معنى {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ}
المؤلف:
السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
المصدر:
النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج1، ص35-36
2024-03-18
1501
{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرينَ}
الوَقُودُ: مَا یُوقَدُ بِه النَّار، وَهوَ: الحَطَبُ[1].
وَالـمُرَادَ بـ: {الْحِجارَةُ} في قَوله: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ} قِیلَ: حِجَارَةُ الکِبرِیتِ؛ لأَنَّها أَحَرُّ شَيءٍ إِذَا حُمِیَت[2].
وَقِیلَ: ذِکرُ الحِجَارَة دَلِیلٌ عَلَى عِظَم تِلكَ النَّار؛ لأَنَّها لَا تَأَکُلُ الحِجَارِة إِلَّا وَهي فِي غَایَةِ الفَضَاعَةِ وَالهَولِ[3].
وَالـمَعنَى فِي قَوله: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ} أَنَّها نَارٌ مُمتَازَةٌ عَن النِّیرَانِ الأُخَر؛ بِأَنَّها لَا تَتَقِدُ إِلَّا بِالنَّاسِ وَالحِجَارِة.
وَقَرَنَ النَّاسَ بِالحِجَارَةِ؛ لأَنَّهُم قَرَنُوا بِهَا أَنفُسَهُم، حَیثُ نَحَتُوهَا أَصنَامَاً، وَجَعَلُوهَا أَندَادَاً لَهَ تَعَالَى، وَعَبَدُوهَا مِن دُونِه، وَالـمُعَدُّ: الـمُهَیَأ[4].
وَاستُدِلَّ [5] بـ: {أُعِدَّتْ لِلْكافِرينَ} عَلَى أَنَّ النَّار مَخلُوقَةً الآن؛ لأَنَّ الـمُعَدُّ لَا یَکُونُ إِلَّا مَوجُودَاً، وَکَذَلِكَ الجَنَّةُ: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[6].
[1] الكشف والبيان، الثعلبي: 1/169، مقتنيات الدرر، الحائري: 1/92.
[2] تفسير الإمام العسكري: 202، التبيان في تفسير القرآن، الطوسي: 1/106.
[3] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/129 عنه بحار الأنوار، المجلسي: 8/235.
[4] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/85.
[5] الكشف والبيان، الثعلبي: 1/169، مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/129.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علوم القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة