1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

دور التقوى في التعاون الاجتماعي الإيجابي

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص127 ــ 130

2023-05-28

1137

قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

الإسلام وضع القواعد والأسس الأولية لبناء المجتمع الإسلامي الرصين الذي كان ينشده ولم يألوا جهداً في ذلك، من جملة تلك القواعد الوحدة والتعاون والتالف والإحسان إلى الآخرين، وحث أفراد المجتمع على تحقيق هذه القاعدة.

إن التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن كفيلة لأن تستيقظ من سباتها العميق التي كانت تغط فيه طيلة فترة مئات السنين بل أصبحت الآن ميتة لا حراك فيها فتحتاج إلى حياة جديدة.

الأمة الإسلامية كانت أفضل الأمم في مختلف جوانب الحياة فحضارتها خير الحضارات ودينها خير الأديان ودستورها خير الدساتير وصار غيرها يغترف من نمير علمها وبلغت من العزة والكرامة والرفعة ما لم يبلغ غيرها حتى انتشر دينها في أصقاع العالم وعم خيره وعدله جميع المستضعفين فكانت هذه الأمة سيدة الأمم وقائدتها كل ذلك بفضل تمسكها بدينها وقواعده ومبادئه الرصينة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110]

نعم تكون خير أمة إذا أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وآمنت بالله واتحدت وتعاونت على البر والتقوى ولم تتعاون على الإثم والعدوان.

والآية المباركة تتحدث عن المبادئ الإيجابية التي تحيي الأمة وتبعثها من جديد وتؤكد على هذه المبادئ بل وتوجب التمسك بها.

وفي مقابل ذلك المبادئ السلبية التي تهدم المجتمع الإسلامي وتفرقه وتمزقه وتجعل الأمة الإسلامية متأخرة وذليلة خانعة هذه المبادئ قد حذر الإسلام منها ونهى عنها بشدة وتوعد العذاب الأليم في الدنيا والآخرة لفاعلها ومروجها.

تفسير الآية:

فسر الله سبحانه في بعض المواضع البر في القرآن الكريم بالإيمان والإحسان قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ} [البقرة: 177].

قال السيد الطباطبائي:

والتقوى: مراقبة أمر الله ونهيه فيعود معنى التعاون على البر والتقوى إلى الاجتماع على الإيمان والعمل الصالح على أساس تقوى الله وهو الصلاح والتقوى الاجتماعيان ويقابله التعاون على الإثم الذي هو العمل السيئ المستتبع للتأخر في أمور الحياة السعيدة، وعلى العدوان وهو التعدي على حقوق الناس الحقة بسلب الأمن من نفوسهم أو أعراضهم أو أموالهم ثم أكد سبحانه نهيه عن الاجتماع على الإثم والعدوان بقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، وهو في الحقيقة تأكيد على تأكيد (1).

العدوان مطلق التجاوز سواء كان جائزاً ممدوحاً أو محظوراً مذموماً قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193]، وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، فهو أعم مورداً من الظلم ومعناه في الآية تعدي الحدود التي حدها الله تعالى (2).

وقال الشيخ الطوسي:

أمر الله تعالى الخلق بأن يعين بعضهم بعضاً على البر وهو العمل أن بما أمرهم الله به، واتقاء ما نهاهم عنه، ونهاهم ان يعين بعضهم بعضاً على الإثم. وهو ترك ما أمرهم به، وارتكاب ما نهاهم عنه من العدوان ونهاهم أن يجاوزوا ما حدد الله لهم في دينهم، وفرض لهم في أنفسهم وبه قال ابن عباس وأبو العالية وغيرهما من المفسرين.

وقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، أمر من الله، ووعيد وتهديد لمن اعتدى حدوده، وتجاوز أمره بقول الله اتقوا الله ومعناه احذروا معاصيه وتعدي حدوده فيما أمركم به ونهاكم عنه، فتستوجبوا عقابه متى خالفتم وتستحقوا أليم عقابه، ثم وصف عقابه بالشدة فقال: إن الله شديد العقاب لمن يعاقبه من خلقه لأنه نار لا يطفأ حرها، ولا يخمد جمرها، ولا يسكن لهيبها (نعوذ بالله منها) (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تفسير الميزان، للسيد الطباطبائي، ج 5، ص 163.

2ـ المصدر السابق، ج 4، ص 320.

3ـ التبيان، للشيخ الطوسي، ج 3، ص 427.