فصل صلاة الليل
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص210-212
2025-08-20
375
قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} وبعض الليل فاترك الهجود للصلاة بالقرآن نافلة لك فريضة زائدة لك على الصلوات المفروضة .
في التهذيب عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن النوافل فقال فريضة ففزع السامعون فقال (عليه السلام) إنما أعني صلاة الليل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله يقول {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} في الخصال فيما أوصى به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا لقاء الأخوان والأفطار من الصيام والتهجد في آخر الليل.
وفي العلل عن الصادق (عليه السلام) عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ودأب الصالحين قبلكم ومطردة الداء عن أجسادكم.
وعن السجاد (عليه السلام) إنه سئل ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها قال لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره والأخبار في فضل صلاة الليل لا تحصى تطلب من مواضعها عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا.
في التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث يذكر فيه أهل المحشر ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو المقام المحمود فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين فيحمده أهل السماوات وأهل الأرض فذلك قوله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا فطوبى لمن كان له في ذلك اليوم حظ ونصيب وويل لمن لم يكن له في ذلك اليوم حظ ولا نصيب.
والعياشي عن أحدهما (عليهما السلام) في قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال هي الشفاعة
وفي روضة الواعظين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو المقام الذي أشفع لأمتي قال وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من امتي فيشفعني الله فيهم والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو قد قمت المقام المحمود تشفعت في أبي وامي وعمي وأخ لي كان في الجاهلية.
وعنه (عليه السلام) إنه سئل عن شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة فقال أملج الناس يوم القيامة العرق فيقولون إنطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا فيأتون آدم فيقولون له إشفع لنا عند ربك فيقول إن لي ذنب وخطيئة فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه ويردهم كل نبي إلى من يليه حتى ينتهوا إلى عيسى (عليه السلام) فيقول عليكم بمحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه فيقول إنطلقوا فينطلق بهم إلى باب الجنة ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا فيمكث ما شاء الله فيقول إرفع رأسك وإشفع تشفع وسل تعط وذلك قوله تعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
والعياشي عنه وعن الكاظم (عليهما السلام) ما يقرب منه وعن الصادق (عليه السلام) حديثا في ذلك فيه بسط وتفصيل لهذا المعنى يطلب منه .
الاكثر قراءة في العبادات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة