منحته (مكافأة على ذلك) ملكًا عظيمًا في سرور.
وبعد ذلك ارتبط جلالته (بالزواج) مع أخته (بحماية) الإله … «والإله الذي يعيش أنفه» (لقب أوزير) وروح إله الشرق، وقد ثبت لقبها (أي الملكة) بوصفها: الأميرة عظيمة الحمد، التي تتبع للسيد (الملك)، حلوة الحب، جميلة الطلعة، والتي استولت على صلى الجبين (مع تاجي الوجه القبلي والوجه البحري)، ومن ملأت القصر بجمالها، محبوبة التيس، والتي تعتني بالتيس، أخت الملك وبنت الملك وزوجة الملك العظيمة محبوبته، وأميرة الأرضين «أرسنوي».
في السنة الخامسة عشرة الشهر الثاني من فصل الصيف، صعدت هذه الآلهة إلى السماء، وانضمت [أعضاؤها مع من خلق جمالها …]
وبعد شعيرة فتح الفم لهذه الآلهة بعد أربعة أيام صعدت بمثابة روح، وقد غنى لها القوم في «عنبت» وأُقِيم لها عيد (جنازي) وصارت روحها تعيش هناك بجانب التيوس الأحياء، كما عُمِل للتيوس والآلهة والإلهات منذ الأزل حتى اليوم.
وبعد ذلك أصبحت (المدينة «عنبت») مكان أفراح المملكة لكل الآلهة؛ وأنها مدينتهم لتجديد الشباب مرة أخرى، وفيها يشمون الهواء النقي، وأنها مدينة الفرح لكل الإلهات، وفيها تعود الحياة من جديد؛ وذلك لأن الإله يُضمَّخ بالمر والزهور، ويُبخَّر بالبخور في كل عشرة أيام.
وأمر جلالته بإقامة روحها (تمثالها) في كل بيوت الآلهة، وكان ذلك جميلًا في قلب الكهنة خدام الإله؛ وذلك لأن حالتها كانت عُرِفت بأنها الهيبة، وذلك بسبب امتيازها بالنسبة لكل إنسان، وقد جُعِلت صورتها في مقاطعة السمكة (الدرفيل) تظهر (في المواكب) بجانب الأرواح الحية (للتيوس) مثل (تماثيل) أولاد الملوك التي كانت معها سويًّا (أي مع الصورة)، وصورتها (أي الملكة) قد وُضِعت في كل مقاطعة مثل نساء حريمه (كاهنات التيس) التي معها (أي التماثيل الأخرى) سويًّا.
وقد ثبت اسمها (أي الملكة) بوصفها: محبوبة التيس، والإلهة التي تحب أخاها «أرسنوي».
وقد أنشأ جلالته الآن جنوده (حرسه) من الشباب الجميل من أولاد جنود مصر، وكان رؤساؤهم من أولاد «تامري» (مصر)، وكانوا له هناك بمثابة محبين؛ وذلك لأنه كان يحب مصر أكثر من أية بلدة (أجنبية) كانت تخدمه، ولأنه عرف طِيبةَ قلبِهم نحوه.
أما فيما يتعلق بضريبة السفن المعدية في كل مصر قاطبة، وهي التي كانت تُجبَى إلى بيت (مال) الملك، فإن جلالته قد أمر أن فريضة ضرائب السفن لكل مقاطعة «محيت» (المقاطعة 16 من الوجه البحري) لا تُجبَى، وعندئذ قالوا أمام جلالته: أنهم (أي سكان مقاطعة الدرفيل) منذ زمن رع لم يؤدوا أية ضريبة، ولكن كل من كان يدخل في مدينته (منديس) ويخرج كان ينبغي عليه أمام سيد المتع الذي … يجلس …؟
وبعد ذلك أعطاه «رع» (أي أعطى التيس) الأرضين لمئونته، ويجب عليه (التيس) أن يتمتع مع أهل مصر بطعامه (أي ينبغي عليه أن يأخذ نصيبه من جمع الضرائب) مثل ما قرره والده العظيم رع قبل أن وُجِد (التيس).
