1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

علاقة الأب بالولد / التشاؤم من البنت

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص43ــ46

2024-07-13

508

لم تزل بعد آثار الجاهلية بين المسلمين في الصدر الأول من الإسلام، فإنه على الرغم من إسلام جماعة غفيرة من المسلمين نجد أن عادات الجاهلية وسننها لم تذهب تماماً، بل بقيت رسوباتها عالقة في أذهانهم إلى ما بعد الإسلام، فإنّ أحدهم كان إذا سمع بالأنثى تغيّرت ملامح وجهه، وكانوا إذا رأوا النبي يقعد البنت الصغيرة على رجله ويداعبها ويرأف بها، يمتعضون من فعله كثيراً ولا يرتضون منه ذلك.

وقد كشف القرآن الكريم الستار عن أفكار وعقائد الجاهلية بقتلهم الإناث أحياءً في القبور، واستعدادهم لتحمّل كلّ عار إلا عار البنات، وقد أخـبر القـرآن الكريم أيضاً عمن يبشر بالبنت فيظل مسود الوجه بقوله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} [النحل: 58، 59].

وقد وقف النبي (صلى الله عليه وآله) موقفاً صلباً تجاه الأفكار الجاهليّة السائدة بين الناس آنذاك وحاول إزالتها، فذات يوم بشّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببنت وُلدت له وكان بين الصحابة، فلما نظر إلى وجوههم رأى الجميع قد بان عليهم الانكسار والتألم، فالتفت إليهم قائلاً: ((مالكم!؟ ريحانة أشمها وعلى الله رزقها))(1).

فلابد أن تكون هذه الأخلاق المحمدية منهجاً في حياة الآباء والأمهات في عصرنا الحاضر، وأن عليهم أن يحبّوا أبناءهم، ويعطفوا عليهم، وأن يحذروا من تطرّق الأفكار الجاهلية المنخورة إليهم. إن فتيات اليوم هن نساء وأمهات الغد. وهن اللاتي عليهن المعوّل في بناء مستقبل البشرية المشرق، فإنّه من أحضان الأُمهات الصالحات والطاهرات يتكامل الرجال ويحصلون على أعلى درجات الرقى والكمال، ومن هنا يمكن الوقوف على أهمية دور الفتيات في المستقبل.

الجواب القاطع للإمام الصادق (عليه السلام)

ولد لرجل جارية فرآه أبو عبد الله (عليه السلام) متسخّطاً، فقال له: ((أرأيت لو أنّ الله تبارك وتعالى أوحى إليك أني أختار لك أو تختار لنفسك؟ ما كنت تقول))؟ قال: كنت أقول: يا رب ما تختار لي. قال (عليه السلام): ((فإنّ الله قد اختار لك))، ثمّ قال: ((إنّ الغلام الذي قتله العالِم الذي كان مع موسى في قوله عزّ وجل {فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} - قال: - أبدلهما منه جارية ولدت سبعين نبياً))(2).

وعن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: ((يا سكوني ما غمّك))؟ فقلت: ولدت لي ابنة فقال: ((يا سكوني، على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك))، فسرّى والله عنّي، فقال: ((ما سميتها))؟ قلت: فاطمة. قال: ((آه آه آه)) ثم وضع يده على جبهته، ثم قال: ((أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبّها، ولا تلعنها ولا تضربها))(3).

أثارت هذه المواقف مشاعر الناس آنذاك تجاه البنت، والذي صار سبباً أيضاً في ترغيب الناس للبنت أكثر، وترك ما يعتقدونه فيها هو الوصايا المؤكدة الكثيرة للنبي

والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وتكريمهم للبنت، وإعطاء المرأة المقام والمنزلة.

وقد ورد في هذا الباب روايات كثيرة قسمها صاحب الوسائل إلى طوائف نشير إلى

بعضها:

أ. إدخال السرور على قلب البنت

روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: ((من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنه من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقرّ عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم))(4).

ب. أجر الإحسان إلى البنت

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: ((من كان له أختان أو بنتان فأحسن إليهما كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى))(5).

ج تربية البنت ستر من النار

روى ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلّمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له مِنعةً وستراً من النار))(6).

د. توقير البنت

وروى ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من كانت له أنثى فلم يؤذها، ولم يُهنها، ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنّة))(7).

هـ ـ فيمن يتمنى موت البنت

قال أبوعبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((من تمنّى موتهنّ [البـنات] حــرم أجرهن، ولقي الله عاصياً)).

___________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 219.

(2) عدة الداعي، ص 80.

(3) وسائل الشيعة، ج 15، ص 200 فروع الكافي، ج 2، ص 95.

(4) مكارم الأخلاق، ص 221.

(5) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 188.

(6) كنز العمال، ج 16، ص 452.

(7) نفس المصدر، ص 447.