1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

أطفالي غير كفوئين في المدرسة

المؤلف:  ريوهو أوكاوا

المصدر:  كيف نحصل على السعادة ونبتعد عن الكآبة

الجزء والصفحة:  ص127 ـ 131

25-2-2022

2011

ـ للأبوين التأثير الأكبر على الطفل

يعتبر ضعف أداء الطفل في المدرسة من أكثر المشاكل التي يواجهها الآباء شيوعاً. وأعتقد أن نحو 99 في المائة من الأهل صادفوا هذه المشكلة في مرحلة من المراحل. ومن بين أولئك الآباء، أعتقد أنّ ما يتراوح بين 70 إلى 80 في المائة تقريباً يتعاملون مع مسائل متعلّقة بالإنجازات الأكاديمية للطفل، في حين أن نسبة ال 20 إلى 30 في المائة يواجهون مشاكل أخرى، كالأداء البدني والسلوك.

في 80 في المائة من الحالات تقريباً، لم يكن آباء الأطفال الذين يعانون من ضعف الأداء الأكاديمي بارعين في المدرسة هم أنفسهم. لكن على الرغم من ذلك، يميل أولئك الآباء إلى امتلاك توقعات عالية بشأن أولادهم ويطلبون منهم بالقيام بعمل أفضل. وعلى الأرجح، يدرك أولئك الأطفال أن آباءهم لم يدرسوا بجد في صغرهم ويشعرون أنهم يطلبون منهم أموراً غير معقولة. ومن الطبيعي أن يتمرد أولئك الأولاد على آبائهم إن شعروا أنهم يفرضون عليهم مطالب غير عادلة.

في حالات كهذه، وبدلاً من الطلب من الأطفال أن يدرسوا بجد، علينا الاستفادة من موقفهم المتمرد والقول لهم إننا نريدهم أن يختبروا الصعوبات نفسها التي مررنا بها لأننا لم ندرس بما فيه الكفاية، لكي يتعلّموا دروس الحياة بالطريقة الصعبة. فهذا النهج سيحفزهم على الدراسة بجدّ أكبر.

بالتالي، إن شعرت بالاستياء من ضعف أداء أطفالك في المدرسة، فحاول أن تفكّر في قدراتك الأكاديمية. هل كان سجلّك ممتازاً في المدرسة؟ هل توقّعاتك المتعلّقة بأطفالك مرتفعة للغاية مقارنة بإنجازاتك الدراسية؟ تذكّر أنه لإنتاج محاصيل وفيرة، نحن بحاجة إلى زرع بذور جيّدة في تربة خصبة.

ـ يعاني أطفال الآباء الناجحين من ضغوط قويّة

ماذا لو كان السجل الأكاديمي لكلا الوالدين ممتازاً، وكانا ناجحَين في مهنتهما ولكنهما يجدان أطفالهما ضعفاء في الدراسة؟ من شأن ذلك أن يشير إلى مشكلة أكثر خطورة ما زالت كامنة تحت السطح.

غالباً ما يشعر أولاد الآباء الأذكياء والناجحين بالخوف المستمر. فمن أجل تحقيق التميز في الحياة المهنية، لا شك أن الوالدين ضحّيا وعاشا أسلوب حياة شديد الرصانة. وغالباً ما يؤثر إحباطهما المكبوت سلباً على شخصيتيهما ويدفعهما إلى قمع أطفالهما. ونتيجة لذلك، قد يشعر أولئك الأطفال بالاختناق المستمر بوجود آبائهم.

بعض الأطفال الذين يشغل آباؤهم مناصب محترمة في المجتمع يصبحون منحرفين. وأولئك الذين يملكون آباء يعملون في مهنة ذات معايير أخلاقية عالية، كالمدرّسين وضبّاط الشرطة والأطباء ورجال الدين مثلاً، غالباً ما يتمرّدون على آبائهم ويقعون في المشاكل. ذلك أن أولئك الأطفال يضطرون لتحمّل عبء النتائج السلبية الناتج عن الإجهاد المكبوت لدى الآباء.

على سبيل المثال، فإن الطفل الذي يحتل والده منصب رئيس هيئة الأهل في المدرسة، يرى الجانب الآخر من شخصية هذا الرجل الجدير بالإعجاب. ففي المنزل، قد يكون الأب رجلاً بغيضاً ودائم الشجار مع زوجته. والطفل الذي يعجز عن احتمال هذا التناقض، قد يحاول إزالة الغطاء عن سرّية الأسرة بأن يصبح منحرفاً، وفي هذه الحالة يتصرّف كفاعل خير متخفٍ.

ومن الحالات الأخرى التي ينحرف فيها أبناء الآباء البارزين عندما يجبرهم آباؤهم على الشعور بالذنب، مما يجعلهم يريدون التمرد. وينخرط هؤلاء الأطفال في سوء سلوك مثل سرقة المتاجر أو التسلّط، في محاولةٍ للهرب من شعورهم بالذنب وتحرير أنفسهم من قمع آبائهم. سلوكياتهم الجانحة هي مجرد تعبير عن ألمهم الداخلي. وكثيرا ما يكون سوء سلوكهم علامة على أنهم يكافحون من أجل الهرب من الاضطهاد والضغوط التي تعاني منها نفوسهم نتيجة لفرض الآباء قيمَهم على أطفالهم.

ـ روح المساعدة الذاتية هي أفضل تعليم

من الأمور الهامّة التي يجب أن نتذكرها كآباء، أنّه على الرغم من أننا نحن من أنجبنا أطفالنا، ومع أنهم يشبهوننا جسدياً، إلا أنهم يتمتعون بشخصيات فريدة خاصة بهم، مختلفة ومستقلة عنا.

تُعتبر تنمية روح المساعدة الذاتية العنصر الأكثر أهمّية في تربية الطفل. فالتعليم لا يقوم على إنتاج مخلوقات مستنسخة عنّا، وبالتالي لا يتعين على أطفالنا التصرف أو التفكير بالطريقة نفسها التي نعلّمهم بها. على العكس من ذلك، قد يكون أفضل تعليم نقدمه في المنزل هو تربية أطفالنا بحيث يتمكنون من العيش من دون الحاجة إلى مساعدتنا وتوجيهنا ليصبحوا أشخاصاً مستقلّين ومغامرين وقادرين على الاعتماد على أنفسهم.

بالطبع، لا يمكن للأطفال الاستقلال عن آبائهم في صغرهم. وتدخل الوالدين بدرجة معينة ضروري حين يكونون دون السن القانونية. لكن بينما هم يكبرون ويكتسبون وعياً ذاتياً أكبر، على الوالدين أن يعملوا تدريجياً على تغذية روح الاستقلال لديهم. وتقوم مهمة الوالدين على الحرص على أن يصبح أطفالهم مستقلين عند بلوغهم الثامنة عشرة. فروح الاعتماد على الذات ستسمح لهم بالوقوف على أقدامهم، وقيادة الآخرين، وتحقيق نجاحات كبيرة في الحياة.

وسواء كنا نحن الآباء ناجحين في ما نفعله أم لا، علينا التركيز على كيفية تنمية نقاط القوة الفريدة لدى أطفالنا والتفكير في كيفية مساعدتهم على النجاح في المستقبل.

قد ينزعج البعض منا إن تخلف أطفالهم عن غيرهم. لكن الأجدر بنا أن نترك الآخرين وشأنهم ونهتم بشؤوننا.

في الواقع، لا يعرف الإنسان أبداً ما قد تجلبه الحياة. فمن شأن شخص يتمتع بصحة بدنية كاملة أن ينضم إلى الجيش، ويصبح طياراً، ثم يتعرض للإصابة ويموت في الحرب، في حين أن شخصاً آخر ضعيف الصحة قد يتجنب القتال في الحرب ويعيش حتى سن الشيخوخة. بعض الناس يفشلون في مجال الأعمال لشدة ذكائهم، في حين أن آخرين ممن لم يُعتبروا أبداً (أطفالاً لامعين) قد يحققون النجاح بالعمل الشاق والمستمر.

لا يعرف المرء ما الذي يمكن أن يفيده حقاً حتى نهاية حياته. لذا، من المهم أن نعلم أطفالنا أن بمقدورهم شق طريق في الحياة بغض النظر عن مظهرهم الخارجي أو قدراتهم البدنية التي ولدوا بها، أو البيئة التي وجدوا أنفسهم فيها. فكثير من أطفال اليوم ولدوا في بيئة أفضل من بيئة آبائهم، وهو أمر ينبغي أن يعمل لصالحهم. وبصفتنا آباءً، علينا تشجيعهم على العمل بجد لتحقيق أحلامهم من خلال الاستفادة من جميع الامتيازات الممنوحة لهم اليوم.