أما عن مقدار نصيب الضرائب الخاص بكل بلد مقاطعة فإن ما يدخل الإدارة الملكية يُستبعَد، وهكذا أمر جلالته أن نصيب الضرائب الخاصة بمعبد التيس بالإضافة إلى تلك التي من مقاطعته لا يُجمَع، وقد أخذ (الملك) معرفة بأمر أصدره «تحوت» عن «رع» لملوك الوجه القبلي والوجه البحري، وقد نُشِر (في الأزمان المبكرة) هو كما يلي:
ينبغي أن ينشرح قلب ملك الوجه القبلي والوجه البحري بالعدالة، وذلك عندما يجعل قربات (دخل) التيس الحي يُزاد، وينبغي أن يسعد ملك بالعدالة (حقًّا) عندما يجعل قربات «البا» (التيس) سيد «ددت» (منديس) تزداد، وبذلك تكثر قربان الإله، وتتسع أملاك المعبد، ويعمل كل شيء ممتاز لبيته (معبده)، ولكن إذا نقصت قربانه فإنه لا بد من جراء ذلك أن يُهلِك مليونًا من الناس، ولكن عندما يُؤكَل خبز قربانه (أي يكثر) فإنه يجلب بذلك المئونة في كل البلاد؛ وعندئذ يفيض النيل على الحقول بخبز قربانه، وروحه هي التي تغذي الملك.
وفكر جلالته في أن يخفف عبء ضرائب «تامري» (مصر) وأن يجعل الأرضين في عيد من أجل التيس الذي خلق جماله. فأصدر جلالته أمرًا بمبلغ 670000 دينًا في كل سنة تُدفَع من الإدارة الملكية إلى نهاية السنين (إلى الأبد) ومثل هذا لم يعمله أي ملك من الذين كانوا قبله، وقد فرحت كل الأرض حتى عنان السماء، وصلى الناس للإله (شكرًا) لاسم جلالته العظيم.
وفي مرة جميلة أخرى نظمها جلالته أراد أن يحفر قناة عند الجانب الشرقي من «كمت» (مصر) وبذلك يقيم حدوده في وجه الأرض الأجنبية (الصحراء) ليحمي المعابد، ومثل هذا العمل لم يعمله أي ملك قط من الذين كانوا قبله.
وفي السنة الواحدة والعشرين جاء إنسان ليقول لجلالته أن بيت والدك «با» رب «ددت» (منديس)، قد تم عمله قاطبة. فما أجمله أكثر من حالته السابقة، على حسب الأمر الذي أصدره جلالتك! فقد نُقِش باسمك وباسم والدك (التيس) وباسم الإلهة الأخت التي تحب أخاها «أرسنوي».
وأمر جلالته ابنه باسم البا الذي أنجبه؛ ليقيم عيد حماية (الإهداء) «ضيعة (معبد) التيس» وذلك برحلة على الأخضر العظيم (البحر الأبيض المتوسط) بالسفن، وبترتيب لعيده الخاص ببيت الماء البارد الحلو لمدة ستة عشر يومًا.
ولقد كان يومًا جميلًا في السماء والأرض، وقد جعل التيس الأمير العظيم يدخل بيته، وكان (التيس) يجلس على عرشه العظيم، وكل الآلهة كانوا يجلسون في مقاصيرهم، وكانت حقًّا أرواحهم (أي أرواح الآلهة) كلهم، وكان كل معبد يحمل صورته، وكل مقاطعة كان فيها تماثيله، وقد (أضاءها) بوصفه التيس الحي، وكل عيد له كان عيدًا لهم (أي الآلهة)، وقد احتُفِل بعيد كبير في كل الأرض بالابتهاج حتى عنان السماء، وبدعاء الآلهة لاسم جلالته.
وبعد ذلك غُودِر بيت سيده، واتجه (المشتركون في العيد) نحو مقر الحكم (الإسكندرية) ليسروا قلب جلالته، وكان الكهنة خدام الإله خلفهم يحملون طاقة زهر وقلبين (تعويذة؟ أو بمثابة علامة سرور؟) لجلالته؛ فعطروا جلالته بالمر، ومسحوا ملابسه بزيت عطري؛ ثم أمر جلالته بإحضار شيء منه إلى بيت الملك، وعلى ذلك عُمِل لأولاد الملك كلهم كما عُمِل له.
وفي عام (22 أو بعد ذلك) شهر … من فصل الفيضان وصل إنسان وأتى ليخبر جلالته: تأمل أن التيس الحي الذي ظهر في الحقل الغربي لبلده «ددت» (منديس) وهو المكان الذي وُجِد فيه للمرة الأولى، وقد أُحضِر (التيس) إلى المكان «دمشنت» (مكان مقدس في منديس) ليت جلالتك تُجلِسه على عرشه، ومُرْ بمجيء رجال بيت الحياة ليشاهدوه. وعندئذ أرسل جلالته إلى معابد الوجه القبلي والوجه البحري؛ ليجعلوا رجال بيت الحياة يأتون مع كهنة المقاطعات والكتبة والكهنة خدام الإله … ومع العلماء الذين في مدنهم؛ وبعد أن شاهدوه رجال «بيت الحياة» تعرفوا على صورته على حسب الأنموذج (المعلوم)، وقد ثبت لقبه بوصفه الروح الحية لرع، وروح «شو» الحية، وروح «جب» الحية، وروح «أوزير» الحية، كما عُمِل منذ الأجداد على حسب ما هو مدون كتابةً.
وقال الكهنة لجلالته: إنه حقًّا الروح الحية، ولقبه قد قرره رجال «بيت الحياة» لجلالتك، وحظيرته قد تم كل عمل فيها على حسب الذي أعطاه الأمر جلالته. ليت جلالتك يأمر بأن يجلس على عرشه في حظيرته.
وتأمل فإن جلالته كان نير القلب (الفكر) مثل «تحوت» وفحص حالة أمير الحيوانات العظيمة (مصر) ولم يعمل مثل ذلك أي ملك في الأزمان السالفة قبله، وقد جعل تماثيل للآلهة العظام من كل المقاطعات تظهر (في موكب) وكذلك الإلهة الأخت التي تحب أخاها «أرسنوي» وهي التي كانت في يدها مروحة لتحمي بها الحيوان المقدس، وكذلك رموز حياتهم (بمثابة تعاويذ) في رقابهم (أو بمثابة صولجان) (؟) أي سيدة لأرضين (أي الملكة التي وُصِف هنا تمثالها على حسب تمثيلها في الصورة التي فوق النقش باللوحة).
وأمر جلالته أن يظهر هؤلاء الآلهة على حسب مقاطعة الدرفيل (المقاطعة 16 المنديسية) (في موكب) مع الكهنة خدمة الإله والكهنة المطهرين، في حين أن قواد الجيش التابعين له وعظماء جلالته كانوا خلفهم، وبعد ذلك أُجلس تيس «عنبت» (أي تمويس) على عرشه واحتُفِل بعيد (وحفل في معبده) … كما فعل ذلك جلالته للمرة الأولى عندما زار الحيوان (المقدس) عندما اعتلى عرش والده.
وفي الشهر الثاني من فصل الشتاء اليوم السادس عشر أتت تماثيل هذه الآلهة إلى «ددت» (منديس) في حين كان الكهنة خدمة الإله، والكهنة المطهرون، وعظماء رجال جلالته، وقواد الجيش التابعون له، كانوا خلفهم وقد أدوا شعائرهم للتيس … وفي اليوم 18 من الشهر الثاني من فصل الشتاء أُقِيم عيد ومهرجان في بيته، وظل هناك (أي الآلهة الآخرين) سويًّا معه مدة أربعة أيام، ومن ثم عادت «منديس» إلى شبابها كما أصبحت «عنبت» في عيد، وكان سكانها في بهجة وكل دائرتها (أي ما جاورها) في فرح (يغني ويطبل) ومقاطعة الدرفيل كانت في سرور وابتهاج … والبا (التيس) سيد «ددت» (منديس) عاد مرة أخرى إلى الحياة، ومن ثم فإنه أصبح روح كل إله.
