تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
النيازك القمرية
المؤلف: علي عبد الله بركات
المصدر: النيازك في التاريخ الإنساني
الجزء والصفحة: ص124–126
2023-06-13
1426
على حد زعم بعض الدراسات الحديثة يوجد بين النيازك المعروفة عدد صغير من النيازك، التي ثبت وجود علاقة وثيقة بينها وبين الصخور القمرية، التي أتت بها سفن الفضاء التي حطت على سطح القمر. وفرضية الأصل القمري للنيازك، من الفرضيات القديمة كما سبق الإشارة. وقد مرت بفترات لاقت خلالها القبول، وأخرى واجهت خلالها الرفض. وأقرب رفض لها ظهر قويًا في الخمسينيات من القرن الماضي، وظل حتى قرب نهايته. والشواهد التي بنى عليها الباحثون رفضهم للأصل القمري للنيازك، هي تلك التي لخصها «هـ. هـ. نينجر»، في كتابه المعنون «خارج السماء» الصادر في عام 1959م، والتي منها أن السرعة التي تدخل بها النيازك جو الأرض (26 ميلا في الثانية)، أكبر بكثير من سرعة الأجسام التي يمكن أن تأتي من القمر. كذلك فإن الأجسام القمرية التي يمكن أن تسقط على الأرض ينبغي أن تتوزّع على مناطق تتوافق. مع دائرة البروج القمرية، مما يعني أن غالبيتها يجب أن تسقط على المناطق الاستوائية من الأرض. وهذا بالطبع يخالف حقيقة توزيعات النيازك التي تتساقط على سطح الأرض، والتي تسقط على كل الأرض، ولم يثبت أنها تسقط على منطقة محددة من الأرض دون الأخرى. ومن بين الاعتراضات أيضًا أن البراكين القمرية التي يدعي البعض أنها العامل المحرك لاندفاع الصخور القمرية وخروجها من نطاق جاذبية القمر، بحيث يمكن أن تسقط على الأرض في صورة نيازك قمرية؛ هذه البراكين خاملة منذ ملايين السنين. كما أن عدد النيازك التي تسقط على الأرض كبير جدًا بحيث يصعب توقع أنه يأتي من جسم صغير مثل القمر. وثمة اعتراض جوهري على فرضية الأصل القمري للنيازك يكمن في الاختلاف بين كثافة النيازك الحديدية عن الكثافة المقدرة للصخور التي يتكون منها القمر، مما يعني أن القمر لا يمكن أن يكون مصدرًا على الأقل للنيازك الحديدية.
ومع هذه الانتقادات التي وجهت لفرضية الأصل القمري للنيازك، خاصة في النصف الأول من القرن العشرين، خمد الظن بأن أيَّا من النيازك المعروفة مشتق من صخور القمر. وكاد هذا الظن يندثر تمامًا، على إثر دراسة الصخور، التي جاءت بها سفن الفضاء من سطح القمر، في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين؛ حيث لم تكشف الدراسات التي تمت – في حينها – على هذه العينات الصخرية، وجود تشابه بينها وبين النيازك المعروفة في ذلك الوقت، لكن في نهاية السبعينيات، وبداية الثمانينيات، وهي الفترة التي شهدت طفرة في عدد النيازك المكتشفة مع توجيه بعثات علمية لجمع النيازك من القارة القطبية الجنوبية؛ عاد الظن بأن بعضًا من النيازك التي تسقط على سطح الأرض، مشتقة من سطح القمر. ففي عام 1983م، أثبت أحد الباحثين أن نيزكا صغيرًا، ضمن نيازك القارة القطبية الجنوبية، من أصل قمري. وقد كان هذا النيزك هو الذي عثر عليه «جون سكوت»، من فريق الباحثين الأمريكيين، في 18 يناير عام 1984م، وأطلق عليه تسمية «تلال آلن 84001». وتعبر التسمية عن اسم المكان، وسنة البعثة 1984م، ورقم العثور على النيزك من بين النيازك الأخرى التي عثر عليها فريق البعثة في نفس العام. ولفت النيزك نظر الباحثة «روبيرتا سكور» (ورد اسمها عند الحديث على النيزك المريخي الذي قيل إنه يحتوي على حفريات كائنات مريخية دقيقة)، أثناء عملها على نيازك القارة القطبية الجنوبية، بوكالة «ناسا»، حيث وصفت هذا النيزك – أول الأمر – على أنه عينة غريبة تحتوي على العديد من كسرات مسننة، بيضاء إلى رمادية، تتراوح أحجامها من 1 إلى 8 مم في أرضية سوداء. وهذا النيزك يزن حوالي 31.4 جم وتصل أبعاده 3 × 2.5 × 3 سم. وقد بدأ الشك في الأصل القمري للنيزك، عندما درس «برين ماسون» قطاعًا رقيقًا منه، وذكر أن الكسرات البيضاء في النيزك تشبه إلى حدٍّ كبير كسرات «الأنورثوزيت»، التي توجد في الصخور القمرية، التي جاءت بها سفن الفضاء. ثم جاءت دراستا «أورسلا ب. مارفين» في عامي 1983، 1984م، 27، 28 التي أكدت فيهما الأصل القمري لهذا النيزك الذي يتكون من كسرات «الأنورثوزيت»، مع نسب بسيطة من معادن أخرى، في أرضية من مواد معدنية وزجاجية ملتحمة مع بعضها البعض. وبالطبع لم تكن مثل هذه الخصائص البتروجرافية معروفة في النيازك التي درست من قبل.
ثم توالت بعد ذلك اكتشافات النيازك القمرية، من بين النيازك التي يتم جمعها من القارة القطبية الجنوبية، ومن الصحراء الكبرى، ومن بعض المناطق الأخرى من العالم. ويبقى السؤال: كيف يمكن لقطع من صخور سطح القمر أن تندفع وتخرج عن نطاق جاذبيته، لتسقط بعد ذلك على الأرض؟! وفي الواقع لا توجد إجابات شافية ومحددة لهذا السؤال، لكن يتوقع أغلب الباحثين أن الصدمات النيزكية القوية بسطح القمر، هي السبب وراء اندفاع بعض شظايا الصخور من سطحه بسرعات أكبر من 2.4 كمثانية (السرعة التي لو تحرك بها جسم ما يمكنه الإفلات من جاذبية القمر)، مما يجعلها تتغلب على جاذبية القمر، وتترك نطاق جاذبيته تمامًا، في طريقها إلى مدارات بعيدة عنه، يمكنها أن تتلاقى وجاذبية الأرض، فتسقط على سطحها.
وللنيازك القمرية أهمية علمية كبيرة؛ حيث إنها قد تأتي من مناطق قمرية، لم تتمكن سفن الفضاء من الهبوط عليها، أو جمع عينات منها. وبذلك تكمل دراسة النيازك القمرية المعلومات المتاحة عن القمر وطبيعته. وهذا الظن صحيح إلى درجة كبيرة؛ إذ إن أغلب النيازك القمرية المعروفة حتى الآن (يبلغ عددها 60 نيزكا مختلفًا) أغلبها مشتق من مرتفعات القمر، التي تغطي الجانب البعيد للقمر، في حين أن قلةً منها جاءت من المناطق المستوية والمنخفضة نسبيًّا من سطح القمر، التي يُطلق عليها بحار القمر، وهي التي كانت المواقع المفضلة والمختارة لهبوط سفن الفضاء عليها من قبل. وهذه الظاهرة كثرة نيازك مرتفعات القمر مقارنة بنيازك البحار القمرية)، تنسجم مع حقيقة أن مرتفعات القمر مكونة في الأساس من صخور، تتكون أساسًا من معدن البلاجيوكليز، وغنية بالألومنيوم، وهي الصخور التي يطلق عليها «الأنورثوزايت». فهذه الصخور عادة ما تكون أقل كثافة من صخور المناطق المنخفضة التي يغلب على مكوناتها معدن البيروكسين ومعدن الأوليفين (جابرو وبازلت)، والتي تكون غنية بعنصر الحديد؛ ومن ثم فإن صخور المرتفعات تكون سهلة التطاير والاندفاع إلى أعلى، عندما تتعرض لعمليات التصادمات النيزكية، لتفلت من جاذبية القمر. كما أن وجودها في الأماكن المرتفعة، يسهم بدور ملحوظ في هذه العملية أيضًا. وتعتبر النيازك القمرية قسمًا أو مجموعة من النيازك الحجرية المعروفة باسم «الأكوندريت». ويطلق على النيازك القمرية اسم: «لونيت».
هوامش
(27) Marvin, U. B. (1983): Extraterrestrials have landed on Antarctica New scientists. 197, 710–715 Marvin, U. B. (1984): A
(28) meteorite from the moon. Smithon. Contrib. Earth- Sci., 26, 95–103