1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : اساسيات الاعلام : اخلاقيات الاعلام :

الصحفي والسياسة

المؤلف:  جودت هوشيار

المصدر:  السلطة الخامسة

الجزء والصفحة:  ص 29-31

2025-05-08

99

الصحفي والسياسة

يمكن القول ان قمة اليوم ثلاث مدارس في الصحافة العالمية حول علاقة الصحفي بالسياسة:

الأولى: " المدرسة الأميركية " التي ترى عدم جواز الأنحياز السياسي للصحفي الى درجة أن العديد من المؤسسات الاعلامية الأميركية تمنع الصحفيين العاملين فيها من الكشف عن ميولهم السياسية خارج اطار العمل بهدف الحفاظ على موضوعية واستقلالية المؤسسة وبحسب مجلة "النيويوركر" الأميركية، فان العديد من الصحف في الولايات المتحدة لا تسمح للصحفيين بالتعبير عن آرائهم العامة أو المشاركة في تظاهرات أو تعليق رموز انتخابية أو ملصقات على خلفية سياراتهم، وترى أن على الصحفي التزام جانب الحياد عندما يغطى مظاهرة او مؤتمرا حزبيا أو اي نشاط سياسي آخر و ان يكون متوازنا وينشر الآراء المختلفة لأنه لو أنحاز الى جهة ما فأنه يفقد مصداقيته وقرائه من ذوى الانتماءات السياسية الأخرى.

ولقد بالغ رئيس تحرير صحيفة الواشنطن بوسط - Washington Post في هذا الأمر كثيراً الى درجة أنه رفض الأدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية لكي لا ينتهك مبدأ عدم الانتماء السياسي للصحفي، مؤكداً ان الدور الاعلامي الذي يلعبه الصحفي يحول بينه وبين الانحياز السياسي ليوفر لنفسه ولقرائه فرصة أوسع من التحليل الموضوعي لشتى الأحداث والمواقف من غير تدخل الميول والمزاج السياسي. وترى هذه المدرسة ان العمل الإعلامي هو أحد ميادين التحليل والحكم الدقيق وهو عالمي ووطني اكثر مما هو فئوي أو أيديولوجي، فهو كالقضاء المستقل بطبيعته الداخلية يرفض ان يتماهى مع الانتماء السياسي المحدود.

الثانية: "المدرسة الأوروبية" التي لا تمانع أن يكون للصحفي انتماء سیاسي خارج اطار العمل على ان يلتزم بالمعايير المهنية للصحافة المستقلة، لأن الكثيرين من أفراد المجتمع - اي مجتمع - لديهم ميول سياسية، ولا ضيران يكون للصحفي أيضاً رأى سياسي أو حتى انتماء سياسي ولكن العيب والخطأ هو أن يتم تغطية الاخبار والاحداث ليس كما تقع على ارض الواقع، وانما كما يهوى الصحفي وما يحقق من خلال تغطيته للجهة التي ينتمي اليها أو للوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها ، فالمطلوب اذن وعى الصحفي لأدوات ومعايير العمل الصحفي وأدراكه لدور الصحافة والتزامه بالمصداقية والحيادية أي ان يكون الانتماء السياسي خارج العمل الإعلامي المهني.

الثالثة: هي "مدرسة عالمية" تقسم الصحافة الى نوعين:

الأول: صحافة بلا موقف سياسي وهي الصحافة التي لا تعبر عن اتجاه سياسي معين، أو تتبنى أيديولوجية بعينها، وأنها تفتح صفحاتها لكل الآراء والاتجاهات السياسية والاجتماعية ولكل أصحاب الرأي على اختلاف رؤاهم. وتركز على الموضوعات التي تهم القارئ العادي وتخاطب عواطفه بالدرجة الأولى، كالجرائم والرياضة وأخبار المجتمع وفضائح المشاهير والأحداث الطريفة والغريبة والمسلية.

الثاني: صحافة ذات موقف سياسي لكل صحيفة بصرف النظر عن حجم انتشارها سياسة ما، ويلعب تمويل الصحيفة دورا في تحديد سياستها التحريرية ومواقفها من قضايا المجتمع، وتنتمى غالبية الصحف الصادرة في أوروبا الشرقية والبلدان النامية الى هذا النوع من الصحافة تحديدا على خلاف الصحف الغربية ذات الاتجاه السياسي التي تتسم بالمهنية ولا تخلط بين الصحافة والسياسة، بل تلتزم بأخلاقيات العمل الصحفي، وفي مقدمتها صحافة النخب المؤثرة في المجتمع، التي تتسم موضوعاتها بالدقة والموضوعية وتتصف معالجتها للأحداث بالاتزان وتميل الى التحليل المعمق للأحداث السياسية المحلية والدولية وتتجنب نشر الفضائح الا اذا كانت لها أهمية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولعل خير مثال على هذا النوع من الصحف صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي يرى خبراء الصحافة، أنها الجريدة الليبرالية الأولى في العالم، الا أنها انتقدت بشدة الادارة الأميركية الليبرالية عند نشرها وثائق "سنودين" وجسدت بذلك القيمة الأكثر أهمية في العمل الصحفي وهي الأمانة المهنية.. وأنها على استعداد لإلحاق الضرر بالتيار الذي تمثله باسم الحقيقة وهي تدافع ليس عن المصالح السياسية لحلفائها، بل عن المسائلة والشفافية في الحكومة وتوازن السلطة وحق الشعب في أن يعرف مع الحرص على عدم انتهاك الخصوصية الشخصية.

EN