الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
حقائق التوكّل
المؤلف:
الحارث بن أسد المحاسبي
المصدر:
آداب النفوس
الجزء والصفحة:
ص 191 ـ 198
2025-07-08
15
ويروى عن بعض الحكماء أنّه قال:
أحمد الله إليكم حمد من لا يعرف إحسانًا إلّا منه ولا يعرف معبودًا غيره وأسأله توكّل المنقطعين بصدق الانقطاع إليه.
أمّا بعد: فإنّ الله تعالى خصّ أهل ولايته بغبطة الانقطاع إليه ليعرفهم تواتر نعمه ودوام إحسانه وفضله فانصرفت هموم الدنيا من قلوبهم وعظم شغل الآخرة في صدورهم لما سكنها من هيبة ربّهم فألزموا قلوبهم ذلّ العبودية وطرحوا أنفسهم في محجّة التوكّل على الله.
واعلم يا أخي أنّك لا تكون متوكّلاً على الله إلّا بقطع كلّ مؤمّل دون الله.
وكيف لا تسخو نفسك بقطع كل علاقة من قلبك وتفرغ قلبك للإقبال على الله وصدق التوكل عليه والله حسب من توكّل عليه.
والمتوكّل الصادق في توكّله لا يجد قلبه يخضع لمخلوق لأنّ قلبه مملوء بالثقة بضمان الله.
والمتوكّل الصادق في توكّله: القليل من عطايا الله عظيم عنده عند صغر قدره لمعرفته بعظيم قدر الله فهو ساكن إلى روح اليقين وهي المنزلة التي يغبطه بها أهل الحرص على الدنيا.
فمن سكن قلبه إلى أنّه ليس نعمة في السماء والأرض إلّا وهي لله استراح قلبه من عذاب الحرص أما سمعته يقول: {هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض} وقال: {ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين}.
فإذا ألزمت الثقة قلبك فإنّما أنت ناظر إلى الله لأنّ الملك لله دون خلقه وبقدر تركك الثقة يعظم حرصك على الدنيا.
فخالف حرصك على الدنيا بالقنوع بما قسم لك فإنّك تسرع في عداوة الحرص على الدنيا لأنّ الحرص لا يعطي ولا يمنع.
والمتوكّل على الله استغنى بالمعطي المانع عمّن ليس بمانع ولا معطٍ فهو غني بالله عمّن سواه فقير إلى الله قد سكن قلبه عن الاضطراب فليس لمخلوق في قلبه خطر.
فمن وثق بغير الله لا يغنيه والمتوكّل لزم التقوى فجعل الله له مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب ولم يقل من حيث يحتسب وقال: {ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدرًا}.
فالمتوكّل توكّل على الله في حاجاته كلّها من أمور آخرته ودنياه وقطع رجاءه ممّن سواه ولم يرَ نفسه موضعًا لاختيار نفسه لأنّ الله حسبه ومن كان كذلك فقد سكن إلى روح اليقين.
وهذه المنزلة التي لا منزلة أرفع منها في سكون القلب الى الله والطمأنينة بموعود الله لأنّه قد جعل الله حسبه من جميع خلقه ومن كان الله حسبه فلا يجد فقد شيء لأنّ الله قد ضمن له وهو بالغ أمره.
واعلم أنّك والخلق جميعًا مضطرّون إلى الله في كلّ حال وفي كلّ حركة وكلّ سكون لأنّه الغني وحده ومن وثق بغير الله فقد رأى أنّ ملكًا أكبر من ملك الله ومن وثق بالله استغنى به لأنّ الله حسبه وفي الله خلف من جميع الخلق وليس في أحد من الخلق خلف من الله لأنّ الله هو الغني وحده.
فإذا علمت أنّ الله حسب من توكّل عليه فكيف لا تطلب الكفاية بالتوكّل على الله (عزّ وجلّ)؟!
ألست تعلم أنّ الرزّاق قد قسم بين عباده معايشهم وقد فضّل بعضهم على بعض في الرزق وقد فرغ ممّا قضى وقدّر من ذلك؟!
فكيف تعنى بعد علمك بطلب ما قد فرغ لك من مقداره؟!
ألا تسمع إلى قول الله (عزّ وجلّ): {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله} فكيف تطلب كشف الضر من غير الله او تطلب المنفعة من عند غير الله؟!
وكيف لا يكون الغالب على قلبك طلب كشف الضر وطلب النفع من عنده وحده إذ علمت أنّ ذلك كلّه إنّما هو بيده وحده؟!
وكيف تخاف فوت شيء من الخير يريده الله بك وان لم يرده بك فمن يعطيك ذلك او ينيلك إيّاه؟!
والمتوكّل على الله لا يلتفت إلى الدنيا لأنّه لا يراها لنفسه خطرًا ولا يراها ونفسه وجميع ما فيها إلّا لله ويستوي عنده ركوب البحر والمشي في البر والأنس والوحشيّة والعمل والجلوس لأنّ الله تعالى كافٍ من توكّل عليه أولا تسمع لقوله تعالى: {أليس الله بكافٍ عبده ويخوّفونك بالذين من دونه}.
فالمتوكّل على الله اكتفى بعلمه بالله عن الاشتغال بغيره لأنّه علم أنّ الذي يوصل اليه المنافع هو الله وحده لا شريك له.
