حُبّ الدنيا في كلام رسول الله "ص"
المؤلف:
مركز المعارف للتأليف والتحقيق
المصدر:
نهج الرسول
الجزء والصفحة:
ص129-134
2024-08-28
1256
صفة الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ واللَّهُ مُسْتَعْمِلُكُمْ فِيهَا فَانْظُرُوا كَيْفَ تَعْمَلُون»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا مُكَاثِراً مُفَاخِراً لَقِيَ اللَّهَ وهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، ومَنْ طَلَبَهَا اسْتِعْفَافاً عَنِ الْمَسْأَلَةِ وصِيَانَةً لِنَفْسِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ووَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ ومَنْزِلُ بُلْغَةٍ وعَنَاءٍ قَدْ نَزَعَتْ عَنْهَا نُفُوسُ السُّعَدَاءِ وانْتَزَعَتْ بِالْكُرْهِ مِنْ أَيْدِي الْأَشْقِيَاءِ، فَأَسْعَدُ النَّاسِ بِهَا أَرْغَبُهُمْ عَنْهَا، وأَشْقَاهُمْ بِهَا أَرْغَبُهُمْ فِيهَا، فَهِيَ الْغَاشَّةُ لِمَنِ اسْتَنْصَحَهَا والْمُغْوِيَةُ لِمَنْ أَطَاعَهَا والْخَاتِرَةُ لِمَنِ انْقَادَ إِلَيْهَا...»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، ولَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ، ويَطْلُبُ شَهَوَاتِهَا مَنْ لَا فَهْمَ لَهُ، وعَلَيْهَا يُعَادِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ، وعَلَيْهَا يَحْسُدُ مَنْ لَا فِقْهَ لَهُ، ولَهَا يَسْعَى مَنْ لَا يَقِينَ لَهُ، مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ كَثُرَ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ غَمُّه»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «لَا تَسُبُّوا الدُّنْيَا فَنِعْمَتْ مَطِيَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَعَلَيْهَا يَبْلُغُ الْخَيْرُ، وبِهَا يَنْجُو مِنَ الشَّرِّ، إِنَّهُ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَعَنَ اللَّهُ الدُّنْيَا، قَالَتِ الدُّنْيَا: لَعَنَ اللَّهُ أَعْصَانَا لِرَبِّه»[5].
آثار حبّ الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ...»[6].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ أَصْبَحَ والدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ؛ وأَلْزَمَ قَلْبَهُ أَرْبَعَ خِصَالٍ: هَمّاً لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ أَبَداً، وشُغُلًا لَا يَنْفَرِجُ مِنْهُ أَبَداً، وفَقْراً لَا يَبْلُغُ غِنَاهُ أَبَداً، وأَمَلًا لَا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ أَبَدا»[7].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ طَالَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ شَقَاؤُهُ وغَمُّهُ»[8].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ وسُرَّ بِهَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ»[9].
أهل الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «مَا لِي أَرَى حُبَّ الدُّنْيَا قَدْ غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ كُتِبَ، وكَأَنَّ الْحَقَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ وَجَبَ، وحَتَّى كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا ويَرَوْا مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ، سَبِيلُهُمْ سَبِيلُ قَوْم سَفرٍ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْهِمْ رَاجِعُونَ، بُيُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ ويَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ [أَ] مَا يَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ، لَقَدْ جَهِلُوا ونَسُوا كُلَّ وَاعِظٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وآمَنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سُوءٍ. ولَمْ يَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ وبَوَائِقَ حَادِثَة...»[10].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُنَاسٌ يَأْتُونَ الْمَسَاجِدَ فَيَقْعُدُونَ فِيهَا حَلَقاً، ذِكْرُهُمُ الدُّنْيَا وحُبُّ الدُّنْيَا، فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَة»[11].
الحزن على الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ- تَقَطَّعَتْ نَفَسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ، ومَنْ رَمَى بِنَظَرِهِ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِهِ- كَثُرَ هَمُّهُ ولَمْ يُشْفَ غَيْظُهُ، ومَنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَةً- لَا [إِلَّا] فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ- فَقَدْ قَصُرَ عَمَلُهُ ودَنَا عَذَابُهُ- ومَنْ أَصْبَحَ عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً- أَصْبَحَ عَلَى اللَّهِ سَاخِطاً- ومَنْ شَكَا مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ»[12].
الزهد في الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ»[13].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، واعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ، وإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ، ومِنْ شَبَابِكَ لِهَرَمِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِوَفَاتِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً»[14].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَا لِي ولِلدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلِي ومَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَرُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فَقَام تَحْتَ ظِلِّهَا سَاعَةً ثُمَّ رَاح، ومَنْ رَأىَ الدُّنيَا بهذِهِ العَيْن لمْ يَرْكَنْ إلَيْهَا، ولَمْ يُبَالِ كيْفَ انقَضَتْ أيّامُهُ فِي ضَرّ وضِيقٍ أو فِي سَعَةٍ ورَفَاهيّة، بل لا يَبنِي لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ»[15].
الدنيا والآخرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الْآخِرَةِ»[16].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «أَيُّهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ واسْعَوْا فِي مَرْضَاتِهِ، وأَيْقِنُوا مِنَ الدُّنْيَا بِالْفَنَاءِ ومِنَ الْآخِرَةِ بِالْبَقَاءِ، واعْمَلُوا لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، فَكَأَنَّكُمْ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ وبِالْآخِرَةِ لَمْ تَزَلْ، أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ مَنْ فِي الدُّنْيَا ضَيْفٌ ومَا فِي أَيْدِيهِمْ عَارِيَّةٌ، وإِنَّ الضَّيْفَ مُرْتَحِلٌ والْعَارِيَّةَ مَرْدُودَةٌ، أَلَا وإِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ والْفَاجِرُ، والْآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهَا مَلَكٌ عَادِلٌ قَادِرٌ، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَظَرَ لِنَفْسِهِ ومَهَّدَ لِرَمْسِهِ مَا دَامَ رَسَنُهُ مُرْخِياً وحَبْلُهُ عَلَى غَارِبِهِ مُلْقِياً قَبْلَ أَنْ يَنْفَدَ أَجَلُهُ ويَنْقَطِعَ عَمَلُه»[17].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى والْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْقَنَاعَةَ فِي قَلْبِهِ وجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ ولَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، ومَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى والدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ولَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِّمَ لَهُ»[18].
[1] كنز الفوائد، ج1، ص351؛ صحيح ابن حبان، ج8، ص16(قريب منه).
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص153.
[3] أعلام الدين، ص342؛ بحار الأنوار، ج77، ص187، ح10.
[4] إرشاد القلوب، ج1، ص186؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص 73، 130؛ كنز العمال، ج3، ص727(الجملتان الاولتان).
[5] أعلام الدين، ص335؛ إرشاد القلوب، ج1، ص176.
[6] التحصين، ص27؛ عوالي اللئالي، ج1، ص27.
[7] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص130.
[8] إرشاد القلوب، ج1، ص186؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص 73، 130؛ مشكاة الأنوار، ص467، ح1560.
[9] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص179.
[10] الكافي، ج8، ص168، ح190.
[11] إرشاد القلوب، ج1، ص186؛ مستدرك الوسائل، ج12، ص315، ح14183.
[12] تفسير القمّي، ج1، ص383؛ بحار الأنوار، ج73، ص89، ح58.
[13] كنز الفوائد، ج2، ص162.
[14] أعلام الدين، ص339؛ الأمالي (الطوسي)، ص381، ح819.
[15] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص147؛ كشف الغمّة، ج2، ص122.
[16] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص183.
[17] أعلام الدين، ص344، ح36.
الاكثر قراءة في التراث النبوي الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة