اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الصحافة المهنية وصحافة البروباغاندا
المؤلف:
جودت هوشيار
المصدر:
السلطة الخامسة
الجزء والصفحة:
ص 17- 19
2025-05-08
69
الصحافة المهنية وصحافة البروباغاندا
الصحافة المهنية بمفهومها الحديث، هي تلك التي تلقى الأضواء على ما يحدث في المجتمع والعالم من احداث وتطورات أولاً بأول وبكل موضوعية وتراقب الأداء الحكومي وتكشف عن مكامن الخلل فيه ليس من أجل النيل منه، بل في سبيل لفت أنظار الحكومة والرأي العام اليها وتنشر التحليلات المتعمقة والمفيدة لوجهات نظر متباينة وليس لوجهة نظر واحدة صحافة شفافة تحترم جمهورها وتلتزم بالمعايير الأخلاقية والقانونية للعمل الصحفي وتراجع أعمالها وتصحيح مسارها اذا دعت الحاجة الى ذلك.
الصحافة المهنية وليدة الديمقراطية نشأت وتطورت مع نشؤ وتطور الديمقراطية الغربية وفصل واستقلال السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية عن بعضها البعض.
ومن دون وجود هذه السلطات الثلاث المستقلة لا يمكن تصور وجود صحافة مهنية حرة ومستقلة.
هذا الفصل بين السلطات أمر جوهري للغاية. ففي النظم الشمولية هناك سلطة واحدة فقط هي السلطة التنفيذية، التي تهيمن على السلطتين التشريعية والقضائية ولا توجد صحافة حقيقية وان وجدت فهي (بروباغاندا) أو دعاية سياسية لرأس النظام وللحزب الحاكم.
هكذا كان الأمر في ألمانيا الهتلرية وروسيا الستالينية والعراق الصدامي وليبيا القذافي، وهذا هو حال الصحافة اليوم في معظم الجمهوريات السوفيتية السابقة.
الصحافة بالمفهوم العلمي هذا المصطلح لا يمكنها ان تعيش الا في أجواء الحرية والشفافية والعلنية.
ففي ظل النظام السوفيتي كانت ثمة (صحف) تتباهى بأنها تطبع وتوزع ملايين النسخ يوميا ومنها صحيفة (البرافدا) أي (الحقيقة) التي كانت تعتبر نفسها الصحيفة الأكثر توزيعاً في العالم. وعندما كنت في موسكو خلال الستينات من القرن الماضي وفي زياراتي التالية لها، كنت أرى وأسمع غالبا كيف يتهكم القراء الروس على صحيفة البرافدا - الحقيقة قائلين ان لا حقيقة في صحيفة الحقيقة، ولم تكن الصحف السوفيتية الأخرى الا تنويعات على ما تنشره (البرافدا) ولا أحد من الصحفيين السوفييت وبينهم عدد كبير من الصحفيين الشرفاء المخلصين لمهنتهم والذين بلغوا مرتبة رفيعة من الأحترافية كان قادراً على قول الحقيقة كما هي، وان فعل ذلك، يفصل من وظيفته أو يلقى به في غياهب السجون. وفي أفضل الأحوال كان مصير ما يكتبه الى سلة المهملات.
ولم تكن صحافة صدام أفضل من (الصحافة السوفيتية ان لم تكن أسوأ بكثير.
في الثمانينات من القرن الماضي، قال لي صديق بولوني مثقف كان مديرا لمكتب شركة (بول سيرفس) البولونية في العراق وهي الشركة التي وضعت التصميم الأساسي لمدينة بغداد وكان يتابع بحكم وظيفته ما تنشره الصحافة العراقية، قال لي هذا الصديق: "أنا لا أفهم لماذا لا تصدر الحكومة صحيفة يومية واحدة فقط توفيرً للجهد والمال، لأن الصحف اليومية الخمس التي تصدر الآن، متشابهة المحتوى تماما ولا تختلف الا من حيث الشكل والاخراج وكلها تتحدث عن صدام وتزين صفحاتها الرئيسية بصوره ".
وصفوة القول ان التعددية السياسية والفكرية وحرية الرأي والتعبير ضرورية للصحافة المهنية كالهواء للإنسان ولا قيمة لصحافة لا تستطيع قول الحقيقة.
صحافة (البروباغاندا) بكافة أشكالها وصورها صحافة تعتاش على التضليل المتعمد للجمهور وحجب أو تشويه الحقائق وتجميل النظام الشمولي الحاكم وتلميع صورة القائد الضرورة أو الأخ الأكبر - حسب اورويل - وتبرير افعاله مهما كانت شنيعة. هذا النوع من الصحافة ليست مقصورة على الصحافة الرسمية للأنظمة الشمولية، بل تشمل الصحافة الأهلية المنحازة وصحافة المعارضة المؤدلجة خاصة في بلدان الشرق الأوسط، عندما تنتهج خطا ايديولوجيا واحدا ومحمداً وتفسر كل شيء بمقتضاه، ولا تنشر الا ما يؤيد وجهة نظرها، متجاهلة الآراء الأخرى. وتنتقد السلطة باستمرار وتتحامل عليها ولا ترى الا جانباً واحداً من اعمالها، وهو الجانب السلبي. مثل هذه الصحافة تدعى الاستقلالية بذريعة أنها غير تابعة للدولة. ولكن استقلالية الصحافة لا تعنى فقط عدم تبعيتها للدولة أو جهة ما، بل عدم انحيازها في سياستها التحريرية.
ونرى أحيانا أن الصحافة الحزبية الجادة أكثر موضوعية من بعض الصحف التي تدعى الاستقلالية، لذا فأن تقسيم الصحافة الى صحافة حكومية أو حزبية وصحافة أهلية (مستقلة)، أمر غير صائب، لأن المحك الحقيقي للصحافة هي مدى الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية للصحافة