1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

حقوق الزوجة

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص149 ــ 154

2023-03-07

914

الناس مسلطون على أموالهم.

والإسلام الحنيف يقر للأفراد الاستقلالية في الملكية.

حتى لو تزوج الرجل ممن تفوقه من الناحية الاقتصادية فإن النفقة تقع عليه ولا تسقط عنه. أضف إلى ذلك أن عليه تجنب الإشارة إلى ثروة أو ملكية زوجته إذا ما توقع أن ذلك قد يدفعها للعمل على فرض سيطرتها على البيت، بل ويعتبر أنه جاء ببنت فقيرة إلى بيته متناسياً وضعها المادي الجيد كلياً.

ليس للزوج أن يأخذ من زوجته الموظفة راتبها الشهري أو دخلها من جراء بعض الأعمال كالخياطة للآخرين مثلاً، أو أن يستفيد من أموالها وإن فعل فهو ممن يمارس السلطوية في البيت، وهاتان الحالتان (سلطوية الأم وسلطوية الأب) لهما أضرار لا يمكن تعويضها وأن الإسلام الحنيف يرفضهما معاً.

ولو عمل الزوج على ما يدفع الزوجة للتنازل له عن ملك أو مال بدافع الاستحياء منه فعمله يتنافى مع التعاليم الإسلامية لأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: (المأخوذ حياءً كالمأخوذ غصباً).

لا بأس أن يفرح الزوج لوجود دخل خاص بها من جهة أنه مدعاة للترف والتنوع لا من جهة توفر مصدر اخر للأنفاق والنفقة. إن جرأة الزوج تضعف أو يقل مفعولها في مقال الزوجة المتمكنة مادياً كما أن جاذبيتها تتبدد في مقابل الزوج في حين تحتاج الزوجة دوماً إلى الاطراء والإشادة بجمالها. وعلى نحو الإجمال نقول بأن الرجل لا يستطيع تجاهل الوضع الاقتصادي للزوجة المتمكنة مادياً كلياً كما أنها فقدت بأفول جاذبيتها التي يصعب تعويضها عاملاً ضرورياً في شخصيتها كامرأة.

ثم يكفيك أيتها الزوجة فهماً وادراكا أن لا تصرّي على أن يفكر زوجكِ بالطريقة التي تفكرين بها بل من الأفضل أن تتحركي أنتِ باتجاه ما يفكر به زوجك وثقي بأنك لم تتزوجي بمن كنت تتمنيه شأنكِ في ذلك شأن الأخريات من البنات. رغم كل التشابه بين الأجسام إلا أنه لا يوجد تشابه كامل بين شخصين بالشكل فكيف يتوقع أن يكون هناك شبه في السجايا والصفات بين شخصين خاصة إن السجايا لا تحدها حدود كالجسم بل يتسع أفقها إلى اللانهاية. إذاً يترتب على المرأة وكذلك الرجل أن يعرفا بأنهما كانا قبل الزواج وفي بدايته يرسمان صوراً خيالية في ذهنهما عن هذه العلاقة ويقبل كل منهما أن عليه التعلق بالآخر في حياة مشتركة. الطيبون قلائل والعشق مبدأ مفروغ منه في علم النفس، فلطالما سكن رجل قبيح المنظر قلب امرأة تقدر وتحترم الفن بسبب مهارته في الكتابة ولطالما سقطت الفتاة التي ترى الثروة مظهراً للكمال في هوى ثري غير وسيم أخذ العمر منه مأخذه؛ أي أن صفة واحدة تغطي كل القبائح والعيوب وتصوغ من الحبيب هيئة جميلة ومحببة سواء كان هذا الجمال ظاهراً فيه أم مستوراً.

رغم أن المرأة يجب أن تكون على النحو الذي يحبه الزوج، وهو عين ما يريده الإسلام الحنيف من أن تلبس أو تظهر بالمظهر الذي يطلبه الزوج منها، ورغم أنه ينبغي للرجل أن يتهيأ لزوجته وإلا فسدت كما فسدت نساء اليهود. إلا أن عليهما أن ينتبها إلى أن تقليد الغرب في تقليعاته وتصرفاته يعني الاقرار لهم بالأفضلية والرغبة منا في السير على خطهم ومنهجهم في حين أن السير على ما تقتضيه الفطرة وما تحمله من سجايا وخصال أفضل دوماً من السعي لاكتسابها من الآخرين بالتقليد. من هذا المنطلق صار الأفضل للمرأة المسلمة أن لا تحيد عن اتباع ما ألفت عليه آباءها وأجدادها من منهج قائم على أساس الدين الإسلامي الحنيف.

المتفق عليه في الشرق والغرب هو هروب المرأة من الرجل البعيد عن الشجاعة والقوة وعلامات الرجولة وهروب الرجل من المرأة التي تنعدم فيها الرقة والظرف والمشاعر المرهفة وتظهر بمظهر الرجل. ولأن الأخلاق والميول تترك أثرها على شكل وهيئة المرء حيث المتقي والزاهد تطغى عليه النورانية والمقامر والمدمن له مظهر آخر فإن التنوع في الشكل والخصال تتضح أكثر مع تقدم العمر. إن الأطفال الذين لم يختصوا بعد بخصال معينة يشبه بعضهم الاخر ثم يظهر الاختلاف والتنوع مع نموهم ثم ما أكثر التوائم الذين يصعب التمييز بينهم في الصغر وإن كبروا سهل التمييز بينهم بسبب تطبّع كل منهم على صفات وخصال خاصة.

الأمر ذاته ينطبق على الأمم المتوحشة فهي تشبه بعضها الآخر أكثر من غيرها وما أشبه الغرب ببعضه ولذا فإن التشبه بالغرب نوع من الميل نحو الوحشية والرجوع إلى الوراء ونبذ التنوع.

