الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الأطعمة المستحبة والمكروهة أثناء الحمل وأثرها
المؤلف: السيد علي عاشور العاملي
المصدر: تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة: ص66ــ73
2024-12-03
243
كما أن لصفات الزوجة أو الزوج تأثيراً على الأطفال كذلك للأطعمة التي يتناولانها، سواء قبل الزواج أم في أثنائه.
فمن الحقائق الثابتة - علمياً وشرعياً - أن صحة الجنين الجسدية تتناسب طردياً مع صحة الأم، ومن العوامل المؤثرة في صحة الأم الغذاء، ونحن نلاحظ أن المجاعة في بعض البلدان كان لها تأثير واضح في صحة الوليد، فالضعف الجسدي والأمراض الجسدية والتشوهات في الخلقة ترجع أسبابها إلى المجاعة وسوء التغذية، والعكس صحيح.
لذا أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) بالاهتمام بغذاء الحامل، وخصوصاً الغذاء الذي له تأثير على الصفات النفسية والروحية للجنين.
لقد وضع لنا رسول الله وآله الطاهرون (عليهم السلام) قانوناً متكاملاً في نوعية الأطعمة المفيدة للجسم وسلامته، كما ورد في كتاب الأطعمة والأشربة من الكافي ومكارم الأخلاق، كالرمان والتين، والعنب، والزبيب، والبقول، والسلق، والفواكه الأخرى، وكذلك اللحم والهريسة والخضراوات.
إضافة إلى منعهم من الغذاء المضرّ على الصحة الجسدية والنفسية، كالميتة والدم ولحم الخنزير والخمر، وكل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من الأطعمة والأشربة المحرمة أو المنهي عنها.
بعض المحرمات
((يحرم من الحيوان المحلل أربعة عشر شيئاً: الدم والروث والطحال والقضيب والفرج - ظاهره وباطنه - والأنثيان والمثانة والمرارة والنخاع (الشوكي) والغدد والمشيمة، ويجب الاحتياط عن قرينه الذي يخرج معه، والعلباوان وهما عصبتان عريضتان صفراوان ممتدتان على الظهر من الرقبة إلى الذنب، وخرزة الدماغ، وهي حبة في وسط الدماغ بقدر الحمصة، والحدقة، وهي الجهة الناظرة من العين لا العين كلها.
تختص المذكورات بالذبيحة والمنحورة، أما السمك والجراد فلا يحرم منهما عدا الرجيع والدم على إشكال، وأما الطيور فلا يترك الاحتياط بالاجتناب عن الجميع، كما لا إشكال في حرمة الرجيع والدم من الطيور)).
((يُحرّم تناول الأعيان النجسة والمتنجسة، وكلّ ما يضر بالبدن مهلكاً كان أو غير مهلك فيما يوجب النقص بل مطلقاً على الأحوط، وكذا يحرم أكل الطين، والمدر)).
((حرمة الخمر ضرورة من ضرورات الدين بحيث يكون مستحلها في زمرة الكافرين مع الالتفات إلى لازمه أي تكذيب النبي (صلى الله عليه وآله)، ويلحق بـالـخـمـر كـل مسكر، جامداً كان أو مائعاً، وكذا يحرم عصير العنب إذا نشَّ وغلى بنفسه أو غلي بالنار قبل ذهاب ثلثيه، وكذا يحرم الفقاع وإن لم يسكر)).
((الظاهر أن الماء الذي في جوف حبة العنب بحكم عصيره، فيحرم إذا غلى)). ((يحرم أكل مال الغير إلا بإذنه ورضاه، ويجوز أن يأكل الإنسان ولو مع عدم الضرورة من بيوت الآباء والأمهات والأولاد والإخوان والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات والأصدقاء، وكذا الزوجة من بيت زوجها، وإنما يجوز الأكل فيما إذا لم يعلم كراهة صاحب البيت، والأحوط الاقتصار على ما هو المعتاد أكله))(1).
أثر الأطعمة على الجنين
قال علماء الأخلاق: ((هذا هو جواب السؤال الذي بدأنا به الحديث، وهو أنه لماذا اعتبرت الروايات رحم الأم هو الملاك في السعادة والشقاء، وأغفلت ذكر صلب الأب؟
إنه لا مندوحة لنا من القول بأن دور الأم في بناء الطفل يفوق دور الأب بكثير.
نعم لو اكتفينا بملاحظة دور الأب والأم في تلقيح البويضة بواسطة الحيمن لإيجاد الخلية الأولى للطفل لكانا متساويين في ذلك الدور، إلا أن الواقع أن الأم تتحمل في دور الحمل مسؤولية كبيرة وبالخصوص فيما يتعلق بأسلوب تغذي الأم ونوعه.
