x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
الإمام المهدي عليه السلام عين الحياة
المؤلف: الشيخ علي الكوراني
المصدر: الحق المبين في معرفة المعصومين
الجزء والصفحة: ص638-652
2024-08-06
513
بمناسبة نصف شعبان ، وكلنا على مائدة صاحب الزمان الإمام المهدي عليه السلام الذي ينبغي أن يكون ضيوفه أناساً كاملين ، أعلى من مستوانا .
السلام عليك يا أمين الله في خلقه . . فالخلق على وجه الإطلاق تحت إشرافه عليه السلام وكل الكون على مائدته . . لكن المصيبة أنا نعيش على مائدة نعرف الجالسين عليها وخدمتها ، ولا نعرف صاحبها ! أليس ذلك من المصائب ؟ !
لم نعرفه هو صلوات الله عليه ، ولا أدينا أقل حقوقه علينا ! فكيف لنا أن نعرف ربه والمنعم عليه وعلى آبائه جلت عظمته ؟ !
بعض الذين لا يتوقع أن يصلوا إلى أهدافهم ، بلغوها ووصلوا . . وبعض الذين يتوقع أن يصلوا ، تخلفوا عن القافلة ! ونحن مع هؤلاء المتخلفين . .
ورد في دعاء يوم الجمعة التسليم على صاحب الزمان أرواحنا فداه بسبعة عناوين ، كل واحد منها فيه بحث مفصل ، والعنوان الأخير منها هو :
( السلام عليك يا عين الحياة ) .[1]
فهو عليه السلام عين الحياة . ومعرفة عين الحياة تتوقف على معرفة أصل الحياة ، وأي حياة هذه ، ونبعها أي نبع هو ؟
إن فهم الكلمات في روايات المعصومين عليهم السلام يحتاج إلى تتبع استعمال الكلمة في الآيات والروايات ، والتعمق والتحقيق في معناها .
إمام الزمان عين الحياة . . وفهم غورها أعلى من مستوانا ، فقد وردت في القرآن ، وبينها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله في ليلة المعراج !
فالمبيِّن هو الله تعالى ، والمبيَّن له خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله ، أما نحن فإن وصلنا بالتتبع والتأمل إلى فهم شئ من ذلك ، فهنيئاً لنا .
في القرآن آيتان تعطيانا ضوءاً على العين والمعين والحياة :
الأولى ، قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) . ( الملك : 30 ) والحديث الذي ورد في تفسيرها برواية شيخ الطائفة الصدوق قدس سره يقول إن الماء المعين هو الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه .[2]
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ . . إن تعبيرات القرآن مهمة جداً عند أرباب الإشارات .
والدقة هنا أن ذات القدوس الحق ، ذلك القدرة التي لا تتناهى والكمال والجمال الذي لا يتناهى ، أعطى الأمر هذه الأهمية فقال : ( فَمَنْ يَأْتِيكُمْ )
الآية الثانية قوله تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) . ( الحديد : 17 )
والملفت في هذه الآية أن الله تعالى لم يبتدئ بكلام ، بل قال : ( إعلموا ) ، وهذا يدل على أن المطلب الذي يليها مهم ، ينبغي أن يفتح قفله بمفتاح العلم ، وهو : ( أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ![3].
هذا هو القرآن . . أما التفسير والبيان فقد كان في تلك الليلة المباركة ، ليلة كان المخاطِب فيها هو الله رب العالمين ، والمخاطَب فيها الشخص الأول في العالم الذي لم يسبقه سابق ولم يلحق به لاحق ، فكل من كان قبله أو يكون بعده ، هم دونه . كان البيان من ذلك المخاطِب لذلك المخاطب ، وفي ذلك المقام الذي قال الله تعالى عنه ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) ( لنجم : 9 ) هناك بيَّن الله ، وسمع الرسول البيان ، حيث أرى الله حبيبه المصطفى صورة ولده الإمام المهدي عليه السلام وقال لها ( به أحيي الأرض بعد موتها . . . وبه أحيي عبادي وبلادي )[4] فذلك هو عين الحياة في دعاء يوم الجمعة .
إن كلمات الله تعالى من ذلك النوع وذلك المستوى ، ونحن فقط نشير إليها بإشارات :
أولاً : أرى الله شبيه الإمام المهدي عليه السلام لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله على صورة شخص قائم ، وقال له : ( وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي )
كلمة ( أعمر ) بهيئة الإفعال . بماذا أعمرها ( بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ) في ذلك الوقت يأتي تفسير ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )
إن أعماق وتخوم ( الله أكبر . . لا إله إلا الله ) لا تنكشف إلا في ذلك الوقت !
والجملة الأخرى : به أذل أعدائي ، وبه أورث الأرض وأوليائي )
والجملة الأخرى : ( به أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا )
( وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي )
كل واحدة من هذه الكلمات فيها بحث . . فهنا المشيئة الإلهية . . وهنا الإرادة الربانية . . وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني .
والجملة التي تلفت النظر : ( وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي ) . .
ينبغي أن نفهم معنى عين الحياة من حديث المعراج .
فأي حياة هي ؟ وأي عين فوارة بإرادة الله تعالى ، كانت من الأزل باسم شخص جعل الله قلبه عين حياة علم الله !
ذلك هو قلب الحجة بن الحسن صلوات الله عليه .
السيد ابن طاووس كان يقرأ هذا الدعاء كل يوم جمعة ، ويترنم ببيت شعر عسى أن يصل إلى قلبه الذي روضه بتلك الرياضات شعاع من تلك الكلمات
( قال السيد ابن طاووس رحمه الله : يوم الجمعة ، وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه ، وهو اليوم الذي يظهر فيه عجل الله فرجه ، أقول متمثلاً وأشير إليهم صلوات الله عليهم :
محبكم وإن قبضت حياتي . . . وزائركم وإن عقرت ركابي ) . ( جمال الأسبوع ص 41 )
عين حياة علم الله . . كلمة تنفتح منها أبواب . . وكل الأسرار في تلك العين ، لكنها عين في الظلمات ، وقبلها تعبير لطيف : ( السلام عليك يا سفينة النجاة ) .
إن طريق الوصول إلى عين الحياة في الظلمات أن يصير الإنسان الخضر ، وما ينبغي أن يقال فقد قيل . . ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) .
ما لم تصر الخضر ، لا يمكن أن تصل في هذه الظلمات . .
وأن يصير الإنسان الخضر مسألة نسبية لكل شخص بحسبه . .
وأن تصير أنت الخضر يتحقق بأن تذهب في شهر رمضان الآتي إلى المناطق المستضعفة البعيدة التي فيها أيتام لرسول الله محجوبون عن دار ولي العصر أرواحنا فداه ، أولئك الأيتام الذين ابتلوا بكلاب نابحة وذئاب مفترسة ، هاجمت القطيع الذي غاب رعاته !
لقد بلغت الهجمة علينا إلى حد أنهم يرسلون الحجاج إلى الحج ، أو والمعتمرتين إلى العمرة ، وبدل أن يرجعوا الينا بهدية ارتباطهم بالله تعالى وبإمام الزمان أرواحنا فداه ، يرجع بعضهم بشبهات الوهابية المظلمة .
إلى أي زمن وصلنا ؟ ! والأمر المؤسف أنه لا يوجد أحد في يفكر في حل مشكلة الدعاية المسمومة ضد مذهب أهل البيت عليهم السلام في الحج والعمرة ! فالذين يرسلوهم يفكرون اقتصادياً وأن يأخذوا من الحجاج والمعتمرين المال ! ولا يفكرون أن حجاجنا يذهبون إلى زيارة بيت الله ، من أجل الإستضاءة بنور رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يذهبون ليجلسوا على مائدة الوهابيين ! !
والذين يرسلونهم معهم ينشغلون لاطائلات . .
إنهم بذلك يساعدون الذين يرتكبون أعظم خيانة في حق عقائد الأمة ومقدساتها ، ويلقون الشبهات في أذهان بسطاء المسلمين . . . !
ما هو واجبنا الشرعي تجاه ذلك ؟
إن واجبكم أن تركزوا طاقتكم وهمتكم على ترسيخ أسس العقيدة بالمذهب الحق ! نحن في زمن نحن يشغلنا التفكير بمناصبنا عن التفكير بواجبنا . .
فلو أنا فكرنا لما وصلنا إلى هذا الوضع . . لو أنا فكرنا لما وصلنا إلى أن ينعقد في طهران ينعقد مجلس للدعاية للوهابية .
لو أنا فكرنا لما طبع ونشر في هذا البلد كتاب اسمه ( أسطورة شهادة الزهراء عليها السلام ) ! أي أسطورة ؟ ! هذا العمل التحريكي ليس تفرقة ، أما الطالب الذي يذهب للتبليغ ويدافع عن المذهب الحق فيتهمونه بالتفرقة ! !
هذا هو الوضع . . وفي هذا الوضع لا أمل لنا بأحد !
أملنا فقط بأمرين : الأول بنفس صاحب الزمان عليه السلام .
والثاني قلوبكم الطاهرة أنتم الطلاب المشتغلون بجدية في طلب العلم ، الذين تحملتم هذه المشقات التي يواجهها طالب العلم .
أنتم اشتغلوا وكونوا أقوياء . . إن المعرفة في حكمة الدين لا في فلسفة اليونان ، في حكمة القرآن ، في روايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام
إبحثوا عن القوة في هذه الكلمات الثلاث :
- الدعوة إلى سبيل الرب ، من هو سبيل الرب ؟ هو الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه : ( أنتم السبيل الأعظم والصراط الأقوم ) . ( الزيارة الجامعة : عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1 / 307 ) :
( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) . ( النحل : 125 )
لا تتصوروا أن عناية ولي الله الأعظم لا تشملكم ، فلا تغفلوا عنه .
إن أقبلتم عليه لا يمكن أن لا تنالوا من فيضه . هل يمكن أن تقبلوا على الشمس ولا يشملكم شعاعها ؟ !
وإن شملتكم عنايته ورعايته ، وإن مسح بيده على رؤوسكم ، فإن يده المباركة هي تلك اليد التي إن مسحت على رأس أحد كان له عقل أربعين رجلاً ، وتلك العناية إن وصلت إلى قلب أحد صار كزبر الحديد ، وذلك اللطف إن مس شخصاً عادياً كيف يكون ! فما بال طلبة العلم والعلماء ؟ !
( في الكافي : 1 / 25 : عن الإمام الباقر عليه السلام : إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم .
وفي كمال الدين ص 653 : قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون ، مشرب بالحمرة ، مبدح البطن ، عريض الفخذين ، عظيم مشاش المنكبين ، بظهره شامتان : شامة على لون جلده ، وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله ، له اسمان : اسم يخفى واسم يعلن ، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد ، إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد ، وأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا ، ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة وهو في قبره ، وهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم ) .
جاءت امرأة إلى بغداد وسألت عن الواسطة إلى إمام الزمان عليه السلام فدلوها على الحسين بن روح[5] ، فجاءت اليه وقالت له : جئت للإمام عليه السلام بمال فأخبرني ما هو لأسلمه لك ؟ قال لها إذهبي وألقه في دجلة وارجعي اليَّ !
ذهبت وألقتها وعادت ، فلما جلست قال لجاريته : أئتني بالحقة فأتت بها كما هي مبتلة بالماء مقفلة !
أراد أن يريها مكانة الشخص الذي وصل اليه شعاعه ، أن يريها القطرة التي لمست شفته من ماء عين الحياة ! يقول بذلك لها : أنا الخضر وصلت إلى عين الحياة ، وكل من وصل اليه كان مثلي !
ذلك الشخص الذي أضاع في رمال صحراء سرخس سبيكة من سبائك كانت معه أمانة للإمام عليه السلام ولم يجدها فصنع سبيكة بدلها ووضعها مكانها ، ولما فتحها أمام الحسين بن روح ، قلب السبائك واستخرجها من بينها ، وقال له : هذه ليست سبيتنا ، هذه لك أنت وضعتها مكانها ، سترجع إلى سرخس فائتنا بالسبيكة التي أضعتها من مكانها ! ولما رجع وجد مكانها ووجدها[6]! !
سيدي . . أنت عين الحياة . . والذين وصلوا إلى عين الحياة هؤلاء . .
فهل نستطيع أن نكون الخضر . . لا يأس . . ( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله )
إن المهم اليوم هو : أن يقرر كل واحد منكم أن يخصص قدراً من وقت يومه ليقرأ سيرة الإمام أرواحنا فداه ، من كمال الدين للصدوق ، والغيبة للشيخ الطوسي ، والغيبة للنعماني ، وما تعب فيه المجلسي في البحار ، طالعوها وتعمقوا فيها ، صيروا فقهاء في هذه الروايات ، عارفين بإمام الزمان عليه السلام ، وأرشدوا الناس إلى هذه المعرفة .
[1] في البحار : 99 / 215 : ( يوم الجمعة ، وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه ، وهو اليوم الذي يظهر فيه عجل الله فرجه . زيارته عليه السلام :
السلام عليك يا حجة الله في أرضه ، السلام عليك يا عين الله في خلقه ، السلام عليك يا نور الله الذي به يهتدي المهتدون ، ويفرج به عن المؤمنين .
السلام عليك أيها المهذب الخائف ، السلام عليك أيها الولي الناصح ، السلام عليك يا سفينة النجاة السلام عليك يا عين الحياة ، السلام عليك صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين .
السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الأمر ، السلام عليك يا مولاي أنا مولاك عارف باولاك واخراك ، أتقرب إلى الله تعالى بك وبآل بيتك ، وأنتظر ظهورك ، وظهور الحق على يدك ، وأسأل الله أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعلني من المنتظرين لك ، والتابعين ، والناصرين لك على أعدائك ، والمستشهدين بين يديك في جملة أوليائك .
يا مولاي يا صاحب الزمان ، صلوات الله عليك وعلى آل بيتك ، هذا يوم الجمعة ، وهو يومك المتوقع فيه ظهورك ، والفرج فيه للمؤمنين على يدك ، وقتل الكافرين بسيفك ، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك ، وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام ومأمور بالإجارة فأضفني وأجرني ، صلوات الله عليك ، وعلى أهل بيتك الطاهرين ) . ( جمال الأسبوع لابن طاووس ص 41 ) .
[2] استفاضت الروايات عن أهل البيت عليهم السلام بتفسير قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) . ( الملك : 30 ) بالإمام المهدي عليه السلام .
ففي كمال الدين للصدوق قدس سره ص 325 : ( عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) . فقال : هذه نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله عز وجل وحرامه ؟ ثم قال عليه السلام : والله ما جاء تأويل هذه الآية ، ولابد أن يجئ تأويلها ) . ( ورواه بأسانيد أخرى في ص 351 و 360 ، ونحوه في الكافي : 1 / 339 ، وغيره خاصة مصادر التفسير ) .
وفي كفاية الأثر للخزاز القمي قدس سره ص 120 : ( أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي ، قال حدثنا عباد ابن يعقوب ، قال حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبد الله ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن جده عمار قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته ، وقتل علي عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم ، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ، وقتل شيبة بن نافع ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له : يا رسول الله ، صلى الله عليك ، إن علياً قد جاهد في الله حق جهاده . فقال : لأنه مني وأنا منه ، وارث علمي ، وقاضي ديني ، ومنجز وعدي ، والخليفة بعدي ، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض ، حربه حربي وحربي حرب الله ، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله ، ألا إنه أبو سبطيَّ والأئمة ، من صلبه يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين ، ومنهم مهدي هذه الأمة . فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا المهدي ؟ قال : يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد اليَّ أنه يخرج من صلب الحسين تسعة ، والتاسع من ولده يغيب عنهم ، وذلك قوله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) ، يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون ، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وهو سميِّي وأشبه الناس بي .
يا عمار ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع علياً وحزبه ، فإنه مع الحق والحق معه . يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين : الناكثين والقاسطين ، ثم تقتلك الفئة الباغية . قلت : يا رسول الله أليس ذلك على رضا الله ورضاك ؟ قال : نعم على رضا الله ورضاي ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه .
فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أخا رسول الله أتأذن لي في القتال ؟ قال : مهلاً رحمك الله ، فلما كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله ، فأعاد عليه ثالثاً ، فبكى أمير المؤمنين عليه السلام ، فنظر إليه عمار فقال : يا أمير المؤمنين إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله . فنزل أمير المؤمنين عليه السلام عن بغلته وعانق عماراً وودعه ثم قال : يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيك خيراً ، فنعم الأخ كنت ونعم الصاحب كنت . ثم بكى عليه السلام وبكى عمار ثم قال : والله يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلا ببصيرة ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر : يا عمار ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع علياً وحزبه فإنه مع الحق والحق معه ، وستقاتل الناكثين والقاسطين ، فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الاسلام أفضل الجزاء ، فلقد أديت وأبلغت ونصحت . ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم برز إلى القتال ، ثم دعا بشربة من ماء فقيل له : ما معنا ماء . فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن ، فشربه ثم قال : هكذا عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن . ثم حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفساً ، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل رحمه الله ) .
[3] قال الله تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِى الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) . ( الحديد : 17 ) وقد استفاض تفسيرها عن أهل البيت عليهم السلام بأن إحياء الأرض في هذه الآية غير يختلف عن الآيات الأخرى ، وأن القصود به إحياؤها في آخر الزمان بالإمام المهدي عليه السلام .