ليت الذي فعله جلالته يكون مكافأتُه مدَّ سنيه بوصفه ملك إلى الأبدية، وبذلك تطول إلى أبد الأبدين، ومملكته تبقى باسمه، وبذلك يجلس ابنه على عرشه حتى نهاية السرمدية، ولا تبيد حتى حدود الأبدية في حين أن الآلهة تدعو له (بالصحة إلى الأبد).
هذا، ومن الوجهة الدينية يلفت النظر ما جاء من نقوش على حافتي هذه اللوحة؛ إذ نشاهد اسم الملك، واسم التيس في أربعة أسطر من نقوش عُمِلت للزينة وُضِعت سويًّا حيث نجد فيها كل مرة أن صورة التيس ومعه علامة الحياة يمدها للاسم الحوري للملك؛ ونجد في المتن أن التيس الجديد هنا موضح كما هو مدون بتكرار في العبارة التالية: «إن التيس يمنح الحياة لحور الملك «بطليموس».»
فالنقوش التي على الحافة اليسرى هي السطران الأولان:
تيس سيد «ددت»، والإله العظيم حياة رع، وروح «رع–حور–أختي»، والذي يشرق بوصفه عينه اليمنى والذي يسيح يوميًّا في السماء ليحيي الأرضين، وأنه يعطي كل دائرة السماء عينه، وكل لمحة عينه الفاخرة للملك «بطليموس».
«الحافة اليسرى» السطر 4:
التيس سيد «ددت»، والإله العظيم الحي من «رع» والروح الحية للإله «شو» والذي ينعش السماء والأرض بريحه لأجل أن تحيا كل الناس به، وأنه يعطي كل حياة بوساطة الهواء النقي، وتشم الأنف النسيم للملك «بطليموس».
«وعلى الحافة اليمنى» نقرأ في السطرين الأولين:
التيس، رب «ددت»، الإله العظيم الحي من «رع»، والروح الحية لأوزير، وأنه فتى نضر مثل العين اليسرى … وأنه يمنح (نيلًا) عظيمًا في زمنه للملك «بطليموس».
«وعلى الحافة اليمنى» كذلك جاء:
التيس، رب «ددت»، الإله العظيم الحي من «رع»، وروح «جب» الحية، وأنه يجعل تربة الأرض نضرة، ويجعل النبات ينمو لأجل أن تحيا الأرضان، وأنه يعطي كل ما يحضره النيل، وكل النباتات التي على ظهر الأرض لأجل الملك «بطليموس».
ويقدم لنا المنظر الذي في أعلى اللوحة، وكذلك ما مُثِّل على حافتيها صورة عن دنيا «منديس» وهذا يمهد لنا فهم المتن الذي نُقِش على اللوحة، والواقع أننا نجد أن كل تيس في «منديس» له — على الأقل في القرن الثالث قبل الميلاد — لقبه الخاص به؛ مما يميز حالته وعلاقته بآلهة المقاطعات الأخرى، والواقع أنه في حالات كثيرة يكون للاسم معنى مزدوج؛ وذلك أن كلمة «با» يمكن أن يكون معناها الروح كما يمكن أن يكون معناها التيس، والواقع أن التيس الكبير يُدعى «الحي من رع»، والثور والملقح والمشرف على النساء، في حين أن التيس الفتي يُسمَّى روح أربعة الآلهة، وهي التي استمد منها قوته، وهي التي يسعد بها الناس.
