الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
نحن مخلوقات بيئتنا
المؤلف: البروفيسور روي تايلور
المصدر: حياة بلا داء السكّري
الجزء والصفحة: ص 156 ــ 167
2024-10-19
337
ما السبب في الارتفاع الكبير في معدلات البدانة في العقود القليلة الماضية؟ غالبًا ما توجه أصابع الاتهام وهناك قدر كبير من الغمغمة حول الكسل والشره. من الواضح أنه لا يمكن لأي جينات بدانة أن تكون قد أصبحت سائدة في جيل أو جيلين. ولكن الجميع اليوم هم أثقل وزنا مما سيكونونه لو أنهم عاشوا في العام 1980. يتضمن هذا عادة موجهي أصابع الاتهام. البيئة الحالية التي تعزز التراكم الزائد للدهن هي مشكلة رئيسية للمجتمع ككل. ومن المرجح أن يستمر متوسط وزن الأطفال والشباب بالارتفاع إذا لم يتغير شيء. وصف متطوعو بحثنا، بطريقة مؤثرة غالبا، محن وآلام العيش في عالمنا المهووس بالطعام: كم كان من الصعب الابتعاد عن الإعلان، وحديث وصفات الطعام، أو المناضد المحمّلة بالفطائر والكعك هذا الموضوع كبير وخارج عن نطاق هذا الكتاب، ولكن يمكن تلخيص بعض النقاط الأساسية.
ماذا عن التشريع لتنظيم توفير الأطعمة الضارة في كل مرة يقدم فيها هذا الاقتراح، ترتفع الأصوات الحسنة النية - وبعض الأصوات الحسنة النية بشكل أقل ـ ضده. غالبا ما تسمع ترتيلة المسؤولية الفردية. يجب أن تكون لدينا جميعا حرية الاختيار، هذا ما تصر عليه الأصوات العالية. ولكن الانخفاض الدراماتيكي في وفيات حوادث الطرق التي تلت الاستخدام الإجباري لأحزمة المقاعد وارتداء خوذ الدراجات النارية لم تستحث تعليقا من نفس هذه الأصوات. على نحو مماثل بعد حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، تلا ذلك تحسّنات صحية هامة. كانت هذه أكبر بكثير من أي تحسينات كان من الممكن إنجازها بمناشدة الأفراد. إذا، ماذا عن الطعام؟ بالتأكيد إذا كان بإمكاننا أن نقدم تشريعا حول توفير السجائر السامة، فبإمكاننا التشريع ضد توفير الطعام في ظروف وسعرات حرارية تعد سامة. التحكم بالطعام أصعب، باعتبار أنه أساسي للحياة بكميات معتدلة، ومع ذلك، يجب أن يكون حافز المجتمع لتغيير بيئته الغذائية قويا في المملكة المتحدة، تنفق هيئة الخدمات الصحية الوطنية ما يقدر بـ 6.1 مليار جنيه إسترليني سنويا (أرقام 2014-2015) على معالجة البدانة، ويشكل السكّري من النوع الثاني القسم الأكبر. من الـ 10 مليارات جنيه إسترليني المنفقة على السكّري ككل. ولكن بالإجمال، فإن تكلفة البدانة على الاقتصاد أكبر بكثير من هذا، باعتبار الأيام المفقودة من العمل والتكاليف المباشرة الأخرى يقال إننا ننفق على معالجة البدانة والسكّري سنويا أكثر مما نفعل على الشرطة، ودائرة إطفاء الحرائق، والنظام القضائي معا، أمر مؤسف. ينبغي لدافعي الضرائب أن يعرفوا، خصوصا أن معدلات البدانة تبدو مهيأة للارتفاع.
تأثير البدانة على البيئة يستحق أيضا مزيداً من الاهتمام إذا ازداد متوسط مؤشر كتلة الجسم لمجموعة سكانية تعدادها مليار شخص بنفس معدل التغير في المملكة المتحدة بين العامين 1970 و2010، فمن المقدر أن تكاليف إنتاج الطعام الإضافي والنقل لهؤلاء الناس الأثقل وزنا ستزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 19%، أو 1.4 جيجا طن في السنة. ليس هذا مقدارا تافها. باعتبار أن الإنتاج العالمي لثاني أكسيد الكربون يصل إلى نحو 12 جيجا طن.