ويؤيده : سياق الآية الذي يتكلم عن خشوع مجتمع المؤمنين لله تعالى وأن لا يكونوا قساة القلوب من طول الأمد كالذين طال عليهم الأمد من قبلهم ، فهو كلام عن مستقبل الأمة الإسلامية ! . ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ . اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ( الحديد : 16 - 17 )
كما يؤيده أن الله تعالى استعمل تعبير إحياء الأرض في عدة مواضع ، ولم يصدِّره ب ( إعلموا ) إلا في هذا المورد ، وأنه استعمل تعبير إعلموا في بضعة وعشرين موضعاً ، كلها مهمة وتمثل أهم الأمور التي ينبغي للمؤمنين أن يعلموها . . وإحياء الأرض السنوي لا يحتاج إلى تنبيه بقوله : ( إعلموا ) .
وفي كمال الدين للصدوق قدس سره ص 668 : ( عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ، قال : يحييها الله عز وجل بالقائم بعد موتها - بموتها كفر أهلها - والكافر ميت ) . ( ونحوه في الكافي : 8 / 267 )
وفي الغيبة للنعماني ص 24 : عن الإمام الصادق عليه السلام ( إنما الأمد أمد الغيبة . فإنه أراد عز وجل يا أمة محمد أو يا معشر الشيعة : لا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد ) .
وفي الغيبة للطوسي ص 175 ، عن ابن عباس : ( يعني يصلح الأرض بقائم آل محمد صلى الله عليه وآله من بعد موتها ، يعني من بعد جور أهل مملكتها )
وفي معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام 4 / 362 : عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال لعمته حكيمة : ( يا عمتا بيتي الليلة عندنا ، فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها ) .
وفي مفردات الراغب ص 16 : ( وقوله تعالى : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ، عبارة عن كل تكوين بعد إفساد . وعود بعد بدء ، ولذلك قال بعض المفسرين يعنى به تليين القلوب بعد قساوتها ) .
وفي تفسير القرطبي : 17 / 252 : ( قوله تعالى : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ، أي يحيي الأرض الجدبة بعد موتها بالمطر . وقال صالح المري : المعنى يلين القلوب بعد قساوتها . وقال جعفر بن محمد : يحييها بالعدل بعد الجور ) .
[4] في أمالي الصدوق قدس سره ص 731 : ( حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعد الخفاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومن السدرة إلى حجب النور ، ناداني ربي جل جلاله : يا محمد ، أنت عبدي وأنا ربك ، فلي فاخضع ، وإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، وبي فثق ، فإني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا ، وبأخيك علي خليفة وبابا ، فهو حجتي على عبادي ، وإمام لخلقي ، به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه يميز حزب الشيطان من حزبي ، وبه يقام ديني ، وتحفظ حدودي ، وتنفذ أحكامي ، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي ، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي ، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي ، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك ولي حقا ، ومهدي عبادي صدقاً ) . ( وهو في البحار : 18 / 341 وفي الجواهر السنية للحر العاملي ص 235 )
وفي بحار الأنوار : 21 / 286 : ( قال السيد ابن طاووس رحمة الله في كتاب إقبال الأعمال : روينا بالأسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلى أبي المفضل محمد بن عبد المطلب الشيباني رحمه الله من كتاب المباهلة ، ومن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن اشناس من كتاب عمل ذي الحجة فيما رويناه بالطرق الواضحة عن ذوي الهمم الصالحة لا حاجة إلى ذكر أسمائهم ، لأن المقصود ذكر كلامهم ، قالوا : لما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة وانقادت له العرب ، وأرسل رسله ودعاته إلى الأمم وكاتب الملكين : كسرى وقيصر يدعوهما إلى الإسلام وإلا أقرا بالجزية والصغار ، وإلا أذنا بالحرب العوان . أكبر شأنه نصارى نجران وخلطاؤهم من بني عبد المدان ، وجميع بني الحارث بن كعب ومن ضوى إليهم ونزل بهم من دهماء الناس على اختلافهم هناك في دين النصرانية من الا روسية والسالوسية وأصحاب دين الملك والمارونية والعباد والنسطورية وأملئت قلوبهم على تفاوت منازلهم رهبة منه ورعبا ، فإنهم كذلك من شأنهم إذ وردت عليهم رسل رسول الله صلى الله عليه وآله بكتابه ، وهم عتبة بن غزوان ، وعبد الله بن أمية ، والهدير بن عبد الله أخو تيم بن مرة ، وصهيب بن سنان أخو النمر بن قاسط يدعوهم إلى الاسلام ، فإن أجابوا فإخوان ، وإن أبوا واستكبروا فإلى حظة المخزية إلى أداء الجزية عن يد ، فإن رغبوا عما دعاهم إليه من أحد المنزلين وعندوا فقد آذنهم على سواء ، وكان في كتابه صلى الله عليه وآله : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) . قالوا : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقاتل قوما حتى يدعوهم ، فازداد القوم لورود رسل نبي الله صلى الله عليه وآله وكتابه نفوراً وامتزاجاً ، ففزعوا لذلك إلى بيعتهم العظمى ، وأمروا ففرش أرضها ، وألبس جدرها بالحرير والديباج ، ورفعوا الصليب الأعظم وكان من ذهب مرصع أنفذه إليهم قيصر الأكبر ، وحضر ذلك بنو الحارث بن كعب وكانوا ليوث الحرب وفرسان الناس ، قد عرفت العرب ذلك لهم في قديم أيامهم في الجاهلية ، فاجتمع القوم جميعا للمشورة والنظر في أمورهم ، وأسرعت إليهم القبائل من مذحج وعك وحمير وأنمار ومن دنا منهم نسباً وداراً من قبائل سبأ . . . إلى آخر القصة الطويلة وفيها محاحة أحد القساوسة لهم بما وجده في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها أن آدم عليه السلام رأى صورة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده عند العرش ( فسأل ربه جل وتعالى فقال : رب نبئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورتي محمد ووصيه ، وذلك لما رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمد ووصيه صلى الله عليه وآله ، فأوحى الله عز وجل إليه : هذه أمتي ، والبقية من بني فاطمة الصديقة الزاهرة وجعلتها مع خليلها عصبة لذرية نبيي هؤلاء وهذان الحسنان وهذا فلان وهذا فلان ، وهذا كلمتي الذي أنشر به رحمتي في بلادي ، وبه أنتاش ديني وعبادي ، ذلك بعد أياس منهم وقنوط منهم من غياثي ) . انتهى .
[5] في كمال الدين للصدوق ص 519 : قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي ورأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة فسألتني عن وكيل مولانا عليه السلام من هو ؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح وأشار إليها ، فدخلت عليه وأنا عنده ، فقالت له : أيها الشيخ أي شئ معي ؟ فقال : ما معك فألقيه في دجلة ثم ائتني حتى أخبرك !
قال : فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة ، ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي قدس الله روحه فقال أبو القاسم لمملوكة له : أخرجي إليَّ الحقة ، فأخرجت إليه حقة ، فقال للمرأة : هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في دجلة ، أخبرك بما فيها أو تخبريني ؟ فقالت له : بل أخبرني أنت ! فقال : في هذه الحقة زوج سوار ذهب ، وحلقة كبيرة فيها جوهرة ، وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر ، وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق . فكان الأمر كما ذكر ، لم يغادر منه شيئاً . ثم فتح الحقة فعرض عليَّ ما فيها ! فنظرت المرأة إليه فقالت : هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة ، فغشيَ عليَّ وعلى المرأة فرحاً بما شاهدناه من صدق الدلالة .
ثم قال الحسين لي من بعد ما حدثني بهذا الحديث : أشهد بالله تعالى أن هذا الحديث كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه . وحلف بالأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم لقد صدق فيما حدث به ، ما زاد فيه ولا نقص منه ) .
[6] في كمال الدين للصدوق قدس سره ص 516 : ( 45 - حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن برزج صاحب الصادق عليه السلام قال : سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي المقيم بأرض بلخ يقول :
أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة ، فجعلت ما كان معي من الذهب سبائك وما كان معي من الفضة نقرا وكان قد دفع ذلك المال إلي لأسلمه إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه . قال : فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل ، فجعلت أميز تلك السبائك والنقر ، فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم قال : فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك والنقر مرة أخرى ، اهتماماً مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل - أو قال : ثلاثة وتسعون مثقالاً - قال : فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك ، فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه وسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر ، فمد يده من بين تلك السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلاً مما ضاع مني فرمى بها إليَّ وقال لي : ليست هذه السبيكة لنا ، وسبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت ، واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وستعود إلى هاهنا فلا تراني !
قال : فرجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت ، فوجدت السبيكة تحت الرمل وقد نبت عليها الحشيش ، فأخذت السبيكة وانصرفت إلى بلدي ، فلما كان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة فدخلت مدينة السلام وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه مضى ، ولقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه ، فسلمت السبيكة إليه )
( وهو في الخرائج والجرائح : 3 / 1125 ، والبحار : 51 / 342 ) .