ونشير هنا إلى أن الأنثى أجمل من الذكر في عالم البشرية على عكس ما هو موجود في سائر الحيوانات التي هي أقل تنوعاً من عالم الإنسان، فالذكر في عالم الحيوانات هو الأجمل والأظرف، وعلى هذا كان تقليد الآخرين نوعاً من فقدان الأنسنة فضلاً عن الاقرار بأفضلية للطرف المقابل، وبالنسبة للمرأة يكون التقليد موجباً لخروجها عن طورها وعدم مواكبتها لما تتسم به الأنثى وما يتصف به الإنسان.

ومن المناسب أن تعلم - عزيزي القارئ - بأن من دلائل تفوق جمال الذكر في الحيوانات على الأنثى سعي الأخيرة لكسب ود الأول واختيار زوج لنفسها وإن حصل العكس فذلك يعني بأن جمال الذكر لا يفوق بتلك الصورة جمال الأنثى التي اختارها لنفسه، أما الحال لدى الإنسان فبالعكس حيث يبادر الرجل في الأعم الأغلب لخطبة المرأة التي هي الأجمل ولا الأظرف.

الميزة الأخرى للإناث على الذكور في عالم الإنسان هي توفر عوامل الجمال بين النساء أكثر من توفر عوامل الرجولة عند الرجال مما يعد تنوعاً آخر لهن.. ينبغي للزوجة أن تستفيد من تلك العوامل في التهيؤ والتجمل لزوجها فقط لا لغيره كما يأمر بذلك الإسلام الحنيف (أيما امرأة تطيبت لغير زوجها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها)(1)، إن المرأة حتى لو اتصفت بصفات الكمال فإنها لن يقال عنها جذابة ما لم تملك عوامل الجمال الأنثوي وما لم يكن لها مظهر يتوسم فيه الجمال، وفي المقابل يفقد الرجل مكانته ووقاره إذا افتقرت شخصيته للرزانة وسمات الرجولة الحقة. وخلاصة القول هي أن كلآ من الزوجين يكمل أحدهما الآخر، فهي قادرة على أن تكون، بما تملكه، المكمل للصفات الخلاقة في شخصية زوجها وهو قادر أيضاً على البلوغ بجماله الباطني مرحلة الكمال بواسطة الجمال الظاهري لزوجته وللاثنين أن يفهما الآخرين بهذا الموضوع بشكل أو بآخر.

في المجلس الذي يحضره الزوج المتزن والمتفاخر بجماله المعنوي، تتحدث الزوجة أكثر مما تتحدث في مجالس أخرى فتستشهد بأقوال زوجها وتلوح إلى حبه لها، وإذا كانت الزوجة جميلة تضفي بجمالها طراوة وحسناً مضاعفاً على الجمال الباطني والمعنوي للزوج فإنه غالباً ما يفضل الصمت بدافع (الغيرة) فهذه السجية تتغلب في مثل هذه المواقع على باقي سجايا الزوج وتكون الحافز له للدفاع عن زوجته إن لزم الأمر، أي أن الجمال الظاهري للمرأة يكمل الجمال الباطني للزوج. هناك عاملان مهمان في تعزيز الجمالين الظاهري والباطني لكل من المرأة والرجل على التوالي وهما الشَّعر لدى المرأة والكتاب لدى الرجل، فللمرأة أن تظهر بالشكل الذي تحبه عبر تغيير تسريحتها بينما الرجل يستطيع الظهور بصورة الكتاب الذي يقرؤه، والحديث في هذا الباب يحتاج بحد ذاته إلى كتاب مستقل به.

لكن الشيء الذي ينبغي ذكره هنا هو أن الشاب والشابة المتزوجين اللذين يذوب أحدهما في الآخر حباً، عليهما أن يعملا على تهذيب نفسيهما والسير على طريق التكامل وصولا إلى المودة والرحمة التي يمكنها لمسها معاً، كما أنبأ بذلك القرآن الكريم.. على الشاب أن ينمي في نفسه الصفة التي تحبها زوجته وذلك رغبة في المزيد من التقرب إلى قلبها، وإن رأت الشابة أن زوجها يفضل المنهج وطريقة العيش الفلانية فعليها أن تعمل على تطبيقها بغية تقليل الفاصل بينها وبينه إلى أدنى حد وسعي الاثنين هذا كفيل بسيادة المودة والرحمة أجواء العائلة، فبالمودة تزول الفواصل وتقوم المساواة وبالرحمة يرفض أحدهما الخصال الممقوتة للآخر فمثلاً يلتفت الزوج إلى أن زوجته تحب الاستغابة فيعمل وانطلاقاً من (مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ورفض الرأي العام للغيبة، على الابتعاد عن الغيبة مسجلاً امتعاضه منها وهذا الفعل بحد ذاته رحمة للاثنين جاءت بعد أن ترسخت المودة بينهما(2).

الظريف أنه قلما شوهدت امرأة لا تهتم بمظهرها وزينتها أمام زوجها أو لا تتقرب إليه من هذا الباب، وهي في نفس الوقت مستعدة للتخلي عن الصفات الممقوتة واكتساب الممدوحة أملاً في المزيد من التقرب للزوج، أما الرجل المقصر في ممارسة الأساليب الكفيلة باستمالة الزوجة يلجأ إلى تعزيز قواه العقلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مكارم الأخلاق ـ في حق الزوج على المرأة - ص213.

2ـ إن الدين الإسلامي الحنيف يعتبر في إطار تعاليمه السامية للزوجين، الظهور بالمظهر الذي يريده الطرف الآخر وسيلة ناجعة لتقرب كل منهما للآخر وبالتالي تعميم أجواء المودة والرحمة في العائلة.