من محامد الأوصاف والأفعال / حسن الظن بالله تعالى
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 288 ــ 290
2025-07-19
364
ومنها:
حسن الظّن باللّه سبحانه:
فإنّه من أحسن الصفات، كما انّ سوء الظّن باللّه من أقبحها.
وقد ورد: أنّ حسن الظّن به تعالى من أفضل السجايا، وأجزل العطايا [1]، وانّ اللّه (عزّ وجلّ) يقول: أنا عند ظّن عبدي المؤمن بي، إن خيرًا فخيرًا، وان شّرًا فشرًّا [2]، وانّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) قال - على منبره - : والذّي لا إله إلّا هو ما أعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه ورجائه له، وحسن خلقه، والكّف عن اغتياب النّاس، والّذي لا إله إلّا هو لا يعذّب اللّه مؤمنا - بعد التوبة و الاستغفار- إلّا بسوء ظّنه باللّه، وتقصير من رجائه له، وسوء خلقه، واغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه إلّا كان اللّه عند ظن عبده المؤمن؛ لأنّ اللّه كريم، بيده الخير، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثمّ يخلف ظنّه ورجاءه، فأحسنوا باللّه الظنّ وارغبوا إليه [3]، وقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النّار فيلتفت فيقول اللّه (عزّ وجلّ): اعجلوه! فإذا أتي به قال له: عبدي! لم ألتفت؟ فيقول: يا ربّ! ما كان ظنّي بك هذا. فيقول اللّه جلّ جلاله: عبدي! ما كان ظنّك بي، فيقول: يا رب! كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي، وتدخلني جنتّك، قال: فيقول جلّ جلاله: ملائكتي! وعزّتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني، ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيرًا قطّ، ولو ظّن بي ساعة من حياته خيرًا ما روّعته بالنار، أجيزوا له كذبه، وأدخلوه الجنّة، ثم قال (عليه السّلام): ما ظنّ عبد باللّه خيرًا إلّا كان اللّه عند ظنّه، وما ظنّ به سوء إلّا كان اللّه عند ظنّه به، و ذلك قول اللّه (عزّ وجلّ): {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ اَلَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ اَلْخَاسِرِينَ} [4]، وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): الثقة باللّه وحسن الظّن به حصن لا يتحّصن به إلّا كلّ مؤمن، والتوكّل عليه نجاة من كلّ سوء، وحرز من كلّ عدّو [5]، وقال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): إنّ حسن الظّن باللّه من حسن العبادة [6]، وورد: انّ حسن الظن ان تخلص العمل وترجو من اللّه أن يعفو [عن] الزلل [7].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مستدرك وسائل الشيعة: 2/296 باب 16 حديث 16، عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين (عليه السّلام).
[2] الكافي الروضة: 8/302 حديث 462، بسنده عن سنان بن طريف، قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السّلام) يقول: ينبغي للمؤمن أن يخاف اللّه تعالى خوفا كأنّه مشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنّه من أهل الجنّة، ثم قال: ....
[3] أصول الكافي: 2/71 باب حسن الظنّ باللّه (عزّ وجلّ) حديث 2.
[4] ثواب الأعمال: 206 ثواب حسن الظن باللّه تعالى (عزّ وجلّ) حديث 1. فصلت: آية 23.
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 2/296 باب 16 حديث 7، عن إرشاد القلوب للديلمي.
[6] مستدرك وسائل الشيعة: 2/296 باب 16 حديث 13، عن مجموعة ورّام.
[7] مستدرك وسائل الشيعة: 2/296 باب 16 حديث 16، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام).
الاكثر قراءة في الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة