1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الفضائل

الاخلاص والتوكل

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة

الايمان واليقين والحب الالهي

التفكر والعلم والعمل

التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس

الحب والالفة والتاخي والمداراة

الحلم والرفق والعفو

الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن

الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل

الشجاعة و الغيرة

الشكر والصبر والفقر

الصدق

العفة والورع و التقوى

الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان

بر الوالدين وصلة الرحم

حسن الخلق و الكمال

السلام

العدل و المساواة

اداء الامانة

قضاء الحاجة

فضائل عامة

آداب

اداب النية وآثارها

آداب الصلاة

آداب الصوم و الزكاة و الصدقة

آداب الحج و العمرة و الزيارة

آداب العلم والعبادة

آداب الطعام والشراب

آداب الدعاء

اداب عامة

حقوق

الرذائل وعلاجاتها

الجهل و الذنوب والغفلة

الحسد والطمع والشره

البخل والحرص والخوف وطول الامل

الغيبة و النميمة والبهتان والسباب

الغضب و الحقد والعصبية والقسوة

العجب والتكبر والغرور

الكذب و الرياء واللسان

حب الدنيا والرئاسة والمال

العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين

سوء الخلق والظن

الظلم والبغي و الغدر

السخرية والمزاح والشماتة

رذائل عامة

علاج الرذائل

علاج البخل والحرص والغيبة والكذب

علاج التكبر والرياء وسوء الخلق

علاج العجب

علاج الغضب والحسد والشره

علاجات رذائل عامة

أخلاقيات عامة

أدعية وأذكار

صلوات و زيارات

قصص أخلاقية

قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)

قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم

قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)

قصص من حياة الصحابة والتابعين

قصص من حياة العلماء

قصص اخلاقية عامة

إضاءات أخلاقية

الأخلاق والأدعية والزيارات : الفضائل : الاخلاص والتوكل :

ضعف النفس والتوكل على الله في القرآن

المؤلف:  الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

المصدر:  الأخلاق في القرآن

الجزء والصفحة:  ج2/ ص159-168

2024-12-21

197

تنويه :

وردت الإشارة في كثير من الآيات القرآنية الكريمة والروايات الإسلامية وكذلك سيرة الأنبياء والأولياء والصالحين وفي كتب علماء الأخلاق وأرباب السير والسلوك إلى مسألة «التوكل» بعنوان أنّها من الفضائل الأخلاقية المهمة الّتي لا يتسنّى للإنسان الوصول إلى مقام القرب الإلهي بدونها.

والمراد من التوكل هو : تفويض الامور إلى الله والاعتماد على لطفه ، لأن (التوكل) من مادّة (وكالة) بمعنى اختيار الوكيل والاعتماد عليه في تسيير الامور ، وبديهي انه كلّما كان الوكيل يتمتع بقدرة أكبر واحاطة علمية أكثر فإنّ الشخص الموكل يشعر في قرارة نفسه بالهدوء والسكينة أكثر ، وبما أنّ الله تعالى وقدرته لا محدودة ، فعند ما يتوكل الإنسان عليه يشعر بالطمأنينة والسكينة تدغدغ قلبه وتنفذ إلى أعماق روحه ، فتمنحه القدرة على التصدي للمشكلات والحوادث الصعبة ، وأن لا يعيش الخوف من الأعداء والأخطار المختلفة ، ولا يرى نفسه في مأزق في حركة الحياة ، فيسير بالتالي بقلب مطمئن وبطريق مفتوح متجهاً صوب أهدافه ومقاصده.

الإنسان الّذي يعيش التوكل على الله لا يشعر إطلاقاً بالحقارة والضعف بل يرى نفسه وبالاعتماد على لطف الله وعلمه وقدرته المطلقة منتصراً وناجحاً في حياته الفردية والاجتماعية ، وحتّى أنّه لو اصيب بالفشل أحياناً فإنّ ذلك لا يفرض عليه اليأس والقنوط. وعند ما يتجلّى مفهوم التوكل بمعناه الصحيح في واقع الإنسان وعلى سلوكياته فإنّ ذلك من شأنه أن يثير الأمل في القلب ويبعث على تقوية الإرادة وتحكيم دعائم المقاومة والشجاعة.

