x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
اللسان ودوره في ترسيخ المحبة أو العداوة والبغضاء
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص221 ـ 227
22-7-2022
1814
إن اللسان له دور كبير في تقريب وجهات النظر وزرع المحبة في القلوب خلال الكلمة الطيبة لذلك ورد الحث عليها حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الكلمة الطيبة صدقة)، وهذه الكلمة الطيبة هي مصدر خير على صاحبها حيث تفتح عليه البركات في الدنيا والآخرة وتوفقه للطاعات وتدر عليه الرزق وترزقه حسن العاقبة حيث الوفاة على مرضاته تعالى حيث قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[إبراهيم: 24ـ 25].
ومدح الله رسوله بأنه طيب الكلام حسن الخلق يعم خيره الجميع ويحبه الجميع ويلتف حوله حيث قال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران: 159]، وان ذكر الله تعالى من الكلمة الطيبة حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام) كان المسيح (عليه السلام) يقول: (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون)(1)، وقساوة القلب يعني بعدها عن الهداية والصلاح والإيمان.
والكلمة الطيبة هي كل كلمة خير تؤدي إلى التأليف والإصلاح بين القلوب المتعادية والنصيحة الصادقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسلام ونشر فضائل أهل البيت ونصرة المظلوم وقول كلمة الحق.. فكل هذه الأمور عوامل مهمة في بث روح المحبة والمودة، وهذا الدور الذي تلعبه الكلمة الطيبة.. أما الكلمة الخبيثة مثل الكذب والغيبة والفحش والسباب تعمل على إشاعة روح العداوة فيكون أصحابها منبوذين فيرفضهم المجتمع لأنهم دوما عرضة للوم والتوبيخ والاحتقار.. وينتهي بهم الأمر إلى رفض المجتمع لهم حيث قال تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}[إبراهيم: 26]، فكم كلمة قد أشعلت فتنة وحرباً وجرت على صاحبها المصاب والويلات وأقول لو كان الناس بلا ألسن لخمدت أكثر من ثلاثة أرباع مشاكل العالم لذلك صار أكثر أهل النار حصائد ألسنتهم لذلك كانت وصايا أهل البيت بأن يملك الإنسان لسانه حتى يكون عزيزاً حيث سأل رجل الإمام الكاظم أوصني فقال له: (احفظ لسانك تعز ولا تمكن الناس من قيادك فتذلّ رقبتك)(2)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أمسك لسانك، فإنها صدقة تصدّق بها على نفسك: ثم قال: ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه)(3)، وقال الإمام زين العابدين في دور اللسان في اكتساب الإخوان (احفظ عليك لسانك تملك به اخوانك)(4).
وورد في التفاسير أن الكلمة الطيبة هم محمد وآل محمد، والكلمة الخبيثة هم أعداؤهم.. فترى بركات محمد وآل محمد وخيرهم عم الدنيا بينما لا تجد أثر لأعدائهم غير اللعنات والاحتقار حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. وهكذا قد يتكلم الإنسان بكلمة يوصل على رضوان الله وقد يتكلم بكلمة يحصل بها على سخط الله حيث يقول النبي (صلى الله عليه وآله): إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله وما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وان أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه(5)، وان الكلمة تفصح عن معدن الإنسان ومدى طهارته أو لؤمه حيث قال الإمام علي (عليه السلام): سنة اللئام قبح الكلام(6).
وقال (من ساء كلامه كثر ملامه) ص210، وقال: (إياك وفضول الكلام، فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ويحرك عليك من أعدائك ما سكن)(7)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا رأيتم المؤمن صموتاً فأدنو منه فإنه يلقى الحكمة)(8).
وان الكلمة تجعلك في الميزان أما محسناً أو مسيئاً حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام) (ولا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً، فإذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً)(9)، وان صفة أولياء الله الصادقين انهم يضعون الكلام في موضعه لأنهم على هدى ونور من ربهم حيث قال فيهم النبي (صلى الله عليه وآله): (إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة)(10).
وان الكلام الطيب له آثار دنيوية وأخروية حيث قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (القول الحسن يثري المال وينمي الرزق وينسئ في الأجل ويحبب إلى الأهل ويدخل الجنة(11)، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): (والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير)(12).
وعلى الإنسان أن ينزه سمعه عن الآثام واللغو والغيبة والخوض في الأحاديث الباطلة وسماع الغناء لأن كل هذه الأمور تكون أدران وأوساخ تغطي القلب والعقل وتحجب عنه نور الهداية والطاعة فالسمع منفذ للقلب كالعين واللسان حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (عود إذنك حسن الاستماع ولا تصغ إلى ما لا يزيدك عن صلاحك استماعه فإن ذلك يصدي القلوب ويوجب المذام)(13)، حيث قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وإن الذي يملك لسانه يكون من الناجين حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما النجاة؟ قال: املك عليك لسانك)(14).
بل أن الذي لا يستقيم لسانه على ذكر الخير يفقد الإيمان حيث قال: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)(15).
وعلاج لكل هذه الأمور.. على الإنسان أن يجالس العلماء حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (جالس العلماء يزدد علمك ويحسن أدبك وتزك نفسك)(16).
وان تلك المجالس تستغفر لها الملائكة وتدعو لهم حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الملائكة يمرون على حلق الذكر فيقومون على رؤوسهم ويبكون لبكائهم ويؤمّنون على دعائهم، فإذا صعدوا إلى السماء يقول الله تعالى: يا ملائكتي أين كنتم؟ وهو أعلم، فيقولون ربنا إنا حضرنا مجلسا من مجالس الذكر فرأينا أقواماً يسبحونك ويمجدونك ويقدسونك ويخافون نارك فيقول الله سبحانه يا ملائكتي أزووها عنهم وأشهدكم أني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون، فيقولون: ربنا إن فيهم فلانا وانه لم يذكرك فيقول الله تعالى: قد غفرتُ له بمجالسته لهم، فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم)(17)، وقال الرضا (عليه السلام): (من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)(18)، ولأن العلماء ورثة الأنبياء حثت الروايات على مجالستهم والاستفادة منهم لأنهم يقومون بإنقاذ الشيعة من الضلالات والفتن حيث قال الصادق (عليه السلام): (علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ويمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته(19).
لذلك وجب احترام العلماء وتوقيرهم وخدمتهم وعدم اللغو بالباطل في حضرتهم، وأخيراً ولكي ننشر المحبة والمودة علينا الالتزام بالسلام وإفشاءه والبدء به لأنه من الكلمة الطيبة، حيث يقول الباقر (عليه السلام): (ان الله عز وجل يحب إفشاء السلام)(20)، وقال الصادق (عليه السلام): (البخيل من يبخل بالسلام)(21)، ويقول: (من التواضع ان تسلّم على من لقيت)(22).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الكافي: ج2، ص114.
2ـ المصدر السابق: ص113.
3ـ المصدر السابق: ص114.
4ـ بحار الأنوار: ج68، ص229، الاحتجاج: ص319.
5ـ المستدرك: ج1، ص45.
6ـ غرر الحكم: ص222.
7ـ المصدر السابق: ص212.
8ـ بحار الأنوار: ج78، ص312.
9ـ البحار: ج68، ص277.
10ـ المصدر السابق: ج66، ص289.
11ـ المصدر السابق: ج68، ص310.
12ـ المصدر السابق: ص311.
13ـ غرر الحكم: ج2، ص492.
14ـ شرح نهج البلاغة: ج10، ص136.
15ـ بحار الأنوار: ج68، ص287.
16ـ أصول الكافي: ج1، ص320.
17ـ بحار الأنوار: ج72، ص466.
18ـ المصدر السابق.
19ـ المصدر السابق: ج2، ص5.
20ـ أصول الكافي: ج2، ص271.
21ـ المصدر السابق.
22ـ المصدر السابق.