1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الطفولة :

مصدر الضوابط (الملاكات) في الحرية

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  حدود الحرية في التربية

الجزء والصفحة:  ص153ـ 158

24-7-2022

1569

هذه مسألة مهمة أيضاً وهي: ما هو مصدر الضوابط اللازمة وما هي حدود ذلك؟ يختلف العلماء وأصحاب الرأي في الإجابة على هذا السؤال.

المسألة التي توضح لنا الحرية وحدودها هي الغاية التي نبغيها من الحرية والهدف الذي يبغيه هذا البحث.

لا شك أننا نطلب ذلك حفاظاً على صلاح الفرد والمجتمع، وما نقصده من تحديد الحرية هو الحفاظ على السمعة الشخصية والحياة الاجتماعية واستثمار الإمكانات للوصول إلى السعادة واستقرار القدرة الإنسانية في جهة الخير والرشد، مع أن هذا الموضوع واضح للجميع ولكن انتخاب المسير تتفاوت الآراء حوله وكما يقول القرآن الكريم: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: 32].

آراء حول الموضوع

لا يتيسر لنا ذكر جميع الآراء والأدلة حول هذا الموضوع ولكننا نعرض المهم مع رعاية الاختصار.

1ـ الطبيعة الإنسانية: يقول البعض أن الطبيعة البشرية هي أفضل دليل للتربية(1)، يأتي الإنسان إلى الدنيا وله صورة خاصة من المواصفات الطبيعية والرغبات التي يجب أن تكون موضع الاهتمام. ظواهر المدارات الكونية في نظام هذا الكون والتي تسير بسرعة معينة فإن زادت أو بطأت هذه السرعة سوف تؤدي إلى الكوارث وهكذا الحال لو خرجت أحد الأجرام من مدارها، وهكذا الطفل فإنه يتصف بمدار خاص وسرعة خاصة وعلى ضوء ذلك يكون بحالة حركة وسعي وان التغييرات والمداخلات في عمله وسبيله ستهيء الأرضية للاصطدام.

لهذا يجب أن يكون طبيعياً في حركته وسيره ولا يحق للوالدين والمربين وضع الموانع والسدود في طريقه ويقع هذا الرأي تحت الكثير من الانتقادات من جملتها عدم ملاحظة البعد الاجتماعي لحياته والضوابط اللازمة له وأن الرغبات اللامتناهية للطفل ستؤدي وبلا شك إلى الفوضى والاضطرابات ولو أردنا الاستجابة لها فعلينا انتظار عواقب لا تحمد له وللمجتمع، بالإضافة إلى ذلك فإن محيطنا ليس حيوانياً يعمل كل فرد فيه بلا حدود.

2ـ الاستنباط الشخصي: يقول البعض أن للإنسان عقل يدله على جلب الخير ودفع الشر(2)، ولهذا فمن الأفضل أن يتخذه هادياً ويعمل بما يراه أي أن حدود الحرية تقع تحت تشخيص العقل والاستنباط الشخصي.

وينتقد هذا الرأي بأن العقول متفاوتة وترتبط بعمر وسن الفرد، وتقع العقول تحت تأثير العواطف ولا يمكنها درك الماضي مهما كان وتوقع المستقبل، عملها محدود ولا يمكنها تشخيص المفاسد والمصالح دائماً.

لا يعتقد الإسلام بكفاية العقل مع أنه يعطيه قيمة واعتباراً كبيراً وإن ما يبرر ذلك هو إرسال الرسل(3)، ولو كان كما قالوا فأي عقل سيكون الملاك في موضوع الحرية؟ عقل الطفل، الصبي، أم.. وهل أن هكذا فرض صحيح.

3ـ آراء الفلاسفة: يعتقد البعض بانه يجب اتباع الفلاسفة في هذا السبيل او اصحاب المذاهب لأنهم يتمتعون بآراء واسعة واراء فكرية ومستدلة ويمكنهم تشخيص حدود الحرية.

تشير البحوث إلى عدم إمكانية الاعتماد على هذا الرأي كذلك لأن هؤلاء أيضاً محدودون في تشخيص الحق وجادة الصواب لأن الإنسان بطبعه ينسى ويسهو، وتتفاوت الآراء بينهم وتتناقض، وإن الكثير منهم يعدل عن رأيه بعد فترة وأحياناً يعمل بعكسه تماماً، الآراء مختلفة بين الفلسفة اليسارية واليمينية، والفلسفة الإلهية والمادية الشرقية والغربية، والقديمة والجديدة ولا تعرف لأيهم توكل وظيفة وضع حدود الحرية.

4ـ الأعراف الاجتماعية: اكتسب هذا الرأي مؤيدين(4)، وبعد نسيان طويل بدأ العلماء بالحديث عنه(5)، وظهرت كتابات (6)، تقول أن الملاك هو ما يختاره المجتمع في حدود الحرية وأن الناس هم الذين يضعون المحدودات.

وكما تعلمون بأن هذا الرأي لا يفرق بين العالم والجاهل والصبي والعجوز، والحقير والعالي، وصاحب التجربة وعديمها، وبما أن أكثرية المجتمع تتشكل من عامة الناس، إذن العلماء وأصحاب الرأي هم الأقلية فيه ولهذا يجب اتباع الجاهل وترك العالم والفاضل.

كان النظام الديمقراطي في البداية نظام حكومي وبعد ذلك تحول إلى نظام حياة(7)، ونرى آثاره اليوم في عالم الغرب ومن هذه الآثار اتساع رقعة المفاسد والفحشاء في المجتمعات التي تعتبر نفسها مهد الديمقراطية.

5ـ الضوابط الدينية: يعتقد اتباع المذاهب المختلفة كاليهودية والمسيحية والإسلام و...، بوجوب تحديد ذلك من قبل الله تعالى، لأنه تعالى خالقنا وأعلم بصلاحنا ومصلحتنا وليس له فيها نفع ولا ضر لا يقع أسير العواطف والمحدوديات، الوجود والمجتمع من خلقه وهو الذي يعلم بحدود حركة وسرعة الانسان الطبيعية والتي تسبب له المخاطر، ولقد وضع أمره على أساس جوده وكرمه عن طريق الأنبياء والكتب، وأن من يستوجب عليه الانسجام مع ذلك هو الإنسان.

6ـ خليط من الآراء السابقة: ويسعى البعض إلى خلط الآراء وإخراج رأي منها، ولكنهم لا يمثلون خطاً أو نهجاً وإنما يظهر بصورة أهواء ورغبات هنا وهناك. في الحقيقة إن هذا النمط قريب جداً من أسلوب الاستنباط الشخصي أو الانتفاع الذاتي(8)، أو القائلون باللذة(9)، وهي عقيدة خاوية.

في الحقيقة أن القواعد الأخلاقية والمقررات الاجتماعية في هذا الرأي وحتى العقل والعرف لم يعطى موقعها الأساسي فهو لا يتبع العقل ولا الديمقراطية وإنما يقوم على الفوضى والاضطراب.

7ـ آراء آخرى: هناك آراء أخرى تحتاج كل منها إلى نقد وبحث واسع، بعض الفلسفات والمذاهب تؤكد على الأخلاق العالمية وتعتبرها الملاك والبعض الآخر على (الأنا) والوجدان البشري.

والقسم الآخر يشكك في أصل الحرية ويؤكد على أعمال الضغط والقوة(10)، ومجموعة تعمل على اضلال الناس وتضييعهم بين الحرية والسيطرة اللامعينة والقائمة على الحيلة والمكر.

نظام التربية الإسلامية

كما قلنا أن الإسلام يأمر باتباع الشرع والدين في جميع الأمور من ضمنها تعيين حدود الحرية، ويجعل الأساس هو العبودية، والتي هي رمز الخلقة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]، وسرها وأن لا وجود للحرية المطلقة بالنسبة للعبد لأنه يوجب عليه اتباع أمر مولاه ونهيه.

الأوامر والنواهي الإلهية عبارة عن الواجب والمستحب والحرام والحلال والموجودة في الكتب السماوية(11)، التي هي قانون عمل الحياة، وفي السنة النبوية(12)، وطريقة عمل المعصوم التي هي تفسير لذلك وسراج لها ولهذا فإن الحرية المقبولة هي ما قال بها الله تعالى ورضى عنها.

الأساس في الإسلام هو أن الإنسان يتنفس بهواء الدين وكذلك الطفل يجب أن يربى على ما حدده الله تعالى وفي ايامه الأولى، والوالدان والمربون منفذون لحكم الله تعالى وكذلك قادة المجتمعات ولا ضير أن نتذكر بأن الإسلام لم ينفِ وجود مصادر أخرى لمعرفة وتحديد حدود الحرية ولكن الأساس هو القرآن والسنة ويأتي دور العقل والمجتمع في المراحل الآتية، وهناك منابع أخرى كالفطرة والطبيعة والتاريخ وإحداث المجتمع و...الخ، وجميع ذلك يجب أن ينطبق مع أصول القرآن والسنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المذهب الطبيعي.

2ـ مذهب أصالة العقل. 

3ـ نهج البلاغة: الخطبة1.

4ـ النظرية الديمقراطية.

5ـ روسو وديوي وأغلب المتأخرين.

6ـ روسو العرف الاجتماعي.

7ـ شريعة مداري: المجتمع والتعليم والتربية ص77.

8ـ الانتفاعيون.

9ـ مذهب نيتشه.

10ـ النازية.

11ـ القرآن المجيد.

12ـ قول وفعل وتقرير (كتب اصول الفقه).