إنّ مسألة التوكل لها دورٌ مهم في حياة الأنبياء الإلهيين ، فعند ما نستعرض الآيات القرآنية في هذا الباب نجدها تشير إلى أنّ هؤلاء الأنبياء واجهوا سلسلة الحوادث والمشكلات المدمّرة والعظيمة بسلاح التوكل على الله ، وكانت أحد الأسباب المهمة لانتصارهم وتغلّبهم على هذه المشكلات هو كونهم يتمتعون بهذه الفضيلة الأخلاقية.

وبهذه الإشارة نعود إلى القرآن الكريم لنستوحي من آياته دروساً من سيرة الأنبياء الإلهيين في مسألة التوكل ودورها المهم في حياتهم العملية وذلك بالترتيب : (نبدأ من نوح (عليه‌ السلام) وننتهي إلى نبي الإسلام (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله)).

1 ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ)([1]).

2 ـ (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ)([2]).

3 ـ (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)([3]).

4 ـ (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)([4]).

5 ـ (وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)([5]).

6 ـ (وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ* فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)([6]).

7 ـ (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)([7]).

8 ـ (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)([8]).

9 ـ (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)([9]).

10 ـ (... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...)([10]).

تفسير واستنتاج :

معطيات التوكل في حياة الأنبياء

عند ما نطالع القرآن الكريم في اطار حديثه عن سيرة الأنبياء نلاحظ أنّ القرآن يستعرض من صفات الأنبياء الإلهيين صفة (التوكل) بعنوان ابرز ظاهرة وصفة تتجلّى في سيرة الأنبياء على طول التاريخ ، حيث نجدهم يعيشون روح الاعتماد على الله والتوكل عليه في مقابل المصاعب والمشاكل الجمّة الّتي يواجهونها في خطّ الرسالة والدعوة إلى الله ، وأنّهم كانوا لا يرتبطون بأيّ شيء برابطة الاعتماد والتعلق سوى بالقدرة المطلقة للذات المقدسة.

ونبدأ من النبي نوح (عليه‌ السلام) :

«الآية الاولى» من الآيات محل البحث تستعرض حياة نوح مع قومه المتعصّبين والمعاندين حيث واجههم بكلّ شجاعة ودعاهم بالكلام الهادئ والمتّزن والمنطقي من موقع الاعتماد على الله والتوكل عليه ، فتقول الآية الشريفة مخاطبة نبي الإسلام : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ)([11]).

فما هو العامل الّذي دفع بنوح مع قلّة المؤمنين من حوله إلى التصدي لكلّ قوى الانحراف والأعداء المعاندين من قومه بهذه الشهامة والشجاعة والسخرية من قوّتهم وعدم الاهتمام بقدراتهم وبمخططاتهم وبأوثانهم؟

وبالتالي فقد وجّه إليهم ضربة قاصمة على المستوى الروحي والنفسي.

أجل لم يكن هذا العامل سوى الإيمان بالله والتوكل عليه ، والعجيب أنّ نوح لم يكتف فقط بمواجهتهم من موقع اللامبالاة وعدم الاهتمام بقدراتهم ومعبوداتهم بل دعاهم إلى مبارزته وشجّعهم على مواجهته ، أجل فمثل هذا الإظهار للقوّة واستعراض العضلات لا يتسنّى في الحقيقة إلّا من المتوكلين.

ونظراً إلى أنّ سورة يونس الّتي تستبطن هذه الآية محل البحث ، مكيّة ، فإنّ الله تعالى أراد من المسلمين في مكّة أن يلتفوا حول نبي الإسلام (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) كالفراش الّذي يدور حول المصباح ويُظهروا من أنفسهم القوّة والقدرة أمام الأعداء الشرسين وأن لا يعيشوا الخوف والرعب من هذه القدرات الموهومة مقابل قدرة الله ومشيئته.

وعبارة (شركائكم) يمكن أن تكون إشارة إلى الأصنام الّتي جعلوها شريكة لله تعالى ، وقد ورد هذا التعبير أيضاً في موارد اخرى كثيرة من القرآن الكريم.

أو يكون المراد منه هو أتباعكم وأصدقائكم وأعوانكم ، أي اجمعوا جميع قواكم وقدراتكم لتتحركوا بها في التصدي لي ولمواجهتي.

وتأتي «الآية الثانية» للتحدث على لسان النبي هود الّذي عاش بعد عصر نوح (عليه‌ السلام) وقد هدّده قومه الوثنيّون بالموت ، ولكنه انطلق من موقع القوّة والتوكل على الله وقال لهم بصراحة كما تقول الآية : (... قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ* إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ)([12]).

واللطيف أنّ هود لم يكتف بعدم الاهتمام والاعتناء بقوى مخالفيه من عبّاد الأوثان وقدراتهم ومؤامراتهم بل انه سعى لتحريكهم وإثارتهم للتصدي له ومواجهته لكي يثبت لهم أنّ قلبه وروحه يرتبطان بقوة أخرى ، وانه بالتوكل على الله تعالى لا يعيش في نفسه أيّ شعور بالخوف من مؤامراتهم مهما عظمت قوتهم واشتدت قدرتهم ، وهذا يدلّ على أنّ التوكل على الله يقود الإنسان إلى حيث المواقف الشجاعة والبطولية والسير في خطّ الاستقامة والحقّ.

فما أعجب أن يقف رجل واحد بمفرده أو مع القليل من أصحابه مقابل هذه الكثرة الكاثرة من قوى الانحراف والأعداء الأشداء مثل هذا الموقف البطولي ويتحرك في مواجهته لهم من موقع الاستهزاء بتهديداتهم والسخرية بمؤامراتهم!! أجل فإنّ هذه من معطيات الإيمان والتوكل على الله في حياة الإنسان.

وقد ذكر أحد المفسّرين القدماء وهو (الزجاج) أنّ هذه الآية تعد من أهم الآيات الّتي تتحدّث عن الأنبياء العظام والّتي استعرضت فيها قصة نبي من الأنبياء يقف هذا الموقف البطولي في مقابل جماعات كثيرة من مخالفيه ويتحدّث معهم مثل هذا الحديث الشجاع ، ومثل هذا التعبير ورد في قصة نوح (عليه‌ السلام) وكذلك في الحديث عن سيرة النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أيضاً.

والجدير بالذكر أنّ القرآن الكريم وبعد هذه الآية يتحدّث عن أنّ هود (عليه‌ السلام) خاطب قومه المعاندين بخطاب من موقع العقل والاستدلال وقال : (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها)([13]).

ثمّ أضاف : إن قدرة الله تعالى ليست بالقدرة الّتي توحي لصاحبها بالغرور والانحراف عن خطّ الحقّ بل (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).

وعليه فأنا أعتمد على من قدرته مطلقة وافعاله عين الصواب والعدالة.

وتأتي «الآية الثالثة» لتشير إلى جانب من سيرة النبي إبراهيم (عليه‌ السلام) وتوكّله على الله في أحلك الظروف وأصعب الحالات الّتي يواجهها الإنسان وتقول : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)([14]).

فلو لم يكن ايمان إبراهيم كالجبل الشاهق ، ولم يكن له قلب كالبحر المتلاطم ، ولم يكن يعيش التوحيد والتوكل في أعلى مراتبه ، فهل يمكنه كإنسان طبيعي أن يسكن زوجته وابنه الحبيب في صحراء قاحلة ومحرقة بلا ماءٍ ولا كلاء ليس لشيء إلّا امتثالاً لأمر الله تعالى ثمّ يعود من هناك إلى وطنه الأصلي؟

هذه الحادثة العجيبة تذكرنا بحادثة اخرى في سيرة إبراهيم (عليه‌ السلام) العظيم ، وهي عند ما وضعه مخالفوه وأعداؤه المعاندون في قفص الإتهام بسبب تحطيمه أصنامهم ، فكان إبراهيم على وشك أن يُقتل ولكنه مع ذلك لم يترك السخرية من أصنامهم وعقائدهم الزائفة وكان ينطلق في حواره معهم من موقع المنطق والدلائل القوية في عملية إبطال منطقهم الخرافي وإثبات زيف مدّعياتهم الواهية.

«الآية الرابعة» تشير إلى قصة شعيب (عليه‌ السلام) الّذي جاء بعد فترة من النبي هود (عليه‌ السلام) وقُبيل موسى (عليه‌ السلام) ، حيث وقف مقابل المشركين من قومه وتصدّى لعقائدهم وتهديداتهم ومؤامراتهم من موقع الاستهزاء والسخرية ، وكان يقول لهم في حكايته عن دعوته ورسالته السماوية : (... إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)([15]).

أجل فأنا لا أخاف من شيء لاعتمادي على إيماني بالله والتوكل على ذاته المقدسة وسأستمر في خطّ الرسالة والدعوة إلى الله والإصلاح ما أمكنني ذلك وبالاتكال على الله.

والجدير بالذكر أنّ شعيب ولغرض تنفيذ عملية الإصلاحات الواسعة الّتي كان يتحرّك باتجهاهها في مجتمعه الفاسد كان يعتمد على ثلاث دعائم :

الاولى : تهيئة المقدّمات للعمل من قبل الله تعالى حيث تشير إلى ذلك كلمة «توفيقي» ، ثمّ بالإنطلاق من عزم راسخ وارادة قوية بالشروع بالعمل والإصلاح ، وذلك بقوله «عليه توكلت» ، ثمّ أن تكون للإنسان المصلح دوافع سليمة وبنّاءة للقيام بعملية الإصلاح ، وهو ما أشار إليه بقوله (إليه انيب).

وتتحرّك «الآية الخامسة» لتستعرض لنا كلام يعقوب لأولاده ، ويعقوب هو الجدّ الأعلى لبني إسرائيل والّذي كان يعيش في مضيقة شديدة في ذلك الزمان ، فمن جهة فقد ابنه العزيز يوسف ، ومن جهة اخرى كان يعيش القحط الشديد في كنعان الّذي أصاب الناس في تلك المناطق ، فكانوا يواجهون التحديات والظروف الصعبة بسبب ذلك ، وبالتالي وجد نفسه مجبراً على أن يودع ابنه الآخر (بنيامين) بيد ابنائه الآخرين الّذين كانوا يعيشون الجفاف الروحي والعاطفي ، وذلك لغرض تحصيل القوت والطعام من أرض مصر ويحصلوا على المساعدة من عزيز مصر ، وهنا أوصى يعقوب ابناءه المتجهون إلى مصر بقوله : (وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ...)([16]).

ثمّ أضاف : انني بهذه التوصية لا أستطيع أن أصُدّ عنكم البلاء أو أمنع عنكم ما قدّر الله لكم ، (... وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)([17]).

وعلى هذا الأساس فإنّ يعقوب أوصى أولاده بوصايا خاصة لمقابلة الحوادث المتوقعة ، ولكنه أكد عليهم أنّه بهذه التوصية لا يستطيع أن يقف مقابل الحوادث أو يضع تدبيراً حاسماً لجميع المشكلات والمصاعب الّتي سيواجهونها في سفرهم هذا ، بل انّ عليه أن يضع ما يمكنه من الحلول والتوصيات ، وأمّا الباقي فيجب أن يتوكلوا على الله تعالى.

وبهذا فإنّ يعقوب في الحقيقة قد أوصاهم بالتوكل على الله ، وقد ذكر الدليل والسبب في تأكيده على هذا المعنى ، وهو انّ جميع الامور بيد الله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ).

إذن فينبغي على الإنسان أن يعيش التوكل والاعتماد على هذه القدرة المطلقة والّتي لا توجد أية قدرة اخرى في مقابلها في عالم الوجود.

ومن الواضح أنّ المراد بكلمة (الحكم) هنا هو (الحكم التكويني) لله تعالى في عالم الخلقة والّتي تعود جميع الأسباب لديه وليست ناظرة إلى الحكم التشريعي. (فتأمل).

