1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

إصلاح ذات البين

المؤلف:  أمل الموسوي

المصدر:  الدين هو الحب والحب هو الدين

الجزء والصفحة:  ص78 ـ 82

4-6-2022

2639

إن الله تعالى أعطى الأولوية في الدين والإيمان الى سلامة العلاقات وسلامة القلوب من الأحقاد والعداوات وجعل ذلك شرطا في كمال الإيمان، فينبغي أن يكون المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما ورد في الحديث ولم يغفل النبي (صلى الله عليه وآله)، عن ذلك حيث اتخذ مشروع المؤاخاة بين المؤمنين أول خطوة وهو يقوم بإرساء دعائم دولته المباركة في المدينة المنورة حيث آخى بين المهاجرين والأنصار.

وإن الإصلاح بين الأخوان أو الجماعات إذا حدث بينهم سوء فهم وخلاف مما حث عليه الله تعالى في القرآن حيث قال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات: 9، 10]، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأنفال: 1]، وقال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}[النساء: 128]، وإن الله قد حذر المؤمنين من الانصياع وإتباع الأقاويل والتهم الباطلة التي تؤدي إلى القطيعة والعداوة بين الإخوان ودعى إلى التثبت والتحقق مخافة أن يصيبوا قوماً بجهالة حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6].

وان الله دعى إلى عدم السخرية والاستهزاء من الآخرين لأن في ذلك زرع روح العداوة والبغضاء حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات:11ـ 12].

وان هذه الخصال والصفات التي نهى الله عنها والتي تؤدي إلى التفرقة والعداوة بين المؤمنين هي شرط لاستحصال الإيمان والتقوى كما قلناً سابقاً، وكما وردت في هذه الآيات الي تأتي مباشرة بعد آيات النهى عن السخرية والتنابز والغيبة.

ووصف المخالفين بأنهم أعراباً لم يدخل الإيمان قلوبهم حيث قال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 14].

وأن التآلف والمودة لن تتحقق في المجتمع إلا بالقيام بوظيفة إصلاح ذات البين في المجتمع ووضع حد للخلافات والتناحرات عن طريق نشر روح التسامح والتراضي والتنازل عن بعض الحقوق لكسب ود الإخوان وإرضاءهم..

1ـ ووردت أحاديث كثيرة في فضل الإصلاح بين الإخوان حيث قال أبي عبد الله (عليه السلام): كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (ولئن أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين)، قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام)(1).

2ـ وان القطيعة والعداوة هي ذهاب للدين حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لولده الحسن (عليه السلام): (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة للدين، وفساد ذات البين، ولا قوة إلا بالله)(2).

3ـ ووصف أبي عبد الله (عليه السلام): الإصلاح أنه صدقة: حيث قال (صدقة يحبها الإله: إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا)(3).

4ـ وكان الإمام الصادق (عليه السلام): يقدم الأموال الطائلة في إصلاح ذات البين حيث ورد عن أبي حنيفة قال: (مر بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده، حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه، قال: أما إنها ليست من مالي ولكن أبوعبد الله ـ عليه السلام ـ، أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما وافتدي بها من ماله، فهذا من مال أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ)(4).

5ـ وان الذي يسعى في صلح بين اثنين يحظى بصلاة الملائكة عليه حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ومن مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع وأعطي ثواب ليلة القدر، ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر، مكتوب عليه لعنه الله، حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب)(5)

6ـ وان عملية الإصلاح بين اثنين من الأهمية بمكان يجوز معها الكذب المحرم حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يصلح الكذب إلا في ثلاث مواطن: كذب الرجل لامرأته، وكذب الرجل يمشي بين الرجلين ليصلح بينهما)(6)، وقال أبي عبد الله (عليه السلام): المصلح ليس بكذاب(7).

7ـ وان الصلح جائز بين المسلمين إلا ما أحل حراماً أو حرم حلالاً حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله)، لبلال بن حارث: (اعلم ان الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالاً)(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل: ج13، ص163.

2ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص498.

3ـ الوسائل: ج13، ص162.

4ـ المصدر السابق.

5ـ المصدر السابق: ج13، ص163.

6ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص498.

7ـ الوسائل: ج13، ص164.

8ـ مستدرك الوسائل: ج13، ص164.