x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
زيارة الإخوان
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص186ـ 192
4-8-2022
2493
إن التزاور يزيد المودة والمحبة بين الإخوان لما يحمل من معاني عديدة وكبيرة منها إشعار الطرف الذي تزوره بالتقدير والاحترام والمحبة وإشعاره بأنه ليس وحيدا في هذه الحياة بل هناك من يتفقده ويسمع همومه ويعرض عليه حوائجه ليستشعر بالأمان والاطمئنان وما في ذلك من أهمية في زيادة الترابط الاجتماعي والوحدة في المصالح والهموم والأفراح والأحزان والمواساة في كل ما يعرض عليه من حالات وخصوصاً إذا كانت الأحاديث التي تذكر تحث على التزاور حيث روي عن أبا الحسن (عليه السلام): (ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض.. ثم قال: وان المؤمنين يلتقيان فيذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه ابليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا)(1).
وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): يقول في حديث مروي عنه (تزاوروا في بيوتكم لأن في ذلك حياة لأمرنا رحم الله عبدا أحيا أمرنا)(2)، وقال الصادق (عليه السلام): (وإذا زرت فزر الأخيار، ولا تزر الفجار فإنهم صخرة لا ينفجر ماؤها وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها)(3).
وينبغي أن تتعامل مع اخوانك معاملة مرنة بعيدة عن الحواجز النفسية واضعا كل الحلول المحتملة لعلاج أي أزمة ممكنة تحدث بين الإخوان حيث قال الإمام زين العابدين (عليه السلام)، لمحمد الزهري: (وان عرض لك ابليس لعنه الله أن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل قد سبقي بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني، وان كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني وإن كان تربك فقل أنا على يقين من ذنبي وفي شك من أمره فمالي أدع يقيني لشكي)، وقال (وإن رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل هذا فضل أخذوا به، وان رأيت منهم جفاء وانقباضا عنك فقل هذا لذنب أحدثته، فإنك إذا فعلت ذلك سهل ذلك الله عليك عيشك وكثر أصدقاؤك وقل أعداؤك وفرحت بما يكون من برهم ولم تأسف على ما يكون من جفائهم)(4)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من زار أخاه في بيته قال الله عز وجل له أنت ضيفي وزائري علي قراك وقد أوجت لك الجنة بحبك إياه(5)، ويوصي أمير المؤمنين بالتوادد والتراحم بين الاخوان حيث يوصي أولاده: (يا بني عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا عليكم وإن فقدتم بكوا عليكم)(6)، وورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): قال: قال الله عز وجل: يابن آدم مرضت فلم تعدني، قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: مرض فلان عبدي فلو عدته لوجدتني عنده، واستسقيتك فلم تسقي: قال: كيف وأنت رب العالمين؟ فقال: استسقاك عبدي ولو سقيته لوجدت ذلك عندي، واستطعمتك فلم تطعمني؟ قال: كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استطعمك عبدي فلان ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي)(7).
وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): يا أبا حمزة أيما مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة وهو في منزله فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج إليه، لم يزل في لعنة الله عز وجل حتى يلتقيا(8)، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): من زار أخاه لله لا غير التماس موعد الله وتنجز ما عند الله وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه: ألا طبت وطابت لك الجنة (المستدرك: ج10، ص379) وقال النبي (صلى الله عليه وآله): الزائر أخاه المسلم أعظم أجراً من المزور (كنز العمال: ج9، ص8).
وورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): الزيارة تنبت المودة(9)، ويوصي أهل البيت بعدم الاكثار من الزيارة لأنه يوجب الملالة حيث قال الإمام علي (عليه السلام)، لابنه الحسين (عليه السلام)، (كثرة الزيارة تورث الملالة)(10)، وقد عد أهل البيت التواصل بين الإخوان عبادة حث روي عن محمد بن أبي فاطمة قال، قال لي الإمام أبوعبد الله: يابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارا بقرابته.. ولم يبق من أجله إلا ثلاث سنين فيصيره الله ثلاثا وثلاثين سنة وان العبد ليكون عاقا بقرابته وقد بقي من أجله ثلاثا وثلاثون سنة فيصيره الله ثلاث سنين ثم تلا هذه الآية: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[الرعد: 39]، قال: قلت: جعلت فداك فإن لم يكن له قرابة؟ قال: فنظر إلي مغضبا ورد علي يابن أبي فاطمة لا تكون القرابة إلا في رحم ماسة.. المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب وللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من الله، يابن فاطمة تباروا وتواصلوا فينسئ الله في آجالكم ويزيد في أموالكم وتعطون العافية في جميع أموركم وان صلاتكم وصومكم وتقربكم إلى الله أفضل من صلاة غيركم ثم تلا هذه الآية: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106](11).
وكما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (الأخ المكتسب في الله أقرب الأقرباء وأرحم من الأمهات والآباء)(12)، وان رعاية حقوق الاخوان دليل على سلامة الدين والإخلاص في العمل حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من عظم دين الله عظم إخوانه ومن استخف بدينه استخف بإخوانه)(13).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): (النظر إلى وجه العالم عبادة، والنظر إلى الإمام المقسط عبادة والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة والنظر إلى الأخ توده في الله عز وجل عبادة)(14)، فالإخوة في الله تدوم بركاتها في الدنيا والآخرة أما إذا كانت الأخوة ليست لله بل لنفع ومصلحة فتنقلب عداوة في الدنيا والآخرة حيث قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، وتدوم الأخوة وتدوم منفعتها وبركاتها إذا كانت في سبيل الله حيث قال علي (عليه السلام): (الاخوان في الله تدوم مودتهم لدوام سبيلها)(15)، (من استفاد أخاً في الله استفاد بيتاً في الجنة)(16)، وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن ملكا من الملائكة مر برجل قائما على باب دار فقال له الملك يا عبد الله ما يقيمك على باب هذه الدار؟ قال: فقال له: أخ لي فيها أردت أن أسلم عليه.. فقال له الملك: هل بينك وبينه رحم ماسة؟ أو هل نزعتك إليه حاجة؟ قال: فقال: لا ما بيني وبينه قرابة ولا نزعتني إليه حاجة إلا أخوة الإسلام وحرمته فإنما أتعهده وأسلم عليه في الله رب العالمين فقال له الملك: إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام وهو يقول: إنما إياي أردت ولي تعاهدت وقد أوجبت لك الجنة وأعفيتك من غضبي وأجرتك من النار)(17)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الضمآن إلى الماء البارد)(18)، وقال الصادق يحذر من القطيعة وسوء الخلق: (الانقباض من الناس مكسبة للعداوة)(19)، ولأن الأخ في الله هو عون الإنسان على دينه وعلى عدوه لذلك أمر الله بمحبته حيث قال الصادق (عليه السلام)، كما يروي ابن البختري قال: كنت عند الإمام الصادق (عليه السلام)، ودخل عليه رجل فقال لي تحبه؟ فقلت: نعم فقال: ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك)(20)، وان تكون علاقتك بإخوانك بحدود لا تخرج عن الاعتدال وان لا يبيع له كل الأسرار.
حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (ابذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة، واعطه من نفسك كل المواساة ولا تفضي إليه بكل أسرارك)(21). وقال (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عمى أن يكون حبيبك يوما ما)(22).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أصول الكافي: ج2، ص150.
2ـ بحار الأنوار: ج71، ص355.
3ـ المصدر السابق: ج78، ص202.
4ـ المصدر السابق.
5ـ البحار: ج71، ص345.
6ـ بحار الأنوار: ج71، ص163.
7ـ المصدر السابق: ج71، ص368.
8ـ البحار: ج72، ص192.
9ـ المصدر السابق: ج71، 355.
10ـ المصدر السابق: ج74، ص227.
11ـ المصدر السابق: ج71، ص277.
12ـ غرر الحكم ودرر الكلم: ج1، ص76.
13ـ بحار الأنوار: ج7، ص288.
14ـ المصدر السابق: ج71، ص279.
15ـ غرر الحكم: ج1، ص72.
16ـ بحار الأنوار: ج71، ص379.
17ـ المصدر السابق: ج71، ص354.
18ـ المصدر السابق.
19ـ أصول الكافي: ج2، ص466.
20ـ بحار الأنوار: ج1، ص271.
21ـ المصدر السابق: ج74، ص165.
22ـ نهج البلاغة، قصار الحكم: 268.