إن دور الآباء في البناء الطبيعي للطفل ينتهي بعد انعقاد النطفة وحصول التلقيح، لكن دور الأم يستمر طيلة أيام الحمل، فالطفل يتغذى من الأم، ويأخذ منها جميع ما
يحتاجه في بنائه. ولهذا فإن لسلامة الأم ومرضها، طهارتها ورذالتها، سكرها وجنونها... أثراً مباشراً في الجنين.
((إن الأب والأم يساهمان بقدر متساو في تكوين نواة البويضة التي تولد كل خلية من خلايا الجسم الجديد ولكن الأم تهب علاوة على نصف المــادة النووية كل البروتويلازم المحيط بالنواة، وهكذا تلعب دوراً أهم من دور الأب في تكوين الجنين)).
((إن دور الرجل في التناسل قصير الأمد.
أما دور المرأة فيطول إلى تسعة أشهر، وفي خلال هذه الفترة يغذى الجنين بمواد كيمياوية ترشح من دم الأم من خلال أغشية الخلاص)).
إن الطفل أشبه ما يكون بعضو من أعضاء الأم تماماً، عندما يكون في بطنها.
وجميع العوامل التي تؤثر في جسد الأم وروحها تؤثر في الطفل أيضاً.
إذا ابتلي أب - بعد انعقاد النطفة - بشرب الخمرة أو العوارض الأخرى فإنها لا تؤثر في الطفل، لأن صلة الطفل بأبيه إنما تكون ثابتة إلى حين انعقاد النطفة فقط، لكن صلة الأم تستمر لمدة تسعة أشهر، وعليه فإذا أقدمت الأم – في أيام الحمل – على شرب الخمر فإن الجنين يسكر ويتسمم أيضاً.
إن أحد أسباب سلامة هيكل الطفل ورشاقة قوامه، أو عدمها في أيام الحمل يتعلق بالغذاء الذي تتناوله الأُم وهي حامل.
وكذلك الغذاء الذي كان يتناوله الأب قبل انعقاد النطفة.
شاهد علمي
يرى العلم الحديث أن للأطعمة تأثيراً خاصاً في صباحة وجه الأطفال ورشاقة قوامهم ولون شعرهم وعيونهم، وفي كل مظاهرهم.
كما ويفهم ذلك من بعض الروايات والأحاديث المتقدمة، فإنها لم تغفل الإشارة إلى أثر الأطعمة والفواكه والخضراوات والبقول، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) النظر إلى غلام جميل، فقال: ينبغي أن يكون أبو هذا أكل سفرجلاً ليلة الجماع))(2).
وهناك حديث آخر بشأن السفرجل: ((..... وأطعموه حبالاكم فإنه يحسن أولادكم))(3).
الى غير ذلك من الروايات التي تشير الى هذه الحقيقة العلمية التي باتت واضحة في
هذه الأيام.
وقال العلماء: ((إذا كانت نطفة الأب مسمومة حين الاتصال الجنسي فإن الجنين يوجد ناقصاً وعليلاً، وهذا التسمم ينشأ من تناول الأطعمة الفاسدة، أو معاقرة الخمرة. إذن يجب الاجتناب عن الاتصال الجنسي حين التسمم والسكر بالخصوص))(4).
و ((لقد قام أحد الأطباء الحاذقين في أوروبا بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد في ليلة رأس السنة المسيحية فوجد أن 80٪ من الأطفال المتولدين من تلك النطف ناقصو الخلقة وذلك لأن المسيحيين في هذه الليلة يقيمون أفـراحـاً عظيمة وينصرفون إلى العرش الرغيد والإفراط في الأكل والشرب ويكثرون غالباً من تناول الخمرة إلى حد يجرهم إلى المرض، وبما أن المطاعم وحانات الخمور تستقبل أكبر كمية من الزبائن في هذه الليلة فإنه يتعذر على أصحابها أن يطعموهم الأطعمة السليمة تماماً ويتموا بشأنها كغيرها من ليالي السنة))(5).
((يصاب بعض الأطفال في الأيام الأولى من أعمارهم بقروح وجروح تسمى (أكزما الأطفال) وهذه القروح لا تزول إلا بعد أن تعذب الوالدين لمدة طويلة، وهي ناتجة من سوء تغذي الأمهات في أيام الحمل. فإن الأم لو أكثرت في أيام الحمل من أكل التوابل والأطعمة الحارة كالخردل والدارسين(6) وما شاكل ذلك فالطفل يصاب بالأكزما))(7).
((إن الفواكه والخضراوات التي تحتوي فيتامين (B) تعتبر العلاج القطعي للكنة
اللسان.
والأم التي تتناول من هذا الفيتامين أيام حملها، فإن جنينها يأخذ بالتكلم مبكراً ولا يصاب باللكنة(8).
((إن المشروبات الروحية تعتبر خطرة جداً للحوامل لأنها بغض النظر عن التسمم الذي توجده، تهدم الفيتامينات التي تحتاجها الأم والجنين أيام الحمل، فينشأ الطفل ناقصاً ومشوهاً))(9).
((إن تناول الأطعمة الفاسدة واللحوم بالخصوص - حيث تؤدي إلى التسمم - يجعل لون الجنين داكناً مائلاً إلى الاصفرار))(10).
شاهد علمي آخر
قال ابن خلدون: ((أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة))(11).
وقال الدكتور سيد غياث الجزائري في كتابه(12): ((إذا كانت نطفة الأب مسمومة حين الاتصال الجنسي فإن الجنين يوجد ناقصاً وعليلاً، وهذا التسمم ينشأ من تناول الأطعمة الفاسدة أو معاقرة الخمر. إذن يجب الاجتناب عن الاتصال الجنسي حين التسمم والسكر بالخصوص)).
وفي صفحة أخرى يقول: ((لقد قام أحد الأطباء الحاذقين في أوروبا بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد ليلة رأس السنة المسيحية فوجد 80٪ من الأطفال المتولدين من تلك النطفة ناقصي الخلقة، وذلك لأن المسيحيين في هذه الليلة يقيمون أفراحاً عظيمة وينصرفون إلى العيش الرغيد والإفراط في الأكل والشرب ويكثرون من تناول الخمر.....)).
يقول الدكتور كاريل في كتابه (طريق الحياة): إن سكر الزوج أو الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة، لأن الأطفال الذين ينشأون في ظروف كهذه يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج))(13).
وإليك تفصيل ذلك:
أكل الحامل السفرجل وكذا الأب وأثره على الجنين
في الوسائل رقم: 27410 - مُحمَّد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن عثمان بن عبد الرحمن عن (شرحبيل) بن مُسلِمٍ أَنَّهُ قال في المرأة الحامل تأكل السفرجل فإنَّ الولد يكُونُ أطيب ريحاً وأصفى لوناً.
وفيه رقم: 27411 - وعنه عن علي بن الحسن التَّيمُلِيِّ عن الحُسين بن هَاشِمٍ عن أبي أيوب الخراز عن مُحمَّد بن مُسلِمٍ قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ونظر إلى غُلامٍ جميل ينبغي أن يكون أبو هذا الغُلام أكل السفرجل.
المحاسن للبرقي عن بعض أصحابنا عمن ذكره عن أبي أيوب الحزاز عن محمد بن مسلم قال: نظر أبو عبد الله (عليه السلام) إلى غلام وذكر نحوه وزاد: السفرجل يحسن الوجه ويجم(14) الفؤاد(15).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((كلوا السفرجل فإنه يجلو البصر وينبت المودة في القلب، وأطعموه حبالاكم فإنه يحسّن أولادكم))(16).
في كتاب الإمامة والتبصرة عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رائحة الأنبياء رائحة السفرجل و رائحة الحور العين رائحة الآس ورائحة الملائكة رائحة الورد ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والآس والورد ولا بعث الله نبياً ولا وصياً إلا وجد منه رائحة السفرجل فكلوها وأطعموا حبالاكم يحسن أولادكم(17).
وفي حديث الأربعمائة عن علي (عليه السلام) قال: أكل السفرجـل قـوة للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويزيد في قوة الفؤاد ويشجع الجبان ويحسن الولد.
وفي دعوات الراوندي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أطعموا حبالاكم السفرجل فإنه يحسن أخلاق أولادكم(18).
خلاصة أثر السفرجل على الجنين
1- السفرجل يؤدي الى جمال الطفل.
2- السفرجل يؤدي الى طيب ريحه.
3- السفرجل يؤدي الى صفاء لونه.
4- السفرجل يؤدي الى حسن وجهه.
5- السفرجل يؤدي الى راحة قلبه.
6- السفرجل يؤدي الى جلاء بصره.
7- السفرجل يؤدي الى مودة قلبه.
8- السفرجل يؤدي الى تقوية قلبه.
9- السفرجل يؤدي الى طيب معدته.
10- السفرجل يؤدي الى شجاعته.
11- السفرجل يؤدي الى تحسين أخلاقه.
___________________________
(1) انظر زبدة الأحكام، كتاب الذباحة.
(2) مكارم الأخلاق ص 88.
(3) المصدر السابق.
(4) إعجاز خوراكيها، تأليف سيد غياث الدين الجزائري ص 153، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 87 – 88.
(5) المصدر السابق ص 154.
(6) الدارتشين بالفارسية وهو القرفة.
(7) المصدر نفسه ص175.
(8) إعجاز خوراكيها ص 176.
(9) المصدر السابق ص 177.
(10) المصدر السابق ص 168 عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 89.
(11) عبقرية مبكرة، توفیق بو خضر: 27.
(12) إعجاز خوراکیها: 152 - 154.
(13) عبقرية مبكرة، توفيق بو خضر 29.
(14) يجم الفؤاد أي يريحه.
(15) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 21 / 308.
(16) مكارم الأخلاق: 172.
(17) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 21 / 308.
(18) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 21 / 308.