تواجه المجتمعات تحديّا كبيرا. تعمل شركات الأغذية الدولية الكبرى على حماية الأرباح. وتكرّس مبالغ كبيرة من المال لنشر المعلومات المضللة واستمالة السياسيين بكثرة الحديث تماما كما فعلت شركات التبغ الكبرى قبل التشريع. غالبا ما يتم ذلك عبر مؤسسات أو مجموعات أبحاث رنانة، يتم تقديمها في وسائل الإعلام على أنها (خلية تفكير نافذة).... لعل أفضل مثال موثق لمكائد شركة كبيرة هو الحملة المدارة من قبل منتج رئيسي للمشروبات السكّرية لحماية مبيعاته في الصين. التي تعد سوقا كبيرًا، من خلال إنشاء مجموعة أبحاث واستشارات، وإدخالها ضمن وكالة حكومية عبر صلات سياسية، استطاعت الشركة أن تفسد حملة الصحة العامة ضد البدانة وقد فعلت ذلك بضمان اقتصار حملة الإعلان المضادة للبدانة على تشجيع ممارسة الرياضة البدنية دون أي كلام عن الطعام أو المشروبات عالية السعرات الحرارية. هذه النصيحة الصحية الصادرة عن المنتج حملت ختم الجهاز الحكومي وهكذا تمت حماية المبيعات واستمرت معدلات البدانة بالارتفاع.
ولكن هل هذا خطأ في الديمقراطيات الغربية، نتوقع من الشركات أن تنتج سلعا أو خدمات وتحقق أرباحا لمساهميها. وتكتيكات التسويق الذكية مبررة لتحقيق هذه الأهداف. لا تكمن المشكلة في التجارة بل في الافتقار إلى التنظيم، الذي سيترك بيئة تعامل متكافئة الفرص للمنافسة. التعريف الواضح بالسعرات الحرارية للمنتج، والحد من منافذ بيع الأطعمة السريعة قرب المدارس، وخفض محتوى السعرات الحرارية في الوجبات الخفيفة، والحد من صفقات الوجبات الضخمة والوجبة الثانية المجانية تمثل جميعًا بعضا من الطرق التي يمكن بها بناء بيئة تعامل جديدة متكافئة الفرص تتنافس فيها المصالح التجارية بحرية في الوقت الحالي، هناك بضعة سياسيين مستعدون للتصدي لمسؤولياتهم. قبل بضع سنوات فقط ألغى وزير صحة في المملكة المتحدة وكالة المعايير الغذائية مع خبرائها المستقلين، واستبدلها بهيئة مؤلفة في معظمها من ممثلين عن صناعة الأغذية منذ ذلك الحين، أبطل بعض الضرر الناتج، ولكن ليس بوسعنا إلا أن نتساءل عما قبع وراء هذا القرار.
الخطوة الأولى في اتجاه إصلاح بيئتنا غير المؤاتية ستكون في تمييز عدم صوابية قبول الأطراف السياسية للتمويل من شركات الأغذية الكبرى. الإضافة الأخيرة لضريبة السكر على المشروبات الغازية في المملكة المتحدة هي خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح.
خمسة في اليوم للمشرِّعين
خطوات بسيطة لتقليل مأخوذ الطعام للسكّان. هناك عدة خطوات أخرى قابلة أيضا للتطبيق، ولكن هذه ستكون جيدة كبداية.
1ـ قيود على منافذ بيع الأطعمة السريعة العاملة قرب المدارس.
2ـ تنظيم للسكّر المضاف والدهن في الوجبات المعالجة / الجاهزة
3ـ تعريف بمحتوى السعرات الحرارية للأصناف المستهلكة ذات الاستعمال الواحد (مثل الأطعمة السريعة والوجبات الجاهزة، ووجبات المطاعم، والكعكات الفردية في المقاهي) بصورة واضحة، ومرئية، وسهلة الفهم
4ـ تنظيم لصفقات الوجبات الضخمة والوجبة الثانية المجّانية
5ـ استمرار ضريبة السكّر على المشروبات المحلّاة بالسكر.