وتتعرض «الآية السادسة» إلى ما جرى بين موسى (عليه‌ السلام) وقومه بني إسرائيل ، وذلك عند ما أظهر موسى دعوته الإلهية وأبرز معجزاته العظيمة ولكن مع ذلك لم يؤمن به جميع بني إسرائيل بل آمن به واتبعه جماعة منهم ، في حين انّ بني إسرائيل كانوا مستضعفين بأجمعهم من قبل الفراعنة وكانوا يعيشون الخوف وشدّة العذاب من قبل فرعون وقومه ، فعند ما نرى أنّ زوجة فرعون وبسبب اعلانها الإيمان بموسى (عليه‌ السلام) قد وضعت تحت طائلة العذاب الشديد من قبل زوجها فرعون ، فمن الواضح ما كان تعامل فرعون مع سائر بني إسرائيل ، ولهذا السبب فإنّ موسى بن عمران ولغرض ايجاد حالة من الطمأنينة والهدوء النفسي في قومه وإزالة عنصر الخوف والرعب المسلّط عليهم أمرهم بالتوكل على الله ، (وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)([18])

وهذا يعني انكم لا يمكنكم التصدي لمثل هذا الحاكم الجائر ومواجهته من موقع القوّة والخلاص من شرّه إلّا بالتوكل على الله تعالى.

ومن البديهي أنّ موسى (عليه‌ السلام) نفسه كان في مرتبة متقدمة من هذا الأمر من حيث تجسيده لمعنى التوكل في ممارساته العملية ، ولو لم يكن يتمتع بمقام التوكل فكيف يستطيع وهو راعٍ للأغنام بدون أن يتمتع بأية قدرة ظاهرية مواجهة أعتى قوّة وحكومة في ذلك الزمان؟

وهكذا لبّى المؤمنون من بني إسرائيل نداء موسى (عليه‌ السلام) (فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا ...)([19]).

ثمّ توجّهوا إلى الله تعالى وقالوا : (... رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)([20]).

والمقصود من (فتنة) في الآية الأخيرة هو ما قد يتعرضون له من التعذيب والتنكيل على يد أزلام فرعون ، وقد وردت هذه الكلمة في سورة (البروج) في مورد أصحاب الأخدود ، وكذلك في الآية 83 من هذه السورة مورد البحث والّتي أشرنا إليها سابقاً.

ويُحتمل أنّ المراد من (الفتنة) في كلا الموردين هو عملية الإنحراف عن خطّ التقوى والطاعة والإيمان ، لأن الفراعنة لو تسلّطوا على المؤمنين لرأوا ذلك دليلاً على حقانيّتهم ولاستمروا في طريق الإنحراف بأقدام ثابتة وعزم راسخ أكثر من السابق.

وتستعرض «الآية السابعة» في إطار الحديث عن الأزمنة الّتي تلت عصر موسى (عليه‌ السلام) حيث كان بنو إسرائيل يعيشون العناء والظلم على يد سلطان جبّار يُسمّى (جالوت) ، فكان أن اضطروا إلى اللجوء لنبي لهم يُدعى (إشموئيل) وطلبوا منه أنّ يُعيّن لهم قائداً يقود جيوشهم نحو مواجهة جالوت والتخلّص منه واستعادت أراضيهم وبيوتهم منه ، فعيّن إشموئيل طالوت ملكاً وقائداً عليهم والّذي كان شاباً قوياً وعارفاً بالامور ولائقاً لهذا المقام من كلّ جهة ، ولكن بني إسرائيل رفضوا الإذعان لهذا التعيين ، ثمّ قبلوا به أخيراً بعد أنّ بيّن لهم نبيّهم الخصوصيات والمميزات الفريدة في طالوت.

أمّا طالوت فقد اختبر جيشه بعدّة اختبارات ليهيئهم أكثر من الناحية النفسية والروحية لجهاد العدو.

والآية مورد البحث تتحدّث عن الفترة اللاحقة لذلك حيث تستعرض منظر الواقعة بين طالوت وجيشه من جهة ، وجالوت وجيشه العظيم من جهة اخرى ، وتقول : (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)([21]).

فصحيح أنّ جيش طالوت كان يعاني القلّة في أفراده بالنسبة لجيش جالوت الجرار وما يتمتعون به من سلاح وامكانات حربية واسعة ، ولكن الشيء الّذي أخلّ بالموازنة وأربَكَ المعادلة لصالح المظلومين من بني إسرائيل وبالتالي كتب لهم النصر والغلبة على عدوهم القوي هو الإيمان بالله والتوكل عليه ومواجهة العدو من موقع الصبر والاستقامة في طريق نصرة الحقّ.

ولهذا السبب فإنّ الآية الّتي تليها تُصرح بهذه النتيجة الباهرة وتقول : (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ).

وبديهي أنّ حالة الصبر والاستقامة هي السبب في ثبات القدم ورسوخ المواقع ، وثبات القدم سببٌ لتحقيق النصر ، ولهذا ورد ذكر هذه الامور الثلاثة بالترتيب في دعائهم المذكور في الآية الشريفة ، ومعلوم أنّ روح هذه الامور الثلاثة تكمن في الإيمان والتوكل على الله تعالى.

وتأتي «الآية الثامنة» لتتحدّث عن نبي الإسلام ومقام توكله على الله تعالى ، فعند ما كان يواجه المشكلات والضغوط الصعبة في حركته التبليغية علّمه الله تعالى كيف يتغلب على هذه المشكلات الكبيرة وقال : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)([22]).

وهذه الآية توضّح جيداً أنّ الإنسان مهما كان وحيداً فريداً مقابل تحدّيات الظروف الصعبة فإنه إذا كان يعيش التوكل على الله فلا يشعر بصعوبة هذه المشاكل ، لأن الله تعالى هو رب العرش العظيم وذو القدرة اللامتناهية الّتي لا تعتبر القوى الاخرى شيئاً بالنسبة لها ولا تأثير لها في مقابل قدرة الله ومشيئته ، فمن كان العرش والعالم الأعلى في قبضته فكيف يسمح لعباده المتوكلين عليه أن يخوضوا لوحدهم أمواج المشكلات أو يتركهم لوحدهم أمام أعدائهم الشرسين؟

وممّا يجدر ذكره أنّ البعض يرون أنّ هذه الآية والّتي هي آخر آية من سورة التوبة والآية الّتي قبلها هي من آخر الآيات الّتي نزلت على نبي الإسلام ، واللطيف أنّ الآيات الشريفة الّتي نزلت في أوّل البعثة تحوي هذا المضمون أيضاً وتدلّ على أنّ رأس المال الأصلي والدعامة الحقيقية لرسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) في ذلك الزمان هي التوكل على الله ، فنقرأ في الآية 38 من سورة الزمر الّتي نزلت في تلك الأزمنة من بداية البعثة قوله : «... قُلْ حَسْبِىَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكّلُونَ»

وعليه فإنّ النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) كان يعيش التوكل في بداية البعثة وفي نهايتها وفي جميع الأحوال ، وهذا الأمر هو السبب الأوّل في حركة النبي الأكرم في خطّ الاستقامة والثبات والنصر.

«الآية التاسعة» تتعرض للحديث عن جميع الأنبياء السابقين من زمان نوح (عليه‌ السلام) إلى الأنبياء الّذين جاءوا بعده وتقول عند ما واجه هؤلاء الأنبياء المخالفة الشديدة لأقوامهم ورأوا أنفسهم لوحدهم وقالوا : («وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)([23]).

ونستوحي من هذه الآية أنّ التمسّك بالتوكل على الله مقابل المشكلات والمصاعب الشديدة الّتي تفرضها الظروف الصعبة كان عمل جميع الأنبياء على طول التاريخ.

وفي الواقع أنّهم كانوا يقفون أمام طوائف الأعداء والمشاكل الكبيرة بالاستمداد من عنصر التوكل وينتصرون في نهاية المطاف ، ومن هنا يتبيّن دور التوكل في حياة البشر وخاصّة على مستوى القادة والمصلحين من الناس.

وفي الحقيقة إنما يمنح الأنبياء القدرة والقوّة رغم عدم وجود العُدة والعدد في مقابل قدرة الحكومات الكبيرة وقوى الإنحراف المختلفة ولا يشعرون مع ذلك بالتراجع والضعف والخوف هو حالة التوكل على الله والّتي تجعل «ما سوى الله» في نظرهم صغيراً وتافهاً.

والملفت للنظر أنّ الآية الواردة قبل هذه الآية (الآية 11 من سورة إبراهيم) تقول : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

وفي هذه الآية الشريفة محل البحث نقرأ (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ).

ومن إدغام هاتين الآيتين يستفاد أنّ المؤمن الواقعي هو المتوكل على الله ، وكذلك يستفاد من هذه الآية أنّ التوكل وليد المعرفة والهداية الإلهية كما أنّ الصبر والاستقامة في مقابل اعتداءات الأعداء وتحرّشاتهم وليد التوكل (فتأمل).

وتتعرض «الآية العاشرة» إلى ذكر نتيجة واضحة للتوكل على الله بحيث تعمل على حث الجميع لطلب هذه الحالة في واقعهم ، وتَعِدهم بالنجاة والنصر أيضاً وتقول : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)([24])

وفي الواقع فإنّ الله تعالى أوعد جميع المتوكلين عليه بحل مشكلاتهم بشكل حتمي ، ثمّ استعرضت الآية الشريفة الدليل على ذلك وقالت : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ).

وبديهي فإنّ مثل هذه القدرة المطلقة بإمكانها الوفاء بجميع الوعود وحلّ جميع المشكلات مهما كانت ثقيلة وصعبة ، فكلّها تحت إرادته ومشيئته.

وجملة قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلّ شَىْءٍ قَدْرًا يمكن أن تكون جواباً على سؤال مقدّر ، وهو لماذا نعيش أحياناً غاية التوكل على الله تعالى ولكن الحلّ والنصرة قد يتأخر؟

القرآن الكريم يجيب على هذا السؤال بأنكم لا تعلمون مصالح الامور ، فكلّ شيء يكون بحساب ويتطلب زمان وفرصة مناسبة ، وكلّ حالة تكون مطلوبة في ظرفها الخاصّ ، ولهذا وبمقتضى أنّ «الْامُورُ مَرْهُونَةٌ بِاوْقَاتِهَا» فأحياناً تقتضي المصلحة تأخير النتيجة ، وعليه فإنّ العجلة والتسرع في مثل هذه الامور غير صحيح.

ويشبه هذا المعنى ما ورد في الآية (160) من سورة آل عمران حيث نجد أنّ القرآن الكريم يقرر بأن النصر والهزيمة كليهما من الله تعالى وأنّ طريق الوصول إلى النصر يمر من خلال التوكل على الله فتقول الآية : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

النتيجة النهائية :

ونستوحي من الآيات المذكورة آنفاً والّتي استعرضت سيرة أقدم الأنبياء الإلهيين إلى أن وصلت إلى نبي الإسلام أنّ مسألة التوكل في حياة البشر وجهاد الأنبياء وانتصارهم على المشكلات والتحديات الصعبة الّتي يفرضها الواقع بمثابة الأساس لكلّ هذه التحركات الإيجابية والمثمرة في سلوك الإنسان على المستوى المادي والمعنوي ، وتدلّ على أنّ هذه الفضيلة الأخلاقية بإمكانها أن ترتفع بالإنسان إلى مستويات عالية في سلّم الكمال المعنوي ، والنقطة المقابلة لها ، أي عدم الاعتماد والتوكّل على الله تعالى يتسبب في السقوط الحضاري والمعنوي للفرد والمجتمع.


[1] سورة يونس ، الآية 71.

[2] سورة هود ، الآية 56.

[3] سورة إبراهيم ، الآية 37.

[4] سورة هود ، الآية 88.

[5] سورة يوسف ، الآية 67.

[6] سورة يونس ، الآية 84 و 85.

[7] سورة البقرة ، الآية 250.

[8] سورة التوبة ، الآية 129.

[9] سورة إبراهيم ، الآية 12.

[10] سورة الطلاق ، الآية 3.

[11] سورة يونس ، الآية 71.

[12] سورة هود ، الآية 54 ـ 56.

[13] سورة هود ، الآية 56.

[14] سورة إبراهيم ، الآية 37.

[15] سورة هود ، الآية 88.

[16] سورة يوسف ، الآية 67.

[17] سورة يوسف ، الآية 67.

[18] سورة يوسف ، الآية 84.

[19] سورة يونس ، الآية 85.

[20] المصدر السابق.

[21] سورة البقرة ، الآية 250.

[22] سورة التوبة ، الآية 129.

[23] سورة إبراهيم ، الآية 12.

[24] سورة الطلاق ، الآية 3.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي