الرياء في كلام رسول الله "ص"
المؤلف:
مركز المعارف للتأليف والتحقيق
المصدر:
نهج الرسول
الجزء والصفحة:
ص145-148
2024-09-01
1237
مفاسد الرياء
ما رواه شدّاد بن أوس، قال:
- دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَرَأَيْتُ فِي وَجْهِهِ مَا سَاءَنِي، فَقُلْتُ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ فَقَالَ: «أَخَافُ عَلَى أُمَّتِيَ الشِّرْكَ، فَقُلْتُ: أَيُشْرِكُونَ مِنْ بَعْدِكَ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَعْبُدُونَ شَمْساً ولَا قَمَراً ولَا وَثَناً ولَا حَجَراً ولَكِنَّهُمْ يُرَاءُونَ بِأَعْمَالِهِمْ والرِّيَاءُ هُوَ الشِّرْكُ كَلَّا ﴿فَمَن كَانَ يَرجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا﴾[1]»[2].
وروي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
- «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ اللَّهِ ﴿فَمَن كَان يَرجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ...﴾[3] مَنْ صَلَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، ومَنْ زَكَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، ومَنْ صَامَ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، ومَنْ حَجَّ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ ومَنْ عَمِلَ عَمَلًا مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ مُرَاءَاةٍ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «إِنَ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجاً بِهِ، فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ، إِنَّهُ لَيْسَ إِيَّايَ أَرَادَ بِهَا»[5].
عقوبة الرياء
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
- «وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَجْتَلِبُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنْ لِينِ أَلْسِنَتِهِمْ، كَلَامُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرُونَ فَوَ عِزَّتِي وجَلَالِي لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً تَذَرُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ»[6].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِالدُّنْيَا فَيُمَيَّزُ مِنْهَا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ ومَا كَانَ لِغَيْرِهِ رُمِيَ بِهِ فِي النَّار»[7].
علامة الرياء
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
- «أَمَّا عَلَامَةُ الْمُرَائِي فَأَرْبَعَةٌ: يَحْرِصُ فِي الْعَمَلِ لِلَّهِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، ويَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، ويَحْرِصُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ عَلَى الْمَحْمَدَةِ، ويُحْسِنُ سَمْتَهُ بِجُهْدِه»[8].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَا زَادَ خُشُوعُ الْجَسَدِ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ فَهُوَ عِنْدَنَا نِفَاقٌ»[9].
علاج الرياء
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
- «يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللَّهَ ولَا تُرِ النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ فَيُكْرِمُوكَ وقَلْبُكَ فَاجِرٌ»[10].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «يَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَ مِنْ نَفْسِكَ الْخُشُوعَ والتَّوَاضُعَ لِلْآدَمِيِّينَ وأَنْتَ فِيمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ رَبِّكَ مُصِرٌّ عَلَى الْمَعَاصِي والذُّنُوبِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَعلَمُ خَائِنَةَ ٱلأَعيُنِ وَمَا تُخفِي ٱلصُّدُورُ﴾»[11].
علاج وسوسة الشيطان بالرياء
وروي عن الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) أنّه قال:
- «قُلْنَا: يَا رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الرَّجُلُ مِنَّا يَصُومُ ويُصَلِّي فَيَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ إِنَّكَ مُرَاءٍ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): فَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئاً وأَنَا أَعْلَمُ، وأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ»[12].
[1] سورة الكهف، الآية 110.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص233.
[3] سورة الكهف، الآية 110.
[4] تفسير القمّي، ج2، ص21؛ بحار الأنوار، ج84، ص348.
[5] الكافي، ج2، ص295، ح7.
[7] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص5.
[9] الكافي، ج2، ص396، ح6.
[10] الأمالي (الطوسي)، ص525، ح1162.
[11] مكارم الأخلاق، ص466.
الاكثر قراءة في التراث النبوي الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة