1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

مداراة الزوجة

المؤلف:  الشيخ توفيق حسن علوية

المصدر:  مائة نصيحة للزوج السعيد

الجزء والصفحة:  ص35ــ37

2024-10-08

139

الزوج السعيد هو الذي يعمل على مداراة الزوجة مداراة تشكل مرونة طيبة على صعيد الحياة الزوجية .

ولا ريب بأن المداراة تعني مراعاة حال الزوجة ولا تعني النفاق والعياذ بالله، فإذا ما رأى الزوج بأن الزوجة اخطأت في مجال ما من المجالات فإنه يعمل على إصلاح الخطأ دون أذية مشاعرها، وتنقيص قيمتها، وعدم مباركة جهودها فيقول لها بلسان المداراة: لقد قمت بجهد عظيم وهذا يدل على نباهتك وفطنتك ولكن أود إلفات عنايتك بكل لطف ومودة إلى أن هذه النقطة لو أتت بهذا الشكل لكان خيراً لك ولي .

وعند ذلك تغير الزوجة سلوكها اتجاه هذا الأمر الخاطئ إلى مسلك آخر دون أي اعتراض أو امتعاض لماذا؟؟ لأن لسان الزوج كان رطباً وحلواً ولم ينكر عليها حسن نيتها، فنظر إلى العمل بعين اللا رضى ونظر إلى العاملة ـ أي الزوجة ـ بعين الرضى .

إن الزوج الذي يريد النظر دوماً إلى زوجته بعين السخط على كل خطأ تخطئه ـ وباعتبار أن الإنسان يقع دوماً في الأخطاء ـ هو ـ أي الزوج ـ يبقي زوجته في دائرة السخط دوماً، وهذا سوف يؤدي حكماً إلى أحد أمرين إما الفراق وإما العيش في حياة السخط وعدم الرضى، أما إذا قام الزوج بعملية المداراة بشكل يعمل فيه على أساس القضاء على الأخطاء بطريقة جذابة وغير مثيرة للمشاكل ولا مؤدية للمتاعب، وبالتالي بطريقة غير مباشرة؛ فإن عملية المداراة هذه سوف تريحه إلى ما يحب ويرضى، وأنا أؤكد بأن الزوجة لنفسها سوف تسأله عن صحة ما تفعله وعن خطأ ذلك كلما قامت بفعل مشترك أو منفرد لماذا ؟؟ بكل بساطة لأنه عودها عدم السخط عليها؛ جلّ ما في الأمر أنه يسخط من نفس الفعل وهو سهلٌ عليها تغييرها طالما أن شخصها الكريم لا يتعرض لأي تعيير أو أذى.

ومن هنا نعلم بأن المداراة تعني الرفق؛ يعني يقوم الزوج بعملية رفق بالمرأة.

قال صاحب جامع السعادات: ((المداراة قريب من الرفق معنى، لأنها ملائمة للناس، وحسن صحبتهم، واحتمال أذاهم، وربما فرق بينهما باعتبار تحمل الأذى في المداراة دون الرفق، وقد ورد في مدحها وفوائدها الدنيوية والأخروية أخبار كثيرة كقول النبي (صلى الله عليه وآله): ((المداراة نصف الإيمان))، وقوله (صلى الله عليه وآله): ((ثلاث من لم يكن فيه لم يتم عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل)) وقوله (صلى الله عليه وآله): ((أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض))، وقول الباقر (عليه السلام): ((في التوراة مكتوب: فيما ناجى الله عزّ وجلَّ به موسى بن عمران (عليه السلام): یا موسی أكتم مكتوم سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ... وقول الصادق (عليه السلام): ((جاء جبرائيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: دار خلقي)). وقوله (صلى الله عليه وآله): ((إن قوماً من الناس قلت مداراتهم للناس فنفوا من قريش، وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإن قوماً من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع... ثم قال: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداً واحدة ويكون عنه أيدي كثيرة))(1).

إن الزوج إذا تأمل في عبارة ((واحتمال الأذى)) يعرف بأن مداراة الزوجة ليس بالأمر السهل والهين لأن مراعاة حال الزوجة قد لا ينسجم مع مزاجه فيتطلب منه الأمر تحمل أذى الزوجة لأجل مداراتها والرفق بها .

لا ريب بأن ما تقوم به الزوجة تارة يكون مريحاً للزوج ومنسجماً مع مزاجه ورغباته فهنا يتطلب من الزوج شكر زوجته، وتارة يكون ما تقوم به الزوجة منافياً لناموس الشرع الإسلامي فيتطلب من الزوج ردعها ونهيها عن المنكر برفق وشفقة كحال الطبيب، وتارة ثالثة يكون ما تقوم به الزوجة مخالفاً لمزاج الزوج ولرغباته وخصوصياته فيتطلب الأمر من الزوج ها هنا المداراة وموافقة الزوجة حتى يصل إلى درجة كسب رضاها، وعد رضاه عندها من جملة ما يرتئيه هواها، وهذا ينطبق تمام الإنطباق مع قوله: ((لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها...)).

__________________________

(1) جامع السعادات، ج1، ص238.