 
					
					
						ابن مالك وشيوخه  					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						د. محمد المختار ولد أباه
						 المؤلف:  
						د. محمد المختار ولد أباه					
					
						 المصدر:  
						تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
						 المصدر:  
						تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص313- 314
						 الجزء والصفحة:  
						ص313- 314					
					
					
						 29-03-2015
						29-03-2015
					
					
						 2560
						2560					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				ليس من الضروري أن نبسط القول في ترجمة جمال الدين محمد بن مالك الطائي الجياني، فيكفي أن نذكر بنشأته في الأندلس. ففي جيان ولد في مستهل القرن السابع، ثم غادرها بعد ما ناهز الثلاثين من عمره، فولى و جهته المشرق، و تردد بين مصر و دمشق التي طاب له المقام فيها إلى أن توفي سنة اثنتين و سبعين و ستمائة. ملأ ابن مالك قرنه علما و شهرة. فكان المنته في علوم اللغة و رواية الاشعار، عارفا بمدونات أئمة النحو، إماما في القراءات، ملمّا إلماما كبيرا بالحديث. قضى حياته أجمعها في التدريس، و التأليف، و في التعلم، لم ينقطع عنه، حتى يوم وفاته.
و كانت ينابيع ثقافته تتمثل في استيعاب أمهات كتب النحو القديمة، مثل كتاب سيبويه و شروحه، و مسائل الأخفش، و مؤلفات المبرد، و أصول ابن السراج، و جمل الزجاجي، و نتائج الفكر للسهيلي، و مقدمة الجزولي التي شرحها، و ألفية ابن معطي التي عارضها، هذا على سبيل المثال لا الحصر. و لم تكن ثروته العلمية الهائلة حصيلة دراسته في الكتب فحسب، بل إنه سمع من كبار الشيوخ، و سمع منه نبهاء الطلبة. ففي الأندلس، درس على ثابت بن خيار الكلاعي(1)، و تتفق المصادر أن ثابتا هذا أخذ القراآت على أبي العباس أحمد بن نوار(2) و قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد اللّه بن مالك الميرتلي، كما أن ابن مالك جلس فترة قصيرة في حلقة الشلوبين، و في الشام سمع
ص313
من أبي صادق بن صباح(3)، و من مكرم بن محمد بن حمزة القرشي(4)، و لازم بن يعيش الحلبي(5)، مدة طويلة.
و لم تسعفنا المصادر التي اطلعنا عليها بتأريخ رحلة ابن مالك من الأندلس إلى المشرق، سوى ما ذهب إليه شوقي ضيف أنها كانت حوالي سنة 630 ه (6)، و إذا كان هو المعني بقول القفطي، في عد شراح الجزولية:
(و شرحها شاب نحوي من أهل جيان متصدر بحلب لإفادة هذا الشأن فجمع فيه بعض هؤلاء المقدم ذكرهم و أحسن في الإيجاز) (7)، فمعنى ذلك أنه قد رحل إلى المشرق في حياة القفطي.
و هكذا جمع الإمام ابن مالك بين التبحر في اللغة و النحو، و استيعاب أقوال أئمة المذاهب في المشرق و المغرب، فاستطاع ببراعته أن يجعل من هذا الجمع مزيجا متناسقا و متوازنا، و متميزا. فعرف قدره في حياته و ذاع صيته، و تقلد مناصب علمية عالية منها مشيخة المدرسة العادلية و أخذ عنه علماء عصره و درس عليه نحويون كبار، أمثال ابنه بدر الدين، و بهاء الدين ابن النحاس، و أبي بكر المزي، و أبي الثناء شهاب الدين محمود الحلبي. و ألف كتبا ملأت الدنيا و شغلت الناس إلى اليوم.
ص314
_____________________
(1) ثابت بن محمد بن خيار الكلاعي المتوفى سنة 628، ترجمته في ابن الآبار التكملة، 1 / 236.
(2) أحمد بن نوار الأنصاري ترجمته في التكملة،  1 / 87.
(3) عبد العال سالم مكرم: المدرسة النحوية في مصر و الشام، ص 154.
(4) المصدر و الصفحة نفسها.
(5) أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الموصل الأصلي الحلبي المولد و المنشأ (559- 634) ، من كبار أئمة العربية، و شرحه لمفصل الزمخشري من أمهات الكتب النحوية المعتمدة، ترجمته في ابن خلكان وفيات الأعيان 7 / 46. و بغية الوعاة  2 / 351.
(6) المدارس النحوية،309.
(7) إنباه الرواة، 2 / 379.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  أهم نحاة المدرسة الاندلسية
					 الاكثر قراءة في  أهم نحاة المدرسة الاندلسية					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة