1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

أسلوب التعامل مع الزوجة

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص91 ــ 96

2023-02-14

928

صح ما يقال من أن اليابان تضع منهجاً لتعليم الأناث كيفية التعامل مع الزوج، إذ لا بد لتلميذات الابتدائية والثانوية أن تدرس مادة (كيف تتعاملين مع الزوج)، وتمتحن فيها حيث تخضع هذه المادة كسائر المواد الدراسية لقانون النجاح والرسوب، وربما كان ذلك هو السبب في أن تعرف المرأة اليابانية بأنها فريدة من نوعها بين نساء المجتمعات الأخرى في هذا المجال.

وفي المقابل، لم يسبق الإسلام الحنيف دين أو مذهب في وضع منهجية لكيفية التعامل مع المرأة إذ كان هو المبادر الأول لذلك وقبل أربعة عشر قرناً.

حينما كنت في السنة الرابعة من كلية الطب، اطلعت على أمر لا أنساه..

في ذلك الوقت، كان المريض المحتضر ينقل إلى غرفة معزولة تسمى (الانفرادي) ومكتوب على بابها (العيادة ممنوعة)، وبعد أن توافيه المنيّة يتم نقله إلى المسجد؛ والمسجد هو غرفة صغيرة مظلمة قريبة من الباب الفرعي للمستشفى والمستخدم لإخراج أو ادخال الأشياء بعيدا عن أعين الناس وفي مقدمة ذلك اخراج أجساد الموتى عبره دون ضجيج! لكن هذه الغرفة المسماة بـ (المسجد) هي أوسخ نقطة في المستشفى حينها - في زمان العهد البائد - مما يعكس حالة اللامبالاة التي كانت سائدة اتجاه كل ما يمت للإسلام والدين بصلة.

على كل حال، ينقل المتوفى من المسجد إلى المقبرة.. مثلما حصل للقرآن الكريم في عصرنا إذ حذف من حياة المجتمع وحصر في المقابر... والأمر اليوم يطال الأئمة والمعصومين (عليهم السلام)، إذ لدينا جنة الزهراء (عليها السلام)، وجنة الحسين (عليه السلام)، وجنة الرضا (عليه السلام) وغيرها.

استنادا للمعلومات التي كنت أحملها، وهي أقل مما لدي اليوم منها، أقدم على فتح أزرار قميص المحتضر ورفع الوسادة من تحت رأسه والغطاء عنه وغير ذلك مما هو جزء من الأوامر والوصايا الإسلامية الأمر الذي جعلني في معرض سخرية الآخرين، وهو أمر طبيعي حيث الاستهزاء بالأنبياء(عليهم السلام)، ديدن من لا الإيمان له: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [يس: 30]، ومن يتأسى بهم وبأفعالهم معرض للاستهزاء أيضاً من قبل عديمي الإيمان... بيد أنه لم يمض وقت طويل حتى ارتفعت الأصوات بالاحتجاج فخصص درس جديد في الجامعات كما خصص له مقعد في بعض كبريات الكليات في العالم، هذا الدرس خاص بكيفية (التعامل مع المحتضر)، وعلى نفس المنوال لن يمضي وقت طويل على وضع دروس في التعامل مع الزوج حتى تؤسس دروس لكيفية التعامل مع الزوجة ومن الممكن جدا اقرار نظام لأسلوب التعامل مع المرأة ولا يؤخر تفعيل هذا الأمر سوى الشعور السائد بعلو مرتبة الرجل على المرأة فلو أرادت النساء تشكيل جمعية تنادي بحقوقهن فإن الرجال يرون لأنفسهم الحق بمنع الجمعية من رفع لافتة باسمها.

لقد أشار القرآن الكريم مرارا وقبل أربعة عشر قرناً إلى مبدأ عام في القرآن الكريم {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]، وشرح مفاهيم الآية الشريفة، ومن تلك المفاهيم أنه: أيها المسلمون... انكحوا النساء على ما أمر به الله تعالى واحذروا من أن تتعاملوا معهن بما يخالف حكم الله تعالى وتضيعوا حقاً من حقوقهن.

إن عدم الالتزام بالمنهج الذي أقره سبحانه وتعالى بشأن التعامل مع الزوجة يعد في الواقع مضيعة للأولاد ويتحمل الرجل جزءا كبيرا من هذا الأمر.. ومثلما قلت للمرأة بأن التعايش مع خصائص وطباع الزوج أسهل من التذمر والتمرد عليها الأمر الذي قد ينتج عنه العنف فإنه ينبغي للرجل تحمل طباع الزوجة ويعرف أن ذلك أسهل من تسفيه بعض خصالها والتذمر عليها وذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إنما مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن أقمته كسرته)(1).

نعم، ستكسر الضلع وستحطم شخصية المرأة التي هي وعاء الأولاد وبذلك ستساهم في توجيه الظلم للأولاد وشاركت في افسادهم. إن الزوج لديه كل ما تنشده المرأة؛ المرأة التي شيدت ماضيها في بيت والديها وكرست مستقبلها لمطالبيه، ولذا فلا تجعل أيامها تعيسة وهي إلى جانبك وإلا كمَن التقصير في النواحي الاجتماعية أو سلبها صلاحياتها أو نزعها من ماضيها للطفل إذ ستعكس ذلك الاجحاف في تعاملها مع الطفل وتنزل على هامها غضبها.

في عصمتك زوجة عزلاء لا تملك ما يحميها وتضع في نفس الوقت بيدها أطفالاً عزلاً أبرياء، فإن لم تتورع أنت عن ظلمها وأذيتها فاعلم إنها، إن لم تكن تتحلى بالإيمان، لن تتورع أيضاً عن التقصير بحق الأطفال الأبرياء بل وينبثق تصرفها معهم من تلك الأماني غير المحققة ومن ذلك التمرد والتذمر الذي واجهته من زوجها وتجمد مفعول تضحيات الأمومة التي تحل عادة محل الآلام والأضرار التي يسببها الزوج لها وللعائلة. . . إن الأم التي تصفع ابنها بسبب سقوط حبيبات الأرز من يده على الأرض لم تكن لتلامس بيدها وجه انها فيما لو سمعت قبل ساعات أو حتى قبل يوم كلمات عذبة من زوجها، لن تفعل ذلك حتى لو هشم إناء غالي الثمن. وفي الحقيقة إن هذه الصفعة لم توجهها الأم للطفل بل وجهتها لزوجها ولنفسها ولحياتها، وبعبارة أخرى إنها لجأت للانتقام.. لكن عاطفة الأمومة لا يمكن كتمانها فنفس هذه الأم سرعان ما تنفجر عينيها بالدموع أو تطلق لسانها لينال من الزوج أو تلطم على وجنتيها وكل ذلك لتنتقم من نفسها على ضرب ابنها. وفي الوقت ذاته تقدم على صفع ابنها مرة أخرى في موقع آخر إذا ما تذكرت إضاعة زوجها لحقها وتكرر الأمر يجعل الطفل يضجر من جنس الاناث وقد يتجنب الزواج حتى لو بلغ الأربعين من عمره، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أبناء الآباء المتزمتين والمستخدمين للعصا غالباً ما ينحرفون عن الطريق القويم فضلاً عن ترك الزواج.

ربما يتحلى الزوج بمستوى من الفهم فيلتفت إلى معنى الضرب الذي يتعرض له الولد من الأم وينتبه للأمر عند مطالعته لهذا الكتاب، ومثل هذا النموذج من الرجال لا يقابل ولا يعالج صور انعدام الإيمان بتصرف لا إيماني لأن وعيه لا يسمح له بإيجاد طوق غليظ حول حياة العائلة يستحيل كسره. النموذج الآخر يسيء إلى زوجته فتنتقم هي من ولدها فيعاود هو اساءته لها وهكذا دواليك والشيطان في وسطهم يوسع نطاق الدائرة ويحكم طوقه على الوالدين اللذين يتسببان معاً في ضياع الأولاد، مع الإقرار بأن الأب يتحمل القسم الأكبر من هذا الخطأ لكونه البادئ بالظلم.

من يعرف بأن القرآن الكريم يقر حقاً للزوجة ويسمع قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهو يترحم على من يرحم عياله.

ثم لا يبالي بذلك فهل يمكن عده من المسلمين؟! لو كان مسلماً بحق لاحترم على الأقل المنطق والقانون الإلهي الذي نبذه وراء ظهره، ولم يعد مسلماً وهو الذي لم يتورع عن الممارسة القبيحة مع زوجته..

وقد أشار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى ذلك عند دفنه لسعد بن معاذ.

وأن ضمة القبر قد أخذته لما كان في خلقه سوء مع أهله، رغم أنه عاش مجاهداً، ومات شهيدا، وشيعته الملائكة، ولحده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بيده.

أي أنه كان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن المؤمنين بل ولم يكن يرضى هو بما يفعله مع عياله؛ فالنية الحسنة في داخل المرء تشكل الإيمان وترجمة الإيمان على صعيد الواقع ينتج عنها العمل الصالح ومن يحمل في قلبه النية السليمة الصالحة ويظهر منه ما يخالف ذلك فسيتعرض إلى ضغوط نفسية لأن ما يصدر منه يتنافى بصدق مع ما يحب وما يرغب في تحقيقه من خير للآخرين، بيد أن ذلك لا يمنع من مواجهة جزاء فعله.

يعيش الإنسان حياته بين أمرين؛ بين الجبر والتفويض. مجبور في تقادم الأيام، مجبور على تناول الطعام وكذا هو الوصال إذ فيه حالة من الجبر عجيبة.. تتسلم المرأة بمقتضى عقد النكاح زمام الأمور داخل البيت وتوكل للرجل شؤون العائلة في خارجه وفي الوقت ذاته يود الزوج التدخل في شؤون البيت أكثر مما ترغبه الزوجة من تدخل في شؤون خارج البيت، وعلى كل حال فهما قائدان لمسيرة حياة العائلة ينصب عملهما في بوتقة واحدة.

على الزوج أن يقر القيادة للزوجة في البيت وعليها أن تقرها لزوجها في خارجه إلآ أن الزوج مثلما يمنح الحق لنفسه في التدخل بشؤون البيت فعليه أن يمنحها الحق إذا ما أرادت الاطلاع على علاقته مع الاخرين خارج البيت.

نظراً لفطرة المرأة فإنها لن تكذب قول زوجها ما دام يلاطفها ويستخدم معها كلمات معسولة، حتى لو تيقنت من كذبه أما الرجل فينتفض ويضيق صدراً إذا ما عرف بمخادعة زوجته في حبها له ولذا يتجلى عقل الزوج ومنطقه من خلال كيفية التعامل مع زوجته التي تتدخل في أموره خارج البيت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة: ج20، باب استحباب خدمة المرأة زوجها في البيت: ص173.