وأيضًا إذا سكن قلبك الى الله لم تخف غيره لأنّ الله حسب من توكّل عليه.
ومن علامة المتوكّل أنّه يؤثر الصدق حيث يضرّه على الكذب حيث ينفعه لأنّه لم يصح لمن توكّل عليه أن يخاف غيره.
وكذلك إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر لم يخشى إلّا الله لأنّ رجاءه من الله أكثر من خوفه من توعّد المخلوقين لأنّ المتوكّل على الله أخرج من قلبه كلّ مخوف ومحذور ومحزون دون الله حتّى اتّصل خوفه ورجاؤه بالله.
واعلم أنّ المعاون إنّما تحضر عند اخراج العالم من قلبك فتنحاش عند ذلك الى مسالك العزّ والغنى بالله لأنّك تعلم أنّه لا مانع ولا معطي ولا ضار ولا نافع الا الله وحده.
ولا ترغب عن الله بجهلك فتخضع لمن دونه عند تخويف الشيطان فيستولي عليك عند ذلك. أولا تسمع قوله تعال: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً}؟! فما يضرّك من مواعيد الشيطان مع ضمان الرحمن؟!
واعلم أنّك لا تكون متوكّلاً على الله تعالى حتّى تسلك منهاج المضي اليه على السكون والاطمئنانيّة الى الله وحتّى تعبد الله راضيًا بما صيّرك اليه لأنّك لا تعرف غيره.
فإذا صرت الى هذه المنزلة غلبت على قلبك عظمة الله وجلاله واحتقرت دؤوب الملائكة الذين لا يفترون لأنّ الخلق كلّهم مقصّرون عن حقّه عليهم جلّ جلاله.
واعلم أنّ الله سبحانه خصّ المتوكّلين عليه بمنازل السلامة وحجب عنهم كلّ ندامة فهم ينظرون الى الله فيما يأملون.
قد حجب قلوبهم عمّا سواه لما يرجون من إحسانه واستغنوا بذكره عن ذكر غيره.
واعلم أنّك لا تكون متوكّلاً حتّى تصفو من كلّ ملك لنفسك مع ملك الدنيا وحتّى لا تثق الا في الله وحده لا شريك له وحتّى ترى مؤنتك على الله وحده فلا يذهبنّ بك الطمع الى غير الله.
ألا ترى أنّ الذي طمعت فيما في يديه أليس هو في ملك الله؟!
هل في السماء حاجز يحجزك عن الله؟!
فاعلم أنّك لا تقدر أن تفرض رزقك كما لا تقدر أن تفرض الموت أما سمعت الله يقول: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}
فاسكن يا أخي إلى موعود الله تعالى في رزقه كما تسكن الى أنّك ميت واقطع الاشتغال بذكر الأسباب من قلبك.
واعلم أنّ الله يرزقك لسبب وبغير سبب وكلّ سبب فهو ثابت لا تعلم متى يأتيك رزقك كما لا تعلم متى يأتيك الموت.
ألا ترى أنّ الله وعدك أن يرزقك وغيب رزقك عنك بالقضاء وله وقت ينزل فيه فلو احتلت بكلّ حيلة أن يأتيك قبل وقته لم تقدر على ذلك حتّى ينزل في وقته.
أما سمعت الله (عزّ وجلّ) يقول: {وفي السماء رزقكم وما توعدون فوربّ السماء والأرض إنّه لحق مثل ما أنّكم تنطقون}.
واعلم أنّ الواثق بالله نفى عن قلبه التهمة لله وإن كنت في ظل سبب فلا يميلنّ قلبك إلى السبب وليكن قلبك مع الله (عزّ وجلّ).
واعلم أنّ القهرمان لا ينفق إلّا بإذن السيّد فاعقد قلبك لسيّدك لأنّه إن أعطاك لم يقدر أهل الأرض أن يمنعوك وإن منعك لم يقدر أهل الأرض أن يعطوك لأنّ سلطانه عظيم وبتوكّلك عليه يكفيك.
فالمتوكّل ساكن القلب الى المضمون فمن قطع تعلّق القلب بالأسباب لم يرَ شيئًا الا الله لأنّ قدر الله جارٍ على المتوكّل وغيره ألا تسمع إلى قوله تعالى: {وكأيّن من دابّة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإيّاكم وهو السميع العليم}.
وقد علم المتوكّل علمًا يقينًا وسكن قلبه إلى ذلك أنّ ما قسم له وقدّر لو كان في مهب الريح لأدركه وأنّ ما لم يقسم له ولم يقدّر لو كان بين يديه وجهد أهل السماوات والأرض أن يوصلوا إليه مثل ذرّة أو خردلة لم يقدروا على ذلك، وقد قال: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإيّاكم} وقال: {وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين} فلم يحق لهم ايمانًا الا بتوكّلهم عليه.
وقالوا: {على الله توكّلنا} وقالوا: {وما لنا ألّا نتوكّل على الله وقد هدانا سبلنا}.
فالتوكّل محض الإيمان لأنّه فريضة على العباد ولا يكون الإيمان إلّا بتوكّل والتوكّل يزيد وينقص كما أنّ الإيمان يزيد وينقص والناس يتفاضلون في التوكّل والإيمان على قدر اليقين.
الاكثر قراءة في الاخلاص والتوكل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
