1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / الوفاء بالوعد

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص56ــ57

2024-08-01

449

من الوظائف التي ينبغي على الأبوين العمل بها وتطبيقها، الوفاء بالوعد للصبي، فإنّ في ترك العمل بالوعد والوفاء به تحقيراً لشخصية الطفل، وإعطاءه درساً عملياً في الكذب، وهذا النوع من السلوك مردود بلا شك في نظر الروايات، وأن الأبوين اللذين لا يفيان بوعودهما ملومان في ذلك.

فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) هو أنه قال: ((أحبوا الصبيان وارحموهم، فإذا وعدتموهم ففوا لهم، فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم))(1).

وعن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((إذا وعد أحدكم صبيه فلينجز))(2).

وعن الحارث الأعور عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: ((لا يصلح من الكذب جـدّ ولا هزل، ولا أن يعدَ أحدكم صبيَّه ثم لا يفي به، إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار))(3).

وعن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، أنه قال: ((إذا وعدتم الصغار فأوفوا لهم، فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم، وأنّ الله ليس يغضب لشيء كـغضبه للنساء والصبيان))(4).

ويستفاد من مجموع ما تقدم من الروايات في هذا المضمار أُمور:

الأول: أنه ليس من الضروري إيعاد الولد بشيء، نعم إذا وعد وفى، فإنّ آثار خلف الوعد السلبية بالنسبة إلى الصغير والكبير على حدّ سواء، وقوله: ((ففوا)) أو ((فلينجز)) تصريح بوجوب الوفاء بالوعد.

الثاني: أنه كما أنكم تتوقعون من الله تعالى أو حتى من عباده أن يفوا لكم بالوعد، فكذلك صغاركم، فإنّهم يرجون منكم الوفاء بوعدكم إيّاهم.

الثالث: أن عدم الوفاء بالوعد يعد نوعاً من أنواع الاعتداء على حقوق الطفل كما يفهم من الروايات، فإنّه لا يتمكن من الدفاع عن حقه، وذلك يوجب الغضب الإلهي، فإنّ الله ظهير المحرومين والمظلومين وناصرهم.

الرابع: أنه بعدم الوفاء بالوعد تُفتَح نافذةٌ أمامَ الأطفال، أوّلُ مساوئها إيجاد روح النفاق والكذب فيهم، فإنّ مدى تأثر الأطفال بسيرة الوالدين العملية أكثر من تأثرهم بأقوالهم، فهم يفهمون من ذلك السلوك السلبي بأنّ الكذب غير قبيح، وأنه لا يلزم الوفاء بالعهد والميثاق، وأنه لا مانع من إعطاء الوعود للآخرين لغرض تسيير الأمور، وترجئة الوعد من يوم إلى آخر، وأخيراً الاعتذار من عدم تنفيذ الوعد.

ومن دون شك أن مثل هذا السلوك المنحرف يمهد أرضية الانحراف للأطفال ويكون سبباً في إبعادهم عن الطهارة والنزاهة النفسية.

___________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 219.

(2) مستدرك الوسائل، ج 16، ص 170.

(3) أمالي الصدوق، ص 376.

(4) عدة الداعي.