1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النبي الأعظم محمد بن عبد الله

أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)

آبائه

زوجاته واولاده

الولادة والنشأة

حاله قبل البعثة

حاله بعد البعثة

حاله بعد الهجرة

شهادة النبي وآخر الأيام

التراث النبوي الشريف

معجزاته

قضايا عامة

الإمام علي بن أبي طالب

الولادة والنشأة

مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)

حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله

حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)

حياته في عهد الخلفاء الثلاثة

بيعته و ماجرى في حكمه

أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته

شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة

التراث العلوي الشريف

قضايا عامة

السيدة فاطمة الزهراء

الولادة والنشأة

مناقبها

شهادتها والأيام الأخيرة

التراث الفاطمي الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي المجتبى

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)

التراث الحسني الشريف

صلح الامام الحسن (عليه السّلام)

أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته

شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة

قضايا عامة

الإمام الحسين بن علي الشهيد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)

الأحداث ما قبل عاشوراء

استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء

الأحداث ما بعد عاشوراء

التراث الحسينيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن الحسين السجّاد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)

شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)

التراث السجّاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الباقر

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)

شهادة الامام الباقر (عليه السلام)

التراث الباقريّ الشريف

قضايا عامة

الإمام جعفر بن محمد الصادق

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)

شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)

التراث الصادقيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام موسى بن جعفر الكاظم

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)

شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)

التراث الكاظميّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن موسى الرّضا

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)

موقفه السياسي وولاية العهد

شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة

التراث الرضوي الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الجواد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

التراث الجواديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن محمد الهادي

الولادة والنشأة

مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

التراث الهاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي العسكري

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

التراث العسكري الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن الحسن المهدي

الولادة والنشأة

خصائصه ومناقبه

الغيبة الصغرى

السفراء الاربعة

الغيبة الكبرى

علامات الظهور

تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى

مشاهدة الإمام المهدي (ع)

الدولة المهدوية

قضايا عامة

سيرة الرسول وآله : الإمام محمد بن الحسن المهدي : خصائصه ومناقبه :

شمس النبي صلى الله عليه وآله تتجلى بالإمام المهدي عليه السلام

المؤلف:  الشيخ علي الكوراني

المصدر:  الحق المبين في معرفة المعصومين

الجزء والصفحة:  ص596-607

2024-08-04

334

بمناسبة هذه الليلة التي هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، نتوجه جميعاً إلى ولي نعمة العالم صلوات الله عليه : اللهم بحق هذه الليلة ومولودها . . .

روى علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، عن أحمد بن إدريس الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن أبي عمير الأزدي ، عن حماد بن عثمان الناب ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، عن الإمام باقر العلوم عليه السلام في قول الله عز وجل : وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَار إِذَا تَجَلَّى ؟ قال : النهار هو القائم منا أهل البيت ، إذا قام غلب دولة الباطل . والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس ، وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا ) .

والرواية من ناحية السند صحيحة ، فسندها ستة من أعاظم مشايخ المحدثين رضوان الله عليهم ، فعلي بن إبراهيم شيخ القميين ، وأحمد بن إدريس الأشعري من مشايخ الحديث الثقات ، وكذا محمد بن عبد الجبار ، وأما محمد بن أبي عمير الأزدي فقد أجمعت الطائفة وعملت بمسانيده ومراسيله ، وبعده حماد بن عثمان الناب ، وبعده محمد بن مسلم ، وهؤلاء الثلاثة من أصحاب الإجماع الذين أجمعت الطائفة على تصحيح ما يصح عنهم . وتمتاز هذه الرواية أيضاً بأن راويها محمد بن مسلم الثقفي رحمه الله أحد الأربعة الذين هم بنص الإمام عليه السلام أمناء الله على حلاله وحرامه ، وأوتاد الأرض ، وأركان الدين ! فهذه الخصوصيات في السند قلما تجتمع في رواية .

أما من ناحية الدراية فلا تكفي هذه الفرصة إلا لقطرات من بحرها :

ولكي يكتمل فهمنا لقوله تعالى في سورة الليل : وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ، ينبغي أن نقارنها بسورة الشمس : وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا . . فالبدء في سورة الشمس من الشمس إلى النهار ، والبدء هنا من الليل إلى النهار ! والنهار هناك يجلِّي الشمس بالتفعيل ، أما هنا فهو يتجلى ، بالتفعل !

وفي قول الإمام الباقر عليه السلام : والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس ، وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا ، مطالب عميقة خفية .

فما هي تلك التجلية ، وهذا التجلي ، ولماذا التعدي هنا واللزوم هناك ؟

وما هي تلك الشمس ، وذلك النهار ؟

ما هو تفسير ذلك ، وما هو تأويله ، وهدفه الذي يرمي إليه ؟ !

إن الشمس في المنظومة الشمسية هي المحور ، وهي مشعل الحياة ، وعملها أنها تنمي بأشعتها الطاقات الكامنة في الموجودات الأرضية ، وتوصلها إلى كمالها المناسب لها .

أما منظومة العالم الكبير فهي منظومة محيرة ، لم يفهمها إلا الخواص من أولي الألباب ، ولها لب ولها قشر ، أي أنها تنقسم إلى عالم ظاهري وعالم باطني ، وقد أشار إلى كليهما القرآن .

وباطن العالم له منظومة أيضاً ، فمنظومة الملكوت توازي منظومة الملك . وشمس هذه المنظومة ومحورها ذات نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بحكم برهان العقل والنقل ، فمقام خاتمية الأنبياء عليهم السلام هو مقام الإنسان الأول الذي لا ثاني له ، وثانيه إنما هو وجود تنزيلي ، أما الوجود الحقيقي فهو منحصر بفرد لا يتثنى ولا يتكرر ، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله . وهو آية الاسم الواحد والأحد عز وجل ، لم يكن له ثان ولا يكون ، وهو قوله تعالى : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا . ونسبة الوجود التنزيلي إليه صلى الله عليه وآله نسبة القمر إلى الشمس ، وهو معنى قوله تعالى : فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ . . . وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ . ( سورة آل عمران : 61 ) ، وهو معنى قوله صلى الله عليه وآله : أنا أديب ربي ، وعلي أديبي . ومعنى قول الله تعالى : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا .

إن بناء السورتين ، والإنتقاء الرباني لألفاظهما ، والعلاقة الجدلية بينهما ، كل واحد منها يتضمن أسراراً عظيمة تبهر العقول ! وكم أتأسف لأنا لم نفهم القرآن كما يجب ، ولا أدينا حق بحوثه .

إن انبساط نور الشمس في ضحاها يعني انبساط نور النبي صلى الله عليه وآله في عالم الملكوت ، والنهار إذا جلاها يعني تجلي خاتمية النبوة بخاتمية الإمامة بالإمام المهدي عليه السلام ! وهي إشارة قرآنية كافية لأن تدرك مقام الإمام المهدي عليه السلام فأي سر فيه صلوات الله عليه أوجب التعبير في هذا الصحيح من الدرجة الأولى الذي لا شك في صدوره عن منبع الوحي ، بأنه هو المقصود بقوله تعالى : وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ؟ !

إنه صلوات الله عليه قوس النهار في منظومة عالم الملكوت ، الذي لا يفهم أحد حقيقة دوره وتأثيره الآن في منظومة عالم الملكوت ، ولماذا ادخره الله تعالى وجعل دوره في آخر الزمان ؟ وماذا سيحقق على يده عند ظهوره الموعود ؟ ! إنها حقائق كبيرة ثابتة ، ومذهلة !

فكروا في قوله تعالى : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا . وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا . فمن الذي يجلي شمس خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله ويظهرها ؟

قال بعض المفسرين إنها الأرض أو الظلمة ، فهي التي تجلي الشمس !

لكن السياق وأصالة عدم التقدير يدلان على أن الذي يجليها هو النهار ، فهو الإمام المهدي خاتم الأئمة عليه السلام ، الذي يجلي شمس خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله !

هل ترانا عرفنا الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه ؟ !

إن ما نصل إليه من قشور في معرفة شخصيته المقدسة ، إنما هو على قدر فهمنا ، وليس على قدر شخصيته ! فأنَّى لنا أن نفهم الذي يمثل شمس خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله في منظومة عالم الملكوت ، ويجليها في ظهوره الموعود بوعد ربه ؟ ! وعالم الملكوت أعم من عالم الدنيا والبرزخ والآخرة !

إنه صلوات الله عليه هو الذي يجلي شمس نبوة نبينا صلى الله عليه وآله التي مقدماتها نبوات الأنبياء عليهم السلام ، وينشر ضحاها على كل عوالم الوجود ! ففي نظام العالم يوجد خاتمان لا أكثر ، أولهما خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله والثاني خاتم الأوصياء والحجج عليه السلام !

السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان ، يا من قبل مجيئه لا يتم بسط نور شمس الخاتمية . . السلام على الحق الجلي ، والنهار إذا جلاها : وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً . ( سورة الإسراء : 81 )

أنت الذي أنزل الله تعالى في حقه : وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ . ( الزمر : 69 ) ،

أنت الذي ذخرك الله تعالى ليسرَّ بظهورك جميع الأنبياء عليه السلام ، وينهي معاناتهم ، ويختم محنتهم ، ويحقق على يدك ثمرة بعثاتهم : وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا .

وأنت الذي على يدك يتنجز ضحى بعثة جدك المصطفى صلى الله عليه وآله وضحى شمسه المقدسة ، ويتحقق الغرض من خلق البشر والعالم .

إقرؤوا عن الإمام صاحب الزمان عليه السلام واعرفوه وعرِّفوا الناس به ، فكلكم ولله الحمد فضلاء ، وكثير منكم علماء من مستوى جيد ، فواجبكم استخراج جواهر المعرفة من كلمات المعصومين صلوات الله عليهم ، وإيصالها إلى أيتام الإمام صاحب الزمان عليه السلام الذين هم في عصر الغيبة متعطشون حيارى ! عرفوا هذه الجواهر لأصحابها الموالين ، عرفوهم على مواليهم عليهم السلام !

لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله اسمان اسم في السماء ( أحمد ) واسم في الأرض ( محمد ) وهذان الإسمان وضعهما الله تعالى له ، ولم يجمعا في العالم إلا في الحجة بن الحسن عليه السلام !

هذا بابٌ ، والباب الثاني أن أحداً لم يجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وآله وكنيته إلا الحجة بن الحسن عليه السلام ، فاسمه اسم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وكنيته أبو القاسم . ومضافاً إلى هذا فقد جمع كنى الأئمة المعصومين كلها عليهم السلام ، ولهذا معنى بليغ . فانظروا إلى أحاديث المعراج ، حيث رأى النبي صلى الله عليه وآله من ملكوت الله ما رأى ! وعندما رأى أنوار الأئمة الاثني عشر من عترته عليهم السلام رأى نور المهدي من بينهم يتلألأ كأنه كوكب دري ، فقال : يا رب من هؤلاء ومن هذا ؟ قال : يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك ، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور قوم مؤمنين .[1]

ونظراً لضيق الوقت نكتفي بقول النبي صلى الله عليه وآله في خطبته يوم الغدير ، عندما رفع بيد علي عليه السلام وأبلغ الأمة إمامته من بعده ، وأتم عليهم الحجة فقال : ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه . وأوصى الأمة بعدة وصايا وافتتحها كلها ب‍ ( ألا ) التي هي أداة تنبيه ، ومن هذه الوصايا تنبيهه على مقام الإمام المهدي عليه السلام ، فقد قال صلى الله عليه وآله : ألا إن خاتم الأئمة المهدي . . .

ألا إنه خيرة الله ومختاره .

ألا إنه وارث كل علم والمحيط به .

ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه .

ألا إنه الرشيد السديد . ألا إنه المفوض إليه . ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه . ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ، ولا نور إلا عنده . ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه . ألا وإنه ولي الله في أرضه ، وحكمه في خلقه ، وأمينه في سره وعلانيته . ( الإحتجاج ج 1 ص 61 )[2]

لاحظوا قوله صلى الله عليه وآله في هذه الخطبة : ألا إنه وارث كل علم والمحيط به . . . وقوله صلى الله عليه وآله : ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ، ولا نور إلا عنده . . . لتعرفوا كيف يتحقق به : ( وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا ) .

والأهم من ذلك أن صفة الرحمة للعالمين منحصرة بالنبي صلى الله عليه وآله : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وقد وصف الله تعالى بها الإمام المهدي عليه السلام في حديث اللوح القدسي : وأكمل ذلك بابنه ( م ح م د ) رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ) ! وهو أعلى مقام يعطيه الله تعالى لخاتم الأوصياء عليه السلام خص به خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله .

إن واجبكم أيها الفضلاء أن تتعرفوا على مقامات الإمام المهدي عليه السلام وتعرِّفوا أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله على ما عرفتموه منها ، لأن معرفتها الكاملة غير ممكنة . فبعملنا في تحصيل الفقه وتحصيل معرفة النبي وآله المعصومين صلى الله عليه وآله ، وفي تبليغ الناس أحكام الحلال والحرام ، وتعليمهم مقامات النبي وآله صلى الله عليه وآله ، نأمل أن نكون محل نظر صاحب الزمان ورعايته عليه السلام ، إن شاء الله .

 


[1] في كفاية الأثر للخزاز القمي رحمه الله ص 69 : ( حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد ، قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، قال حدثني أبو علي محمد بن همام ، قال حدثني عامر بن كثير البصري ، قال حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني ، قال حدثنا مسكين بن بكير أبو بسطام ، عن سعد بن الحجاج ، عن هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال هارون : وحدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي ، قال حدثني أبو النصر محمد بن مسعود العياشي ، عن يوسف بن المشحت البصري ، قال حدثنا إسحاق بن الحارث ، قال حدثنا محمد بن البشار ، عن محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن هشام بن يزيد ، عن أنس بن مالك قال : كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي صلى الله عليه وآله ودخل الحسن والحسين صلى الله عليه وآله فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبل أيديهما ، ثم رجع فقعد معنا ، فقلنا له سراً : رأيت رجلاً شيخاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم إلى صبيين من بني هاشم فينكب عليهما ويقبل أيديهما . فقال : نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله لفعلتم بهما أكثر مما فعلت . قلنا : وماذا سمعت يا أبا ذر ؟ قال : سمعته يقول لعلي ولهما : يا علي والله لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفع صلاته وصومه إلا بحبكم . يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده . يا علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى . قال : ثم قام أبو ذر وخرج ، وتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا : يا رسول الله أخبرنا أبو ذر عنك بكيت وكيت . قال : صدق أبو ذر ، صدق والله ، ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر . قال : ثم قال عليه السلام خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم نقلنا إلى صلب آدم ، ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . فقلت : يا رسول الله فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم ؟ قال : كنا أشباحاً من نور تحت العرش نسبح الله تعالى ونمجده ، ثم قال عليه السلام : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل عليه السلام فقلت : حبيبي جبرئيل أفي هذا المقام تفارقني . فقال : يا محمد اني لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي . ثم زج بي في النور ما شاء الله ، فأوحى الله إلي : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا ، ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها علياً فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام بعدك ، وأخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي ، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار .

يا محمد أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب . فنوديت : يا محمد ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن ابن علي والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري . فقلت : يا رب من هؤلاء ومن هذا ؟ قال : يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك ، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور قوم مؤمنين .

قلنا : بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله لقد قلت عجباً . فقال صلى الله عليه وآله : وأعجب من هذا أن قوماً يسمعون مني هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ، ويؤذوني فيهم ، لا أنالهم الله شفاعتي ) .

وفي المحكم والمتشابه ص 25 : ( قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتابه في تفسير القرآن : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول : ( في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن تضمن مجموعة أسئلة لأمير المؤمنين عليه السلام عن آيات القرآن وأحكامه ، منها سؤال عن أقسام النور في القرآن ، وعن قوله تعالى : اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ ( سورة النور : 35 ) ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ( فالمشكاة رسول الله صلى الله عليه وآله والمصباح الوصي ، والأوصياء عليهم السلام والزجاجة فاطمة ، والشجرة المباركة رسول الله صلى الله عليه وآله والكوكب الدري القائم المنتظر عليه السلام الذي يملأ الأرض عدلاً ) . وهو في البحار : 93 / 3 ، عن المحكم والمتشابه .

وفي الطبراني الكبير : 8 / 120 : ( حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن الحسين ، ثنا عنبة بن أبي صغيرة ، ثنا الأوزاعي ، عن سليمان بن حبيب قال : سمعت أبا أمامة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، يوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله من إمام الناس يومئذ ؟ قال : المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري ، في خده الأيمن خال أسود ، عليه عباءتان ( قطوانيتان ) كأنه من رجال بني إسرائيل ، يملك عشرين سنة ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك ) . انتهى .

وقد ورد هذا الوصف للإمام المهدي عليه السلام في أحاديث أخرى كما في عيون أخبار الرضا عليه السلام : 2 / 60 ، وكمال الدين وتمام النعمة ص 252 ، وكفاية الأثر ص 136 ، وص 185 ، والغيبة للطوسي ص 147 . . وغيرها .

[2] في الإحتجاج : 1 / 61 : ( حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي رضي الله عنه قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه قال : أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قدس الله روحه قال : أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال : أخبرنا علي السوري قال : أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس ، وكان من عباد الله الصالحين ، قال : حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال : حدثنا سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة ، جميعاً عن قيس بن سمعان ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال :

حج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له : يا محمد ان الله جل اسمه يقرؤك السلام ويقول لك : إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي ، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك : فريضة الحج ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك ، فإني لم أخل أرضي من حجة ولن أخليها أبداً ، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج وتحج ويحج معك من استطاع إليه سبيلاً من أهل الحضر والأطراف والأعراب وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع .

فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله في الناس : ألا إن رسول الله يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم ويوقفكم من ذاك على ما أوقفكم عليه من غيره فخرج صلى الله عليه وآله وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله ، فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله صلى الله عليه وآله من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون ، فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلاً بمثل . . . ( من حديث طويل فيه خطبة النبي صلى الله عليه وآله في الغدير وهي خطبة بليغة طويلة ننقل منها فقرات ، منها ما يتصل بالإمام المهدي عليه السلام ) قال صلى الله عليه وآله :

معاشر الناس : إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم ، فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم ثم من دونه محمد وليكم القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر ربكم ، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله ورسوله ، لا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرمه الله ، عرفني الحلال والحرام وأنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه .

معاشر الناس : إن علياً والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له ، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، هم أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه ، ألا وقد أديت ، ألا وقد بلغت . ألا وقد أسمعت ، ألا وقد أوضحت ، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل ، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره .

ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه ، وكان منذ أول ما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله شال علياً حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال :

معاشر الناس : هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والعامل بما يرضاه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته . . .

معاشر الناس : النور من الله عز وجل فيَّ مسلوكٌ ثم في علي ، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا ، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين .

معاشر الناس : أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ، ألا وإن عليا هو الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولدي من صلبه .

معاشر الناس : إنه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون .

معاشر الناس : إني أدعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة ، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب . . .

معاشر الناس : النور من الله عز وجل في مسلوك ، ثم في علي ، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا ، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين . ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي ، ألا إنه الظاهر على الدين . ألا إنه المنتقم من الظالمين . ألا إنه فاتح الحصون وهادمها . ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك . ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء الله . ألا إنه الناصر لدين الله . ألا إنه الغراف في بحر عميق . ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله ، وكل ذي جهل بجهله . ألا إنه خيرة الله ومختاره . ألا إنه وارث كل علم والمحيط به . ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه . ألا إنه الرشيد السديد . ألا إنه المفوض إليه . ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه . ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ، ولا نور إلا عنده . ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه . ألا وإنه ولي الله في أرضه ، وحكمه في خلقه ، وأمينه في سره وعلانيته . ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرفهما ، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده ، الذين هم مني ومنه ، أئمة قائمة منهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق ) . انتهى . ورواه الفتال النيسابوري رحمه الله في روضة الواعظين ص 94 ، وعنه في البحار البحار : 37 / 211 .