ذو القرنين وبناء الردم
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص263-265
2025-08-23
497
قال تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [الكهف: 96]
{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} قطعه والزبر القطعة الكبيرة قيل هو لا ينافي رد الخراج والأقتصار على المعونة لأن الأيتاء بمعنى المناولة وقريء ءائتوني بكسر الهمزة بمعنى جيئوني بها بحذف الياء حتى إذا ساوى بين الصدفين بين جانبي الجبلين بتنضيدها وقريء بضمتين وبضم الصاد وسكون الدال قال انفخوا أي قال للعملة إنفخوا في الأكوار حتى إذا جعله نارا كالنار بالأحماء قال اتوني أفرغ عليه قطرا أي آتوني قطرا أفرغه عليه أي نحاسا وقريء ائتوني .
القمي فأمرهم أن يأتوه بالحديد فوضعه بين الصدفين يعني بين الجبلين حتى سوى بينهما ثم أمرهم أن يأتوا بالنار فأتوا بها فنفخوا تحت الحديد حتى صار الحديد مثل النار ثم صب عليه القطر وهو الصفر حتى سده .
وعن الصادق (عليه السلام) في حديث فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس وحديد وزفت وقطران فحال بينهم وبين الخروج.
والعياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فاحتفروا له جبل حديد فقلعوا له أمثال اللبن فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين وكان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على وجه الأرض ثم جعل عليه الحطب وألهب فيه النار ووضع عليه المنافيخ فنفخوا عليه قال فلما ذاب قال ائتوني بقطر فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به .
وقال تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف: 98]
قال هذا هذا السد أو الأقتدار على تسويته رحمة من ربي على عباده فإذا جاء وعد ربي بقيام الساعة جعله دكاء مدكوكا مبسوطا مسوى بالأرض وقريء دكاء بالمد أي أرضا مستوية وكان وعد ربى حقا كائنا لا محالة.
القمي إذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان إنهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا وأكلوا الناس وهو قوله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون.
وعن الصادق (عليه السلام) ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ولد ذكر ثم قال هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة.
وفي الخصال عنه (عليه السلام) الدنيا سبعة أقاليم يأجوج ومأجوج والروم والصين والزنج وقوم موسى (عليه السلام) وإقليم بابل وعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إنه عد من الآيات التي تكون قبل الساعة خروج يأجوج ومأجوج.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه سئل عن يأجوج ومأجوج فقال يأجوج امة ومأجوج امة وكل امة أربعمأة امة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح قيل يا رسول الله صفهم لنا قال هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الأرز قيل يا رسول الله وما الأرز قال شجر بالشام طويل وصنف منهم طولهم وعرضهم سواء وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد وصنف منهم يفترش أحدهم إحدى اذنيه ويلتحف بالاخرى ولا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ومن مات منهم أكلوه مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية .
وفيه وجاء في الحديث إنهم يدأبون في حفرة نهارهم حتى إذا أمسوا وكادوا يبصرون شعاع الشمس قالوا نرجع غدا ونفتحه ولا يستثنون فيعودون من الغد وقد استوى كما كان حتى إذا جاء وعد الله قالوا غدا نفتح ونخرج إن شاء الله فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه بالأمس فيحفرونه فيخرجون على الناس فيشربون فيسقون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع وفيها كهيئة الدماء فيقولون قد قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم بققا في أقفائهم فتدخل في آذانهم فيهلكون بها.
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتسكر من لحومهم سكرا.
وفي الأمالي عنه (عليه السلام) إنه سئل عن يأجوج ومأجوج فقال إن القوم لينقرون بمعاولهم دائبين فإذا كان الليل قالوا غدا نفرغ فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره فيقول المؤمن غدا نفتحه إن شاء الله فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتح ه الله والذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان وقد شربوه حتى نزحوه قيل يا رسول الله ومتى هذا قال حين لا يبقى من الدنيا إلا مثل صبابة الإناء.
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) في قوله عز وجل أجعل بينكم وبينهم ردما قال التقية فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال إذا عملت بالتقية لم يقدروا لك على حيلة وهو الحصن الحصين وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء قال رفع التقية عند الكشف فأنتقم من أعداء الله.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في القصص القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة