ذو القرنين املك هو ام نبي ؟
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص258-260
2025-08-23
500
قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 83]
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا } في قرب الأسناد عن الكاظم (عليه السلام) إن نفرا من اليهود أتوا النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا لأبي الحسن (عليه السلام) جدّي إستاذن لنا على إبن عمك نسأله قال فدخل عليّ (عليه السلام) فأعلمه فقال ما تريدون مني فإني عبد من عبيد الله لا أعلم إلا ما علمني ربي ثم قال إئذن لهم فدخلوا فقال أتسألوني عما جئتم له أم انبئكم قالوا نبئنا قال جئتم تسألوني عن ذي القرنين قالوا نعم قال كان غلاما من أهل الروم ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها ثم بنى السد فيها قالوا نشهد أن هذا كذا وكذا .
والقمي لما أخبر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بخبر موسى (عليه السلام) وفتاه والخضر قالوا فأخبرنا عن طائف طاف المشرق والمغرب من هو وما قصته فأنزل الله الآية.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه سئل عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا فقال لا نبيا ولا ملكا بل عبداً أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصح له وبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ثم بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله ثم بعثه الثالثة فمكن الله له في الأرض وفيكم مثله يعني نفسه.
وعن الصادق (عليه السلام) إن ذا القرنين بعثه الله إلى قومه فضرب على قرنه الأيمن فأماته الله خمس مأة عام ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك فضرب على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمأة عام ثم بعثه إليهم بعد ذلك فملكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب وهو قوله حتى إذا بلغ مغرب الشمس الآية.
والعياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح لله فنصحه دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه .
وفي رواية أخرى أنه سئل عنه (عليه السلام) أملكا كان أم نبيا وعن قرنيه أذهبا كان أم فضة فقال إنه لم يكن نبيا ولا ملكا ولم يكن قرناه ذهبا ولا فضة ولكنه الحديث كما ذكر .
وفي الأكمال عن الباقر (عليه السلام) إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه ونصح لله فنصحه الله وإنما سمي ذا القرنين لأنه دعا قومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر وفيكم مثله .
والعياشي ما يقرب منه وعنه (عليه السلام) إن الله لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض إلا أربعة بعد نوح أولهم ذو القرنين وإسمه عياش وداود وسليمان ويوسف فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب وأما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر وكذلك كان ملك سليمان (عليه السلام) وأما يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها .
وفي الخصال مرفوعا ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وأما الكافران فنمرود وبخت النصر وإسم ذي القرنين عبد الله ابن ضحاك.
والعياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه سئل عن ذي القرنين فقال كان عبدا صالحا وإسمه عياش إختاره الله وابتعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المغرب وذلك بعد طوفان نوح (عليه السلام) فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها ثم أحياه الله بعد مأة عام ثم بعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق فكذبوه وضربوه ضربة على قرن رأسه الأيسر فمات منها ثم أحياه الله بعد مأة عام وعوضه من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين وجعل عز ملكه وآية نبوته في قرنيه ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط له عن الأرض كلها جبالها وسهولها وفجاجها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب وآتاه الله من كل شيء فعرف به الحق والباطل وأيده في قرنيه بكسف من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ثم أهبط إلى الأرض وأوحى إليه أن في ناحية غربي الأرض وشرقيها فقد طويت لك البلاد وذللت لك العباد فأرهبتهم منك فسار إلى ناحية المغرب فكان إذا مر بقرية يزأر فيها كما يزأر الأسد المغضب فبعث من قرنه ظلمات فيه رعد وبرق وصواعق تهلك من ناواه وخالفه فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب قال وذلك قول الله إنا مكنا له في الارض الآية .
وعن الباقر (عليه السلام) إن ذا القرنين خُيّر بين السحاب الصعب والسحاب الذلول فاختار الذلول فركب الذلول فكان إذا إنتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكيلا يكذب الرسل.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه سئل عن ذي القرنين فقال سخر له السحاب وقربت له الأسباب وبسط له في النور فقيل له كيف بسط له في النور فقال كان يضيء بالليل كما يضيء بالنهار.
وفي الأكمال والخرايج عنه (عليه السلام) إنه سئل عن ذي القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب فقال سخر الله له السحاب وتيسّر له الأسباب وبسط له النور وكان الليل والنهار عليه سواء وزاد في الخرايج أنه رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنها في شرقها وغربها فلما قص رؤياه على قومه وعرفهم سموه ذا القرنين فدعاهم إلى الله فأسلموا الحديث.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في القصص القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة