1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

الأبوة ـ مشاركة الأبناء

المؤلف:  ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف

المصدر:  سر الطفل السعيد

الجزء والصفحة:  ص58 ــ 62

2023-02-16

987

عندما كان طفلنا صغيراً؛ كنا نعيش في مدينة هادئة تبعد عن مكتب البريد والمتجر العام بنصف كيلو متر، كنا نستمتع بالسير للحصول على البريد في صباح الأيام - المشمسة وكان الأمر يستغرق عشر دقائق للوصول إلى هناك والعودة إلى المنزل. ما لم تصطحب معك طفلاً في الثانية من عمره!، إن الطفل في الثانية من عمره لا يفكر مثل الشخص الناضج إنه لا يعرف معنى (الأهداف بعيدة المدى)، فهو لا يعرف معنى إنجاز المهمة التي يسعى إليها. إنه بعيد كل البعد عن هذا المفهوم. لقد كانت كل خطوة في الطريق تثير موضوعاً للتفاوض المكثف! (أريد أن ألهو في الخضرة والماء!).

ذات مرة ـ ومن منطلق البحث العلمي ـ قررت أن أجرب شيئاً ما؛ استسلمت تماماً وتركت لطفلي العنان وسمحت له أن يفحص كل مستنقع، وحفرة، ودودة ميتة، وبقعة مياه وكل صخرة كان يرغب في تفحصها على طول الطريق، (فإن كانت المؤثرات الأولى في حياة الشخص توثر على مجال عمله في المستقبل؛ فإن ابني سوف يكون له مستقبلاً باهراً في مجال الأعمال الصحية)، على أية حال؛ لكي نختصر قصة طويلة جداً كان الطريق يستغرق ساعتين ونصف! وبعد فترة؛ بدأت أستمتع بهذه؛ الرحلة!

يبدو جلياً من كل الأشياء التي نعرفها عن الأسر أن الأطفال، وخاصة الصبية منهم يحصلون على الكثير من خلال تواجدهم مع الأب، إنهم يحصلون على شيء، مختلف ومكمل لما توفره الام في ذلك الوقت. كما أن التواجد مع الأب يعني في أغلب الأحيان المشاركة في عمل شيء ما، إن الأمر في الواقع ليس شبيهاً بما يتم عرضه في الأفلام والبرامج مثل برنامج (عائلة والتونز)، ففي هذا البرنامج يجلس الجميع في هدوء ويتحادثون معاً حديثاً من (القلب)، ربما كان هذا يحدث في الولايات المتحدة القديمة (رحم الله الأيام الخوالي)، ولكن في استراليا؛ قد يصاب الشخص بالإغماء التخشبي إن جلس وجهاً لوجه مع شخص آخر كما يحدث في البرنامج الأمريكي، وقد خلصت من خلال حديثي مع الأشخاص الناضجين الذين حظوا بعلاقات ناجحة مع آبائهم أنه كان هناك بالفعل حواراً يجمع بين الجانبين، غير أنه كان مستتراً بعناية داخل احد أنواع النشاط، إن الثقة والافضاء بسرائر النفس ينموان بالتدريج، بينما نقوم بتحميل الأخشاب أو إصلاح السيارة أو العناية بالماشية.

قد تلحظ أن بعض هذه الأنشطة تنتمي إلى الأنشطة الريفية، إن المدينة بالفعل تفتقر إلى المشاركة في عمل الأشياء كما أنها تفتقر إلى الحماس بدرجة كبيرة، يمكن فقط المشاركة كثيراً في إخراج القمامة!، يبدو أن التقارب يحدث بين الآباء والأبناء في المدينة في أوقات توصيل الأبناء بالسيارة بين نشاط وآخر كالانتقال من النادي الرياضي إلى درس الباليه، او.. الخ، هذا هو بالفعل الوقت الذي يستطيع فيه الاب ان يسأل أبناءه عن أحوالهم، وأن يوجههم قليلاً على ان يكون ذلك في حدود الوقت الذي تسمح به الرحلة.

أن مشاركة الأبناء الأنشطة يعتبر من الأمور الحيوية بالنسبة للأب. فهو يسمح بالتقارب التلقائي بين الأب وأبنائه. وهكذا تتطرق الحوارات إلى مدى أعمق، وتنمو العلاقة بشكل تلقائي ويستطيع الاب بمنتهى اليسر ان يوجه أبناءه ويعدل مسار حياتهم على نحو أفضل بكثير من توجيه افلام هوليوود ومجموعة الأصدقاء لهم.

عندما تشارك أبناءك في بعض الأنشطة هناك بعض القواعد البسيطة التي يجب أن تطبقها:

1ـ لا تتوقع انجاز أي شيء!

وخاصة مع الأطفال الصغار، (مثل الذهاب إلى مكتب البريد)، حيث لم يعد الهدف هو نفسه الهدف. إن كنت ـ على سبيل المثال - تعلمهم كيفية استخدام المفكات، فإنك لن تنجز تركيب أحد الأبواب بسرعة كبيرة. لذا دعك من هذا الأمر. إنهم سيذهبون للتجول لبعض الوقت وحينئذٍ سوف تستطيع تعويض هذا الوقت الضائع.

2ـ لا تشارك أبناءك العمل إلا عندما تشعر أنك على استعداد لذلك.

إن مساعدتهم لك في غرس بذور نباتات الربيع لن تجعل حديقتك باهرة. يجب أن تقرر ما يجب عمله: هل تسعى لأن تقضي وقتاً مع أبنائك أم أنك تريد إنجاز المهمة على الوجه الأمثل؟ إن كنت تسعى لتحقيق الهدفين؛ فسوف تشعر بالإحباط. يمكنك أن تشاركهم في التخلص من بعض الأوراق على أن يكون الهدف الأساسي هو الاستمتاع بصحبتهم. وهكذا سوف ينظرون إلى (مشاركة الأب أعمال الحديقة)، على أنها نشاط ممتع وسوف يتطوعون بعد عشر سنوات من تلقاء أنفسهم لجز الحشائش! 

3ـ استمتع بالأبوة، فإنها لا تدوم!

كنت في الثلاثينات من عمري عندما رزقت بابني، وكنت على قناعة بأن عمر الأبوة قصير. فعندما كان يتجول أبني حولي وأنا أقوم بعملي، كنت أقدر قيمة التواصل معه وأود أن أعرف ما يمكنني تعليمه إياه في مثل هذه السن وفي مثل تلك الظروف، باستثناء الوقت الذي كنت أعمل فيه على الحاسوب.

والخلاصة هي أنك كأب بحاجة لأن تقرر أولوياتك لحظة بلحظة والتي ستكون في بعض الأحيان الأبناء وفي أحيان أخرى غير ذلك. أما أحد أهم مميزات قضاء وقت مع أبناك فهي أنهم سوف يساعدونك على التمهل، وحينئذ سوف تشرع في إعادة اكتشاف بعض المتع الصغيرة والتي تعد الهبة التي يمنحونك إياها. إن الوقت الذي تقضيه مع الأطفال ليس وقتاً ضائعاً.