دخلت الدول الصناعية وشركاتها منذ مطلع هذا القرن في منافسات شرسة حامية الوطيس، تهدف إلى زعامة الأنشطة البحثية والتطبيقية لتكنولوجيا النانو، واحتكار مخرجاتها المتقدمة وذلك عن طريق براءات الاختراع وقوانين الملكية الفكرية الصارمة. ويُخطئ من يظن أن هذا الاهتمام قد تولد من منطلق مسايرة «الوجاهة» أو «الترف البحثي»، لكنه جاء تأكيدا وترسيخا لنظم ومفاهيم اجتماعية جديدة، وخلق مصادر مؤكدة للاستثمار المبني على العلم والتكنولوجيا وليس على تراكم رؤوس الأموال. وقد برهنت الكبوة الاقتصادية التي أطلت بوجهها القبيح على العالم بأسره، بعد ظهيرة يوم تعيس من أيام خروف العام 2008، على فشل ثقافة الاستثمار المبني على المضاربة برؤوس الأموال في تحقيق مكاسب سريعة ⁽⁹⁾. كما أكدت تبعيات تلك الكبوة الاقتصادية المريرة، أهمية الدور الذي تؤديه العلوم والتكنولوجيا في بناء اقتصاد قوي ثابت، مبني على المعرفة التكنولوجية، والتي تعد «تكنولوجيا النانو» المعول الرئيسي له وأداته الاستراتيجية لتشييد صرحه.

______________________________________________________
هوامش

(9) استخدم الأستاذ أحمد السيد النجار، مصطلح «الربح من دون عمل للتعبير عن هذا النوع من الاستثمار، وذلك في مقاله المنشور بمجلة العربي في عددها الرقم 614 الصادر في يناير 2010، صفحات 126 - 133.

مواضيع ذات صلة

القضايا الأخلاقية المتعلقة بتكنولوجيا النانو

التغيرات الاجتماعية المصاحبة لتقنية النانو

اتساع فجوة المعرفة في علم تقنية النانو

قضايا النشر والمنافسة العلمية

تكنولوجيا النانو في الدول العربية والشرق أوسطية

تكنولوجيا النانو والعالم النامي

مخاطر النانو بين الهاجس والحقيقة

هل للنانو وجه آخر؟

المكاسب العائدة من النانوتكنولوجي على المجتمع المدني

براءات الاختراع لحماية منتجات النانو

منتجات النانو بالأسواق

اقتصاد النانو