علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
بين ابن عبّاس (رض) وعائشة.
المؤلف: الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
المصدر: عمّار بن ياسر.
الجزء والصفحة: ص 152 ـ 153.
2023-10-23
1182
دعى علي (عليه السلام) بعبد الله بن عباس فقال له: اذهب إلى عائشة فقل لها أن ترتحل إلى المدينة كما جاءت ولا تقيم بالبصرة، فأقبل إلى عائشة فاستأذن عليها، فأبت أن تأذن له، فدخل عبد الله بغير إذن، ثم التفت فإذا راحلةٌ عليها وسائد فأخذ منها وسادةً وطرحها ثم جلس عليها؛ فقالت عائشة: يا بن عباس أخطأت السنّة، دخلت منزلي بغير إذني! فقال ابن عباس: لو كنت في منزلك الذي خلّفك فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دخلت عليك إلا بإذنك، وذلك المنزل الذي أمرك الله عزَّ وجلّ أن تقرّي فيه فخرجت منه عاصيةً لله عزَّ وجلّ ولرسوله محمد (صلى الله عليه وآله) وبعد، فهذا أمير المؤمنين يأمرك بالارتحال إلى المدينة فارتحلي ولا تعصي، فقالت عائشة: رحم الله أمير المؤمنين! ذاك عمر بن الخطاب! فقال ابن عباس: وهذا والله أمير المؤمنين وإن رغمت له الأنوف وأربدت له الوجوه! فقالت عائشة: أبيت ذلك عليكم يا ابن عباس! فقال ابن عباس: لقد كانت أيّامك قصيرة المدة ظاهرة الشؤم بيّنة النكد، وما كنت في أيامك إلا كقدر حلب شاة حتى صرت ما تأخذين وما تعطين ولا تأمرين ولا تنهين، وما كنت إلا كما قال أخو بني أسد:
ما زال إهداء القصائد بيننا ** شتم الصديق وكثرة الألقاب
حتى تركت كأن قولك عندهم ** في كل محتفل طنين ذباب
قال: فبكت عائشة بكاءً شديداً، ثم قالت: نعم والله أرحل عنكم فما خلق الله بلداً هو أبغض إليّ من بلد أنتم به يا بني هاشم. فقال ابن عباس: ولمَ ذلك؟ فوالله ما هذا بلاؤنا عندك يا بنت أبي بكر! فقالت عائشة: وما بلاؤكم عندي يا بن عباس؟ فقال: بلاؤنا عندك أنّنا جعلناك أم المؤمنين وأنت بنت أم رومان، وجعلنا أباك صدّيقاً وهو ابن أبي قحافة، وبنا سمّيت أم المؤمنين لا بتيم وعدي. فقالت عائشة: يا ابن عباس! أتمنّون عليّ برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: ولمَ لا نمنّ عليكِ برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو كانت فيك شعرة منه أو ظفر لمننتِ علينا وعلى جميع العالمين بذلك! بعد فإنّما كنت تسع إحدى حشايا من حشاياه لست بأحسنهنّ وجهاً ولا بأكرمهنّ حسباً، ولا بأرشحهنّ عرقاً، وأنت الآن تريدين أن تقولي ولا تُعصين، وتأمري ولا تخالفين، ونحن لحم الرسول (صلى الله عليه وآله) ودمه وفينا ميراثه وعلمه، فقالت عائشة: يا ابن عباس ما باذل لك علي بن أبي طالب؟ فقال ابن عباس: والله أقرّ له، وهو أحق به منّي وأولى، لأنّه أخوه وابن عمه، وزوج الطاهرة ابنته وأبو سبطيه، ومدينة علمه وكشّاف الكرب عن وجهه، وأمّا أنت، فلا والله ما شكرت نعماءنا عليك وعلى أبيك من قبلك. ثم خرج وسار إلى علي (عليه السلام) فأخبره بما جرى بينه وبينها من الكلام .