x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التربية الثقافية للشباب
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة: ص331ــ338
2023-03-07
1350
التربية في رؤية خاصة تمثل عملية تثاقف بين الاجيال، وفي رأيي هي ارضية تهيء افضل فرص النمو والتقدم والتكامل والتي تعود ثمارها الى المجتمع.
ولكي نبني شخصية الشباب ونرسي قواعد التربية فإن التربية الثقافية ستكون اساس هام جداً وأن ما يوصي به الفلاسفة من ابعاد الاطفال عن الثقافة بما فيها ثقافة الوالدين فان هذه الوصايا لا تثمر سوى حصر الانسان في اطار الحياة الحيوانية.
وجدير بالذكر أن الثقافات المتنوعة وبفعل وسائل الارتباط الواسعة من مجلات وغيرها، ادت الى تلاقح واسع النطاق واثرت على العائلات في اطار الاخلاق والآداب والسلوكيات ما يمكن أن نطلق عليه هجين فالأعراف المختلفة والمدنيات المتنوعة التي تقع تحت رؤية الشباب تؤدي احياناً الى كوارث، مما يوجب اعتماد قواعد الى جانب عملية البناء الاساسية.
• معنى الثقافة:
وهنا نتساءل عن ماهية الثقافة؟ والجواب هو انها عبارة عن مجموعة معقدة من العلوم والمعتقدات والفنون، والاخلاق والعادات، والقوانين والضوابط وكل امر يراه الانسان مؤثراً في المجتمع.
والبعض الاخر يرى في الثقافة عبارة عن مجموعة عقائد وافكار، وفلسفة وعلوم وآداب واعراف. والثقافة المعقدة السائدة في المدن هي تلك التي عرفت بالمدنية او التمدن.
والهدف من التربية الثقافية هو نقل هذه المفاهيم والموروثات الى الاجيال الجديدة عن طريق التعليم النظري والعملي، من جهة، ودفع هذه الاجيال الى مطابقة افكارها بهذه الثقافة والمدنية السائدة ووزن كل ذلك بواسطتها. من جهة اخرى.
• في فلسفة الحياة:
ان الناشئة والشباب هم في سن معين ومرحلة خاصة يبحثون فيها عن الاستقلال ويسعون لبناء حياة مستقلة، ولابد من السعي لكي يصبحوا كذلك، وعلى هذا الاساس فان امتلاك فلسفة صحيحة وسليمة تعد امراً حيوياً بالنسبة لهم.
ونحن نعلم وبسبب انتشار المطبوعات أن فلسفات متعددة يصادفها عقل الشباب وتعرض امامهم، فبعضها تعطي الاهمية والاولوية للقداسة والانتصار والبعض الاخر يمنحها للعدل والانصاف والحق والفضيلة ومكارم الاخلاق، وحب الناس والشرف والصفات الروحية و... ان ذهن وفكر الشباب ينطوي على معايير للقبول ولارد على اساس ضوابط الدين، نكون قد زودناهم بها ليتاح لهم الحكم على كل ذلك واجتناب الانحراف.
• في جانب المنطق والفكر:
بعض جهود المربين يجب أن نوجه نحو تنمية الفكر والمنطق والقدرة على الاستدلال، لأنهم ربما انزلقوا بأثر ضعف منطقهم وبساطة تفكيرهم، اذ نلاحظ وجود حالات تمكن فيها الاخرين وبواسطة التلاعب بالألفاظ او المغالطات والسفسطات من ايقاع الشباب في المهالك واعجازهم عن الدفاع عن عقائدهم، وتنجم جراء ذلك الكثير من الانحرافات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية كما هو معروف.
وبواسطة المناقشات والمجادلات واعمال المنطق وتعليمهم سبل هذه الاعمال سنصل الى منحهم حصانة خاصة ضد المزالق المشار اليها سابقاً.
• في الجانب الايديولوجي:
ان اسلوب التفكير والمعتقدات وتطبيقاتها العملية تؤشر حقيقة الجانب الايديولوجي. أو ان الايديولوجيا هي محصلة المعتقدات والافكار والتي تتجلى من خلال الافعال. وهناك امكانية بوجود اناس يتظاهرون بالتقيد بالعقيدة ولكنهم في اطار العمل لا يلتزمون بها ويتخذون سبلاً اخرى لذلك كما يمكن ان تتمظهر العقيدة الصحيحة بصورة دين وافعال صحيحة.
في الجاب الايديولوجي تضع الشاب تحت ظلال تعاليم ومنطق ديني بدون أن تبرز اختلافات بين التفكير والعمل، وبين الاعمال الدينية والاعمال الاخرى ونتائج كل هذه السلوكيات يجب ان تدعمها التعاليم الدينية. اي أن يبتعد عن الافكار غير السليمة والايديولوجيات الخادعة التي تروج لها اجهزة الدعاية المنحرفة.
• في العلم والتعليم:
على الشاب أن يلتصق بالعلم والتعلم وأن لا بضيع اي فرصة بدونها وكما جاء في الاسلام ان الانسان يجب أن لا يكون إلا عالم او متعلم. يقول الامام الصادق (عليه السلام)، «لا احب أن نرى فيكم شباباً بغير احد حالتين: اما عالم او متعلم فان لم يكن احد هاتين فهو مقصر»(1).
لذا يتعين علينا أن ندفعه لتعلم احد التخصصات التي تطابق مواهبه وحاجة المجتمع وأن تقدم له علوم قادر على فهمها .
لان الشباب ذوي اذهان متعبة تعاف العلم بسرعة ويتخلون عن متابعته.
وعلينا ايضا ان لا ننسى هذه الملاحظة الهامة بالنسبة لنموهم العلمي والتسريع به
وهي اقتران العلم بالتجربة.
• الوعي العام:
تأتي المعلومات العامة احياناً عن طريق الحوارات العلاجية وعن طريق التجارب، وهي ذات اثر فعّال في توسيع دائرة الرؤية للفرد، وأن طبقة الشباب من هذه الناحية بحاجة ماسة الى الرؤية الواسعة. فان الكبار من ذوي التعليم الواطئ تتشكل معلوماتهم بصورة رئيسية عن طريق التجارب واحياناً تمثل الحياة الاجتماعية مدرستهم الوحيدة ومعلميهم فيها كبار السن. وواضح جدا ان هذه المعلومات تمثل هدفاً لهم وباعث على التحول الاجتماعي عندهم.
ان مستوى الوعي والمعرفة لدى الشباب يجب أن نرتفع به ونسعى لتوسعته في كل اتجاه ليتاح لهم اتخاذ مواقف سليمة ازاء مختلف ما يواجهونه من قضايا بعيداً عن الحقائق التي تؤدي بصورة اعتيادية الى مشاكل وتتلقى بدون برمجة وتخطيط .
• فيما يتعلق بالفن:
الفن عنصر تلطيف للنفس ويحضى بالنسبة لهم بأهمية بالغة. وبخصوص التخفيف من حدة الغرائز يعد الفن احد السبل الهامة. ولهذا فان على الاولياء أن يوجهوا جزءاً من عنايتهم وأن يقبلوا بان الفن عنصر تلطيف للغرائز.
والفن ايضاً يوفر فرص نمو وتسامي الشباب وعلينا أن لا نسوقهم باتجاه حدة الغرائز بالتعليم السيء فيتحولوا الى عصاة بل ان نتيح لهم اكتشاف وتقوية مواهبهم وقدراتهم والفن يعد سبيلاً لتأمين هذه الفرص وتحويل المواهب الى واقع عملي على طريق الاهداف الالهية والقيم السامية ونجاة الناس.
• في الادب:
في هذه السن يبرز عند بعض الشباب نزوع نحو الادب وتتجلى لديهم مواهب ادبية اذ نلاحظ انكبابهم على مطالعة النصوص الادبية والعاطفية منها وقد يبدؤون بنظم الاشعار او نشرها.
ومن الضروري وبمجرد بروز هذه الاتجاهات لديهم المبادرة الى تقديم توجيهات تساعد على تعميق هذه المواهب من خلال نماذج شعرية انسانية رفيعة، وبناءة تساعد في تحولهم الى شعراء يتابعون الخبر والمعرفة ويبتعدون على الابتذال والفساد او الاشعار التي تروج لذلك. وأن ينتهوا الى هداة الى الخير والمحبة.
• الآداب والاعراف:
انهم يهمون بالولوج الى الحياة الاجتماعية وأن يختلطوا بالناس ومن هنا لابد من ابلاء المربين والاباء قسماً من جهودهم للاهتمام بتعليمهم الآداب والاعراف وسبل التعامل فالأعراف هي اساليب نشأت منذ اقدم العصور واستمر التعامل بواسطتها الى يومنا الحاضر بسبب ادراك الناس للفائدة المتأتية منها والآداب هي جزء خاص من هذه الاعراف، والشاب طبعاً بحاجة ماسة الى معرفتها وقبولها بعد التمحيص.
فالشباب هم اهل المستقبل ويحتاجون طبعاً لمعرفة الاعراف والآداب الاجتماعية منذ هذه اللحظات والى الانسجام معها لأن الرفض والتعارف قد يعيق وصولهم الى الاهداف الكبيرة.
• الشعائر والمناسك:
كل مجتمع يمتلك شعائر ومناسك محترمة عند جميع افراده، وتحضى بالقداسة عند المجتمعات التي تتخذ صبغة دينية. فالحفاظ على هذه الشعائر يعني الحفاظ على المقدسات، وهم من هذه الناحية شديد وشديدو الحساسية .
وفي دائرة التثقيف لابد من تعليم الشباب هذه الشعائر والمناسك فضلاً عن احترامها وأداءها بمحبة.
كما ان السعي لحفظ هذه الشعائر سيشكل ارضية متينة لتحويل الشباب الى الالتزام الديني.
• في جانب المطالعات:
الكتب والمطبوعات ذات دور عظيم في توجيه الشباب ولذا يجب ان لا تقرأ لغرض التسلية. فنحن نلاحظ ان مقاطع طويلة من اعمار الشباب تنفق في مطالعة كتب تافهة تبعدهم عن حقائق الحياة وتضللهم وتخلق عناصر انحراف لديهم.
فالكتب المضللة تضيع عمر الانسان وقد تؤدي مطالعة الكتب البوليسية ومشاهدة الافلام الى ارتكاب الجرائم، لذا لابد من فرض رقابة على مطالعات الشباب حذراً من ايقاض العناصر المضرة الكامنة لأن ذلك ايضا يخلف مخاطر كثيرة.
ومن جهة اخرى هناك ضرورة ان نقلل من عمليات حشو اذهانهم بما لا فائدة فيه. او بما يثير عوامل العنف او يجرهم الى الجدال والمكابرة. بل يجب الحرص على تزويدهم بكتب تساعدهم على التفكير العميق وتؤثر في بناء شخصياتهم ايجابياً.
• في المواقف الفكرية:
ان التحولات الثقافية في المجتمعات ادت الى نشوء صراعات وتناقضات تؤثر مباشرة في اجيال الشباب. لذا لابد من خلق ارضية تساعد على التفكير المستقل عندهم. وان يتمكنوا من الحكم على القضايا التي تواجههم بأنفسهم بناءً على معرفتهم بأسس المعايير والبحث فيها ثم قبولها والحكم على اساسها وأن يكون وضعهم الفكري بشكل لا يتأثر بالمتناقضات بحيث ينحرفون عن الاصالة وهذا يستلزم اليقظة والانتباه.
_____________________________
(1) نقل بالمعنى.