x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التربية بلغة الصداقة والموعظة
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج1 ص401 ــ 403
2023-04-20
1116
إذا سعى الأبوان إلى فرض منهجهما التربوي والتوجيهي عن طريق لغة الصداقة والموعظة أو من خلال اتباع أسلوب المشاورات وتبادل الآراء مع أبنائهما ، فمن المؤكد أنهما سينجحان في التسلل إلى أعماق الأبناء ، وتمرير منهجهما التربوي بشكل سليم ويسير .
وقد أولى الإسلام هذه المسألة النفسية الحساسة بالغ الاهتمام في برامجه التربوية لجيل الشباب، فهناك كثير من الآيات القرآنية والروايات الإسلامية المعتبرة جاءت لتؤكد أهمية تربية الفتيان والشبان على أساس تقديرهم واحترام شخصيتهم.
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ...} [لقمان: 13].
لقد كان لقمان رجلاً ربانياً وحكيماً مؤمناً نزلت في حقه وبأسمه سورة قرآنية ، تضمنت جانباً من تربيته ومواعظه الحكيمة لابنه .
من خلال قراءتنا للقرآن الكريم وبالتحديد سورة لقمان نلمس العناية الإلهية بحديث لقمان وموعظته لابنه ، وهذه العناية تبرز من خلال كلمته «وهو يعظه» .
فلو لم يأت ذكر هذه الكلمة في الآية المذكورة، ونزلت الآية على النحو التالي، وإذ قال لقمان لابنه يا بني، لكانت كاملة ومفهومة، ولكننا كنا جهلنا أسلوب مخاطبة لقمان العارف الحكيم لابنه ، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوضح هذا الأسلوب بكلمة «وهو يعظه» ، وشاء أن يعرفنا بأن خطاب لقمان لابنه لم يكن يحمل صيغة الأمر والنهي ولا الإهانة والتحقير ولا التملق والتزلف ، بل جاء بلسان العظة والنصح مراعاة منه لشخصية آبنه وعزة نفسه . فليتعلم الآباء والأمهات من هذا الدرس القرآني العظيم كيف يطبقون منهجهم التربوي على أبنائهم بشكل يترك في أعماقهم بالغ الأثر ويحفظ لهم شخصيتهم ويضمن لهم سعادتهم في الحياة .
لقد أتبع الأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين أيضاً أسلوب العظة والنصح في أداء واجبهم الأبوي تجاه أبنائهم ، ففي كتاب موجه لابنه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : فإني لم آلُك نصيحة وإنك لن تبلغ في النظر لنفسك وإن اجتهدت مبلغ نظري لك(1).
ويستطيع الآباء والأمهات ان يستشفوا من هذ القول الحكيم ، مسألتين نفسيتين في غاية الدقة ، ويتخذوهما أساساً لتربية أبنائهم :
أولاً: اتباع منطق النصح والعظة في تربية أبنائهم ، وتجنب منطق القوة والاستبداد الذي يشعر الفتيان بالحطة والحقارة .
ثانياً: اعتبار أنفسهم شركاء في توفير السعادة لأبنائهم ، وإفهام أبنائهم أنهم إنما ينشدون السعادة بدافع من حب الذات ، وأنهم - الآباء والأمهات - إنما ينشدون لهم السعادة بدافع من المحبة والحنان، إذن فهم شركاء، ولهم هدف واحد، هو الاستقامة والفلاح، وعليهم أن يتكاتفوا ويتعاونوا لبلوغ هذا الهدف، كل من موقعه ومسؤوليته.
____________________________
(1) نهج البلاغة، الفيض، ص909.