x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الإصغاء إلى النصيحة النراقية
المؤلف: الشيخ توفيق حسن علوية
المصدر: مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة: ص116ــ117
2024-09-28
190
الزوج السعيد هو الذي يصغي بإمعان لإيقاظ وموعظة ونصيحة العلامة محمد مهدي النراقي قدس سره، حيث قال:
((فانظر يا حبيبي أين تضع نفسك، فإن الغلبة لو كانت لقوتك الشهوية حتى يكون أكثر همك إلى الشهوات الحيوانية كالأكل والشرب والجماع وسائر النزوات البهيمية، كنت واحداً من البهائم. وإن كانت ـ أي الغلبة ـ لقوتك الغضبية حتى يكون جلّ ميلك إلى المناصب والرياسات الردية، وإيذاء الناس بالضرب والشتم وباقي الحركات السبعية نزلت منزلة السباع، وإن كانت - أي الغلبة - لقوتك الشيطانية حتى يكون غالب سعيك في استنباط وجوه المكر والحيل للوصول إلى مقتضيات قوتي الشهوة والغضب بأنواع الخداع والتلبيسات الوهمية دخلت في حزب الأبالسة، وإن كانت - الغلبة - لقوتك العقلية حتى يكون جدّك مقصوراً على أخذ المعارف الإلهية، واقتفاء الفضائل الخُلقية عرجت إلى أفق الملائكة القادسة، فمن كان عاقلاً غير عدو لنفسه وجب عليه أن يصرف جلّ همه في تحصيل السعادة العلمية والعملية، وإزالة النقائص الكامنة في نفسه، ولتقصر على الأمور الشهوانية، واللذات الجسمانية بقدر الضرورة، بأن يكتفي من الغذاء بما يحفظ اعتدال مزاجه وقوام حياته، ولا يكون قصده منه الإلتذاذ بل سد الضرورة ودفع الألم، ولا يضيع وقته في تحصيل أزيد من ذلك، فإن تجاوز عنه فبقدر ما يحفظ رتبته ولا يوجب مهانته وذلته، ومن اللباس بقدر ما يستر العورة، ويدفع الحر والبرد فإن تجاوز عن ذلك فبقدر ما لا يؤدي إلى حقارته، ولا يوجب السقوط بين أقرانه وأهل طبقته ومن الجماع بقدر ما يحفظ نوعه ويبقي نسله، وإن تعدى فبقدر ما لا يخرجه عن السنة، وليحذر عن الإنهماك في مقتضيات قوتي الشهوة والغضب لأنه يوجب الشقاوة الدائمة، والهلاكة السرمدية، فالله الله في نفوسكم معاشر الأخوان أدركوها قبل أن تغرقوا في بحار المهالك، وتنبهوا عن نوم الغفلة قبل أن تنسد عليكم السبل والمهالك، وبادروا إلى تحصيل السعادات قبل أن تستحكم فيكم الملكات المهلكة، والعادات المفسدة، فإن إزالة الرذائل بعد استحكامها في غاية الصعوبة، والمجاهدة مع أحزاب الشياطين بعد الكبر قلما يفيد الأثر، والغلبة على النفس الأمارة بعد ضعف الهرم في غاية الإشكال، إلا أنه في أي حال لا ينبغي أن تيأسوا من روح الله، فاجتهدوا بقدر القوة والإستطاعة، فإنه خير من التمادي في الباطل فلعل الله يدرككم بعظيم رحمة))(1).
____________________________
(1) جامع السعادات، ج1، ص44ــ45.