فبالنسبة للإله «رع» يُدعى عينه اليمنى وبذلك أصبح يمثل النور، وبالنسبة لأوزير فهو عينه اليسرى وبذلك أصبح يمثل النيل، وبالنسبة للإله «شو» أصبح يمثل الهواء الذي تتنفس به المخلوقات، أما بالنسبة للإله «جب» فهو يمثل إله الأرض الذي ينبت عليه نباتات الحقول، ومن ذلك نفهم أولًا التقارب بينه وبين معبد «هليوبوليس» (المقاطعة 13) مع الإلهين «رع» و«رع–حور–أختي»، يضاف إلى ذلك علاقته مع الإله «أوزير» الذي يعيش في وطنه «بوصير» (المقاطعة التاسعة) التي يجري فيها النيل الخصيب، أما الإله «شو» فمقره سمنود (المقاطعة 12) والإله «جب» فإنه كان يُعبَد في المقاطعات الشرقية 19-20، ومن ثم نرى أن التيس قد حلت عبادته في دائرة تحيط ببلده «منديس» مقر عبادته الرئيسية.
وأخيرًا تجد أن قد «حول» تأليف ثالوث لتيس «منديس» كما هي الحال في كل معابد القطر، وقد قيل إن زوجه هي الإلهة «حات محيت» وهي تُمثَّل بقلة في صورة سمكة. أما العضو الثالث في هذه الأسرة الإلهية فقد مُثِّل في صورة حور الصغير ابن «إزيس» وقد أخذ ذلك عن أسرة «أوزير» أي ثالوثه، ولكن ليس بينه وبين والديه علاقة داخلية تبرر نسبته إليهما.
هذا، ونجد في هذا المتن أن الأسرة البطلمية قد اخترعت بدعة جديدة؛ وذلك بإضافة «أرسنوي» إلى زمرة الإلهات، وقد كانت عبادتها لا تقتصر على «منديس» بل كانت تُعبَد في مقاطعات أخرى، وبخاصة الفيوم، وهي المقاطعة الواحدة والعشرون من مقاطعات الوجه القبلي، وقد سُمِّيت هذه المقاطعة في العهد البطلمي باسمها.
ملخص اللوحة: عندما تولى «بطليموس الثاني» عرش ملك مصر (285–247ق.م) كانت أول زيارة قام بها لمعبد تيس «منديس» المقدس، وقد كان أول ما قام به هناك في الشهر الأول من فصل الشتاء (السنة هنا مهشم مكانها) أنه أدى على الوجه الأكمل الشعائر العادية التي يسبح فيها التيس في سفينته في النيل شمالًا وجنوبًا، وبذلك زار «ددت» كما زار «عنبت» (أي «منديس» و«تمويس») كما أمر بإتمام معبد «التيس» الذي أُجلِس على عرشه بمهرجان.
هذا، ونعلم أن «بطليموس الثاني» قد تزوج أولًا من «أرسنوي الأولى» ابنة «ليزيماكوس» ثم تزوج من أخته «أرسنوي الثانية» وبذلك كان أول من تزوج على حسب التقليد الفرعوني وهو زواج الملك من أخته، وقد أصبح فيما بعد هذا النوع من الزواج سُنَّة عند البطالمة، ولما حضرت «أرسنوي» الوفاةُ في الخامس عشر من حكمه في الشهر الأول من فصل الصيف (عام 270ق.م) أمر بطليموس في الحال أن يُعلَن الحداد عليها، وقد شرفت بالشعائر التي منحها أباه التيس المقدس بعد موتها، وقد أُقيم لها تمثال بوصفها إلهة في مقاطعة «محيت» كما أُقيم لها تماثيل في مقاطعات أخرى، وقد ظهرت في المواكب بمثابة زوج الإله.
هذا، وقد نال «بطليموس الثاني» ثناء المصريين وشكرهم له، وبخاصة في المقاطعة السادسة عشرة التي قام لأهلها بخدمات منوعة، فقد كون لنفسه حرسًا خاصًّا من الفرق المصرية. يُضاف إلى ذلك أنه أعفى من الجزية مقاطعة «محيت»؛ وذلك لأن العوائد كانت محددة، وسفن المعدية في كل البلاد كانت تديرها الإدارة الملكية، وقد نزل الملك عن جزء آخر من الضرائب لمعبد التيس، وكان يُؤدَّى للإدارة الملكية؛ وذلك لأن الكهنة على حسب منشور للإله تحوت وضعه بعناية مع الإله الأعظم «رع» وبمقتضاه يجب أن يكون قربان التيس منديس محميًّا، وكذلك فيما يخص الضرائب التي كانت تُدفَع نقدًا من كل أنحاء البلاد، فإن هذا الملك قد نزل عن جزء منها، وكذلك حفر الملك قناة في شرقي الدلتا بمثابة حد فاصل بين مصر والبلاد الأجنبية، وهذه القناة لم تكن على ما يُظَن تُعتبَر عملًا في فرع النيل السابع البلوزي، بل كان مجرى بعضه طبيعيًّا وبعضه الآخر حفرته يد الإنسان، وكان يتفرع من عند القاهرة شمالي منف ثم يخترق وادي طميلات ويصب في البحر الأحمر، وقد أشار «بطليموس الثاني» إلى هذه القناة في لوحة بتوم كما سنرى بعد.
وفي السنة الواحدة والعشرين من حكم هذا العاهل (264ق.م) أمر الملك «بطليموس الثاني» بإتمام بناء معبد تيس «ددت»، وأرسل ابنه ولي العهد بطليموس ليشترك في عيد ظل قائمًا مدة ستة عشر يومًا وفي خلاله اقْتِيدَ التيسُ العظيم إلى بيته الجديد، كما وُضِعت الآلهة الأخرى في مقاصيرها.
يُضاف إلى ذلك أنه كانت حاضرة هناك صور آلهة من كل المعابد، وبعد ذلك أظهر الكهنة عرفان الجميل، والشكر للملك عندما ساروا جميعًا إلى مقر الملك حيث عطروا الملك بالمر وعطر الزهور كما عطروا الأمراء والأميرات.
وبعد ذلك بعدة سنين مات التيس المقدس، وكان لا بد من اختيار تيس آخر ليحل محل التيس المتوفَّى؛ وقد عُثِر على التيس المطلوب الذي توفرت فيه كل الصفات في حقل يقع غربي «ددت»، وبأمر من الملك جاء أعضاء بيت الحياة المتضلعين في هذه الأمور من مقاطعات أخرى، واجتمعوا سويًّا لإبداء رأيهم في هذا التيس الجديد على حسب ما هو مقرر في الكتب، وكذلك ليقرروا لقبه على حسب المعتاد. هذا وقد صرح بطليموس لتماثيل آلهة آخرين من أنحاء البلاد الأخرى أن تحضر إلى مقاطعة «محيت» وأن تشترك في الموكب مع الكهنة ورجال الجيش، وقد وصلت في اليوم السادس عشر من الشهر الثاني من فصل الشتاء إلى «ددت» وبعد ذلك أُقيم عيد في اليوم الثامن عشر، وقد استمرت الأفراح مدة أربعة أيام في «ددت» و«عنبت»، وفي حضرة سائر الآلهة نُصِّب التيس بما يليق به من احترام، وهللت مقاطعة «محيت» فرحًا وسرورًا بذلك.
هذا، وكان حادث تنصيب التيس الجديد لا بد مدعاة للأمر بالفراغ من نقش لوحة منديس التي أُقيمت في معبد «منديس» وهي التي فصلنا فيها القول هنا فيما سبق.
.............................................
1- انظر الشكل رقم 1-1.
شكل 1-1: لوحة «منديس».
2- راجع: Kurt Sethe, hieroglyphische Urkunden Der Griechische, Römischen Zeit in: Urkunden des Agyptischen Atertum II, Leipzig (1904). P. 28–54; Ahmed Kamal, Cat. Gen. Steles Ptolémaiques etc. P. 159–168; Die Aegyptische Gotterwelt. P. 168–188; Heinrich Brugsch, Thesaurus, 629–631, 658–669; 730–740.
3- اﻟ «با» هنا معناها الروح أو التيس، والمقصود هنا التيس المقدس.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
