 
					
					
						التكبّر في الروايات الإسلامية					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
						 المؤلف:  
						الشيخ ناصر مكارم الشيرازي					
					
						 المصدر:  
						الأخلاق في القرآن
						 المصدر:  
						الأخلاق في القرآن					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج2/ ص19-21
						 الجزء والصفحة:  
						ج2/ ص19-21					
					
					
						 2024-12-02
						2024-12-02
					
					
						 1109
						1109					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				وقد ورد في المصادر الروائية أحاديث كثيرة على مستوى ذمّ التكبّر وبيان حقيقته ونتائجه الوخيمة على الفرد في حركة الحياة والواقع وطرق علاجها ولا يسعنا ذكر هذه الروايات بأجمعها في هذا المختصر ، ولكننا نكتفي منها بما يلي :
1 ـ ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «ايَّاكُمْ وَالْكِبْرَ فَانَّ ابْلِيسَ حَمَلَهُ الْكِبْرُ عَلَى أَنْ لَا يَسْجُدَ لِآدَمَ» ([1]).
2 ـ وهذا المعنى نفسه ورد بتعبير آخر في خطب نهج البلاغة حيث نقرأ في الخطبة القاصعة كلاماً كثيراً عن (تكبّر إبليس) والنتائج المترتبة على ذلك حيث يقول : فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس اذ احبط عمله الطويل وجهده الجهيد ... عن كبر ساعة واحدة فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته ([2]).
إنّ العبارات المثيرة أعلاه تبين جيداً أنّ التكبّر والأنانية وحالة الفوقية الّتي يعيشها إبليس والإنسان بإمكانها أن تفضي ، ولو في لحظات قليلة ، إلى أخطر العواقب الوخيمة وكيف أنّها كالنار المحرقة الّتي تأتي على الأخضر واليابس من الأعمال الصالحة فتحرقها وتجعلها رماداً منثوراً وتتسبب في الشقاء الأبدي والعذاب الخالد لصاحبها.
3 ـ وفي حديث آخر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : إحذر الكبر فانه رأس الطغيان ومعصية الرحمن ([3]).
وهذا الحديث الشريف يبين هذه الحقيقة ، وهي أن مصدر الكثير من الذنوب والخطايا هي حالة الكبر والفوقية الّتي يعيشها الإنسان بالنسبة إلى الآخرين.
4 ـ وفي حديث آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ما دخل قلب امرء شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك! قل ذلك أو كثر ([4]).
5 ـ وفي اصول الكافي ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «اصُولُ الْكُفْرِ ثَلَاثَةٌ ، الْحِرْصُ وَالْاسْتِكْبَارُ وَالْحَسَدُ ، فَأمَّا الْحِرْصُ فَانَّ آدَمَ حِينَ نُهِىَ عَنِ الشَّجَرَةِ حَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَى أنْ اكَلَ مِنْهَا ، وَامَّا الْاسْتِكْبَارُ فإبليس حَيْثُ امِرَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ فَأبى ، وَامَّا الْحَسَدُ فَابْنَا آدَمَ ، حَيْثُ قَتَلَ احَدُهُمَا صَاحِبَهُ» ([5]).
وعليه فإنّ أوّل الذنوب الّتي نشأت على الأرض كان مصدرها هذه الثلاثة من الصفات الأخلاقية الذميمة.
6 ـ وفي حديث آخر عن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) قالا : «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ» ([6]).
7 ـ وفي حديث آخر عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال : «اقْبَحُ الْخُلْقِ التَّكَبُّرُ» ([7]).
إنّ الأحاديث الإسلامية الواردة في المصادر الروائية كثيرة في هذا الباب ولكن هذا المقدار المعدود من هذه الأحاديث يكفي لبيان شدّة قبح هذه الرذيلة.
فقد قرأنا في الأحاديث المذكورة آنفاً أنّ الكبر هو مصدر الذنوب الاخرى ، وعلامة على نقصان العقل ، وسبباً لإهدار طاقات الإنسان وقواه المعنوية ، ويعتبر من أقبح الرذائل الأخلاقية بحيث إنّه يتسبب في حرمان الإنسان من دخول الجنة في نهاية المطاف ، وكلّ واحد من هذه الامور بحدّ ذاته يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في ردع الإنسان عن التحرّك في هذا الاتجاه وسلوك طريق التكبّر ، فكيف بأن يتصف بمثل هذه الصفة الذميمة الّتي تؤدي إلى سقوطه من مقام الإنسانية ومرتبة الإيمان في حركة التكامل المعنوي.
[1] كنز العمال ، الحديث 7734.
 
[2] نهج البلاغة ، الخطبة 192 (الخطبة القاصعة).
 
[3] غرر الحكم ، الحديث 2609.
 
[4] بحارالأنوار ، ج 75 ، ص 186.
 
[5] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 289 ، ح 1.
 
[6] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 310.
 
[7] غرر الحكم ، الحديث 2898.
 
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  العجب والتكبر والغرور
					 الاكثر قراءة في  العجب والتكبر والغرور 					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة