الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
بعض الأفكار الحديثة الخالية من الدليل / أهمية وجبة الإفطار
المؤلف: البروفيسور روي تايلور
المصدر: حياة بلا داء السكّري
الجزء والصفحة: ص 182 ــ 183
2024-10-05
351
يميل البشر بطبيعتهم إلى التصديق؛ في مختلف المجالات. على سبيل المثال، الكثير يعتقدون بالتنجيم، رغم بعد احتماله. وكذلك العلاجات الشعبية المتناقلة شفويا، غالبًا ما يتم تقبلها دون سؤال. ذكرت أمور رائعة عن أدوية مسجّلة ببراءة اختراع على مر القرون، وعلى نحو يمكن تفهمه، أراد الناس الذين يعانون من الأمراض ذات الصلة أن يصدقوها. ذكرت دراسة حديثة في مجلة نيو إنغلاند للطب المعتبرة أن الناس في الولايات المتحدة لوحدها ينفقون 13 مليار دولار سنويا على علاجات غير فعالة أو زائفة.
كمثالٍ على هذا، ذكر جون دايموند الراحل في كتابه الرائع زيت الثعبان كيف كان أصدقاؤه ومعارفه يزودونه بمعلومات معينة لعلاج سرطان حنجرته المميت. كصحفي استقصائي، كان قادرًا على التحقق من كل معلومة. للأسف، لم تكن أي منها صحيحة.
ما إن تنتشر فكرة، حتى يكون من الصعب إزالتها، حتى لو لم تكن هناك معلومات موضوعية تساندها. إحدى الخطوات الأولى في الاعتراف بهكذا فكرة هي تسميتها. أحيانا تبدو الأفكار الخالية من الدليل بديهية جدًا بحيث أن الجميع تقريبًا يتقبلها. وأحيانًا تروق لمجموعة من الناس يبدأون في إقناع الجميع بفاعليتها. وأحيانًا يتم تشجيع فكرة معينة لأسباب تجارية.
ـ يُنشر سنويًّا عدد كبير من الدراسات البحثية حول أهمية وجبة الإفطار، عادة في المجلات العلمية الأقل شهرة، ويُروّج لها بشكل كبير في وسائل الإعلام. تظهر معظم هذه الدراسات أن من شأن الناس الذين يأكلون وجبة الإفطار أن يكونوا أنحف من أولئك الذين يهملونها. ولكن مرة أخرى هذا ارتباط، وليس إثباتًا لعلاقة السبب والنتيجة. وهو مختلف تماما عن إظهار أن الناس الزائدي الوزن سيصبحون أنحف إن هم تناولوا وجبة الإفطار. دعنا نلقي نظرة دقيقة على الكيفية التي تعدّ بها الدراسات وما تظهره بالفعل.
على نحو لا يثير الدهشة، غالبًا ما يتم تمويل هذه الدراسات من قبل صناعة حبوب الإفطار. يمكن تعريف الإفطار، كوجبة تؤخذ قبل مغادرة المنزل في الصباح من شأن أولئك الناس ذوي أسلوب الحياة الفوضوي أن لا يأكلوا في المنزل، وإنما يفضلون الأطعمة السريعة (البسكوت، الكعك الصغير المحلى، الرقائق، البرغر) خلال الصباح أو حتى في طريقهم إلى العمل. عادة ما تكون هذه الأطعمة السريعة أو الوجبات الخفيفة غنية بالسعرات الحرارية ولا تشبع الشهية لفترة طويلة. كما أنها تعزز أيضا عادة الأكل بين وجبات الطعام ونحن نعرف أن تناول الوجبات الخفيفة يرتبط على الأرجح بزيادة الوزن. وهكذا بتقييد ما يُعتبر إفطارًا، يتم خلق ارتباط بين كون المرء أثقل وزناً وإلغاء وجبة الإفطار. تدخل هنا مغالطة الارتباط: الناس الأثقل وزنا يتناولون إفطارهم على عجل بدلا من الأكل قبل مغادرة المنزل.
الشعار القائل بأن الإفطار هو أهم وجبة في اليوم ليس سوى مستحضر تجاري ولكنه حوّل إلى أكل صحي. أصبحت الفكرة راسخة بحيث أن تناول الإفطار كل صباح إجباري لكل شخص.
سيفضل بعض الناس أن يتناولوا فقط فنجانا من القهوة أثناء المشي بدلا من الجلوس والأكل. آخذين في الاعتبار أنهم لا يأكلون وجبات خفيفة خلال النهار، تُظهر الدراسات الجيدة التصميم أن مأخوذهم اليومي من السعرات الحرارية يكون أقل بتجنب وجبة إفطار غير مرغوب فيها. ومع ذلك، بالنسبة للناس الذين لا يستطيعون أداء وظائفهم إذا لم يتناولوا فطورهم، فمن الأفضل بكثير أن يأكلوا بالفعل قبل مغادرة المنزل بيضة مسلوقة، ربما؟
الأفراد هم الأفراد، وخرافة أنه لا بد من تناول فطورك إذا أردت أن تكون نحيفا يجب أن يُسدل عليها ستار التاريخ. تبقى القاعدة الذهبية؛ لا تأكل بين الوجبات.
بعض الناس يكتشفون هذا بأنفسهم. يحتوي كتاب ترنس كيلي، الإفطار وجبة خطيرة، على وصف شيق لرحلة اكتشاف شخصية.