اذا تمنى القى الشيطان في امنيته
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص385-386
2025-09-01
439
قال تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الحج: 52]
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} في الكافي عنهما (عليهما السلام) في هذه الآية إنهما زادا ولا محدث بفتح الدال قيل ليست هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث فقال الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه والنبي هو الذي يرى في منامه وربما إجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة قيل كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق وأنه من الملك قال يوفق لذلك حتى يعرفه لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الأنبياء .
وفي معناه أخبار اخر فيه وفي البصائر وغيرهما .
وفي الكافي عن السجاد (عليه السلام) إن في القرآن آية كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يعرف قاتله بها ويعرف بها الامور العظام التي كان يحدث بها الناس ثم قال بعد ما سئل عنها هو والله قول الله عز وجل وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي أو محدث وكان علي بن أبي طالب محدثا.
وفي البصائر ما يقرب منه وفيه إنه سئل من يحدثه قال ملك يحدثه قيل إنه نبي أو رسول قال لا ولكن مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثل ذي القرنين.
أقول: اريد بصاحب سليمان آصف بن برخيا وبصاحب موسى يوشع بن نون.
وفي الكافي في عدة روايات أن الأئمة: كانوا محدثين كانوا يسمعون الصوت ولا يرون الملك إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم .
في الأحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث مضى بعضه في المقدمة فيذكر الله جل ذكره لنبيه ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله وما أرسلنا من قبلك الآية ، يعني أنه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعانيه من نفاق قومه وعقوقهم والأنتقال عنها إلى دار الأقامة إلا ألقى الشيطان المعرض بعداوته عند فقده في الكتاب الذي انزل عليه ذمه والقدح فيه والطعن عليه فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا يقبله ولا يصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين ويحكم الله آياته بأن يحمي أولياءه من الضلال والعدوان ومتابعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام حتى قال بل هم أضل سبيلا والقمي وأما قوله عزوجل وما أرسلنا من قبلك من رسول الآية فإن العامة رووا أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان في الصلاة فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يستمعون لقراءته فلما انتهى إلى هذه الآية أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى أجرى ابليس على لسانه فإنها الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ففرحت قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومي وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد فقالت قريش قد أقر محمد بشفاعة اللات والعزى قال فنزل جبرئيل فقال له قرأت ما لم أنزل عليك وأنزل عليه وما أرسلنا من قبلك الآية وأما الخاصة .
فإنه روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أصابه خصاصة فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له هل عندك من طعام قال نعم يا رسول الله وذبح له عناقا وشواه فلما أدناه منه تمنى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين : فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء علي بعدهما فأنزل الله عز وجل في ذلك وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته يعني أبا بكر وعمر فينسخ الله ما يلقي الشيطان يعني لما جاء علي (عليه السلام) بعدهما ثم يحكم الله آياته للناس يعني ينصر الله أمير المؤمنين (عليه السلام) .
الاكثر قراءة في قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة