تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
القمر
المؤلف: يعقوب صرُّوف
المصدر: بسائط علم الفلك وصور السماء
الجزء والصفحة: ص61–62
2023-11-02
1156
لعل الناس انتبهوا أولاً لحركات الأفلاك من مشاهدتهم القمر يظهر هلالا ويزيد رويدا رويدا إلى أن يصير بدرًا كاملا، ثم ينقص ليلة بعد أخرى إلى أن هلالا يعود ويقتضي في هذا التدرج أربعة أسابيع ويتغيَّر مقره في السماء يومًا بعد يوم على التوالي ويعود في الشهر التالي إلى ما كان عليه في الأول وهلم جرا.
وقد كان الأولون ينظرون إلى أجرام السماء كما كنا ننظر إليها في صبانا، أو كما ينظر إليها الفلاحون الأميُّون في عصرنا فإنهم يرونها فلا يعبئون بها إلَّا من حيث دلالتها على ابتداء النهار وانتهائه، وكون الليالي مقمرة يسهل ري الأطيان فيها، أو مظلمة وفيها يعسر الري، ومن حيث دلالة بعض النجوم الكبيرة على قرب طلوع الفجر ونحو ذلك، أما بعدها عنا وأقدارها وأشكال حركاتها فما لا يدرك العامة منه شيئًا ولا يلتفتون إليه. لكن قام من الناس منذ القدم رجال شذُوا عن معاصريهم؛ فنظروا وبحثوا ووصلوا بعد البحث والتحري إلى معرفة أمور عن الشمس والقمر والنجوم لا يعرفها العامة حتى في عصرنا عصر العلم والعرفان، ومن أول ما انتبهوا له القمر كما تقدم فعرفوا من أمره أكثر مما يُظَنُّ، فإن الفيلسوف أنكسغوراس اليوناني الذي نشأ في القرن الخامس قبل المسيح قال إن القمر كبير كبلاد المورة وفيه سهول وأودية وأن نوره مستمد من الشمس، وسبقه إلى هذا القول الأخير برمينيدس الفيلسوف اليوناني وهو أيضًا من أبناء القرن الخامس قبل المسيح.
وثم قام يودكس اليوناني الذي نشأ في القرن الرابع قبل المسيح وبحث في حركات القمر فقال إنها ثلاث وهي ناتجة من اتصاله بثلاثة أفلاك أولها يدور من الشرق إلى الغرب كل 24 ساعة وبه يعلَّل سير القمر الظاهر من الشرق إلى الغرب، والثاني يدور من الغرب إلى الشرق مرة كل شهر قمري وبه يعلل انتقال القمر يوما بعد يوم في أبراجه من الغرب إلى الشرق، والثالث يدور من الشرق إلى الغرب حول محور مائل على محور دائرة البروج وبه يعلَّل تغير المكان الذي يشرق منه القمر والمكان الذي يغيب فيه يوما بعد يوم شمالاً أو جنوبًا، وقد عُرِفَ الآن أن ليس هناك أفلاك تمسك القمر وتدور به بل هو يدور حول الأرض بنفسه ويدور مع الأرض حول الشمس وبذلك يعلَّل كل ما تقدَّم، ولكن ما قاله يودكسس يدلُّ على أنهُ بَحَثَ وحقق ولو أخطأ في التعليل.
وأعجب من ذلك بحث هبر خس الذي نشأ في القرن الثاني قبل المسيح؛ فإنه قاس زاوية ميل فلك القمر على دائرة البروج فوجدها خمس درجات، ووجد أنَّ القمر يرتد في فلكه نحو عشرين درجة كل سنة فيتمم دائرة كاملة في تقهقره هذا كل 18 سنة وثمانية أشهر بانيًا حسابه على أرصاد البابليين والمصريين، واكتشف أن القمر يُسرع تارة ويبطئ أخرى في دورانه حول الأرض وعلَّل ذلك بأن فلكه ليس دائرة بسيطة متساوية الأقطار والأرض في مركزها بل دائرة مستطيلة (إهليلجية) والأرض في أحد محترقيها، وأن بُعْدَهُ عن الأرض يساوي نحو 240000 ميل (أو مثل نصف قطر الأرض 1/2 60 مرة) وأن قطره نحو ثلاثة أعشار قُطر الأرض، ولم يكن قوله هذا حزرًا مجردًا بل كان نتيجة رصد وقياس فاقترب من الحقيقة جدًّا؛ لأن متوسط بعد القمر عن الأرض يساوي من نصف قطرها 59 مرةً ونسبة قطره إلى قطرها كنسبة واحد إلى 4، 3.
ولم يصل إلينا شيء من مثل هذا التحقيق عن الآشوريين والمصريين والفينيقيين ولا شيء موثوق بقدمه عن الصينيين، وما نُقِلَ عن الهنود من هذا القبيل حديث من القرن الثالث قبل المسيح؛ أي بعد اتصالهم باليونان وأمَّا العرب فلا يُعْلَم من أمرهم شيء حقيقي يتعلق بعلم الفلك إلا بعد اتصالهم باليونان والهنود في القرن الثامن والتاسع بعد الميلاد، والبحث في ذلك ليس من البسائط فنقف عند هذا الحد ونلتفت إلى الأمور التي يود جمهور القراء الوقوف عليها وهي:
أولا: خلاصة ما عُرفَ عن مادة القمر وشكلِهِ وبُعْدِه عن الأرض.
ثانيًا: سبب ظهوره هلالا ثم تزايده ثم تناقصه.
ثالثا: سبب تغير موقعه في السماء ليلة بعد ليلة والمكان الذي يطلع منه.
رابعا: سبب الهالة التي تُرَى حوله أحيانًا.
خامسًا: علاقته بمصالح الناس.