الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهمية رحم الأم
المؤلف: السيد علي عاشور العاملي
المصدر: تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة: ص11ــ14
2024-12-24
81
لقد حرص الإسلام على القيام بتربية الطفل على أكمل وجه وأتم صورة، فقد وضع الأسس السليمة حتى قبل ولادة الطفل، ومن ذلك أنه أمر بالاهتمام بالصحة النفسية والجسمية للمولود، وذلك حين أمر بالمعاشرة الحسنة بين الزوجين، وعدم اللجوء إلى إثارة الأم الحامل، وتهيئة الغذاء المناسب لها وعدم إسقاط الجنين.
إن ((رحم الأم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الايجابية والسلبية على الجنين لأنه الاطار الذي يتحرك فيه، ويعتبر الجنين جزءاً من الأم، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأم، وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأم على نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفياً))(1).
فالجنين يتأثر بالأم ومواصفاتها النفسية وما يطرأ عليها في مرحلة الحمل من عوامل إيجابية أو سلبية، وإنّ (الاضطرابات العصبية للأم توجه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولده، إلى درجة أنها تحوله إلى موجود عصبي لا أكثر، ومن هنا يجب أن نتوصل إلى مدى أهمية التفات الأم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة، والهم والغم، والاحتفاظ بجوّ الهدوء والاستقرار)(2).
بل إن ((شهور فترة الحمل تؤثر في الثبات العاطفي للطفل إيجاباً أو سلباً))(3).
وقد أكد الإسلام على هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها علماء النفس في يومنا هذا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((الشقي من شقى في بطن أمه، والسعيد من سعد في بطن أمه))(4).
فعلى الأم العناية بنفسها عند الحمل، في نوع الطعام والشراب وحليته، وفي مكان التواجد فتبتعد عن أمكنة الفسق والفجور ومجالس الغناء وأجواء العصبية والأمراض النفسية.
وإذا اضطرت لأخذ شيء من الأدوية عليها مراجعة الطبيبة.
ولتحافظ على طهارتها المعنوية والمادية، ولتقلل من البقاء على الجنابة، وإذا استطاعت البقاء على وضوء في النهار وقبل النوم فهو أفضل لها ولجنينها.
على الأمهات بذل الجهد لتربية الأبناء أخلاقياً وسلوكياً فإن لكل فعل لهن أثره السيئ أو الحسن.
وقال الشيخ محمد تقي الفلسفي: إن جميع الحالات الجسدية والنفسية للأم تؤثر على الطفل، لأن الطفل في رحم الأم يعتبر عضواً منها، فكما أن الحالات الجسمانية للأم والمواد التي تتغذى منها تؤثر على الطفل، كذلك أخلاق الأم فإنها تؤثر في روح الطفل وجسده كليهما. وقد يتأثر الطفل أكثر من أمه بتلك الأخلاق، فإذا أصيبت الأم في أيام الحمل بخوف شديد، فالأثر الذي تتركه تلك الحالة النفسية على بدن الأم لا يزيد على اصفرار الوجه، أما بالنسبة إلى الجنين فإنه يتعدى ذلك إلى صدمات عنيفة.
((إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف فإنه يتغير لونها ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار امتقاع اللون تسمى بالخسوف))(5).
وهكذا فإن هموم الأم وغمومها، غضب الأم واضطرابها، تشاؤم الأم وحقدها، حسد الأم وأنانيتها، خيانة الأم وجنايتها، وبصورة موجزة جميع الصفات الرذيلة للأم... وكذلك إيمان الأم وتقواها، طهارة قلب الأم وتفاؤلها، صفاء الأم وحنانها، مروءة الأم وإنسانيتها اطمئنان الأم وراحة بالها، شجاعة الأم وشهامتها، وبصورة موجزة جميع الصفات الحميدة للأم... جميع هذه الصفات خيرها وشرها تترك آثارها في الطفل، وتبني أساس سعادة الجنين وشقائه. وهنا يتحقق قول النبي (صلى الله عليه وآله): ((الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه)).
شاهد علمي
وإليك النص الآتي كشاهد من العلم الحديث: ((إن الاضطرابات العصبية للأم توجه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولده، إلى درجة أنها تحوله إلى موجود عصبي لا أكثر.
ومن هنا يجب أن نتوصل إلى مدى أهمية التفات الأم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة، والهم والغم، والاحتفاظ بجو الهدوء والاستقرار(6).
إن الإسلام قام بجميع الاحتياطات اللازمة في موضوع الزواج للاهتمام بطهارة الأجيال الإسلامية، وأمر بتعاليم دقيقة في الزيجات حول الجهات الروحية والجسدية
للرجال والنساء.
أن الإسلام منع من التزوج من المصابين بالحمق والجنون والمدمنين على الخمرة ولكنه لم يكتف في سبيل ضمان النشء الإسلامي بذلك الحد بل منع - في مقام الاستشارة - من تزويج الرجل السيئ الخلق: ((عن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن لي قرابة قـد خطب إلي وفي خلقه سوء، قال: لا تزوجه إن كان سيء الخلق))(7).
___________________________
(1) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 46 - 47.
(2) الطفل بين الوراثة والتربية، لمحمد تقي فلسفي 1: 106 - دار التعارف 1381هـ عن كتاب نحن والأبناء 27.
(3) مشاكل الآباء في تربية الأبناء، للدكتور سوك: 263 - 1980م ط 3.
(4) بحار الأنوار، للمجلسي 3: 44 ـ مؤسسة الوفاء 1403هـ ط 2.
(5) إعجاز خوراكيها ص172، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 106.
(6) ما وفرزندان ما ص 27، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 107.
(7) وسائل الشيعة للحر العاملي: 5 / 10.