1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : الجهود اللغوية عند العرب :

عرض تاريخي لدراسة الاصوات

المؤلف:  د. احمد مختار عمر

المصدر:  البحث اللغوي عند العرب

الجزء والصفحة:  ص93- 102

23-11-2018

1717

 

عرض تاريخي:
يعتبر علماء اللغة المحدثون دراسة الأصوات أول خطوة في أي دراسة لغوية، لأنها تتناول أصغر وحدات اللغة، ونعني بها الصوت، الذي هو المادة الخام للكلام الإنساني.
أما اللغويون العرب فلم ينظروا إلى الدراسة الصوتية هذه النظرة، ولم يعالجوا الأصوات علاجًا مستقلًّا، وإنما تناولوها دائمًا مختلطة بغيرها من البحوث وذلك على النحو التالي:
1-
بالنسبة للنحاة: خصصوا بعض الأبواب في كتبهم النحوية لهذه الدراسة. بل إنهم لم يقصدوها لذاتها وإنما لغيرها، حيث اعتبروها تمهيدًا أو مدخلًا لدراسة ظاهرة الإدغام، والحديث عن قواعد الإعلال والإبدال، وقد عالج سيبويه "الإدغام" في نهاية مؤلفه "الكتاب"، وعالج الأصوات قبل معالجة الإدغام. وعالج المبرد في كتابه "المقتضب" الإدغام في الجزء الأول وقدم له بدراسة للأصوات ومخارجها. كذلك أنهى الزجاجي كتابه "الجمل" بالحديث عن الإدغام، ومهد لحديثه ببعض الأفكار الصوتية. وأنهى الزمخشري كتابه "المفصل" بالإدغام، وقدم بين يديه دراسة للأصوات.
2
كما تناول أصحاب المعاجم بعض المشكلات الصوتية، إما في مقدمات معاجمهم. أو في ثنايا المادة اللغوية المجموعة. ويبدو الاهتمام بهذا النوع من الدراسة في المعاجم التي رتبت صوتيًّا واتبعت نظام

ص93

التقليبات "كالعين" للخليل، أو اتبعت نظام التقليبات فقط "كالجمهرة" لابن دريد.
وقد تناولت مقدمة "العين" -التي شغلت ست عشرة صفحة من المطبوعة- المشكلات الصوتية الآتية:
أ- ترتيب الحروف ترتيبًا صوتيًّا(1).
ب- اعتبار الراء واللام والنون ذات وضع خاص وتسميتها بحروف الذلاقة لأنها تخرج من ذلق اللسان أي بطرف أسلته. ولا ينطق طرف اللسان إلا بالراء واللام والنون فقط. وألحق الخليل بهذه الثلاثة، ألفاء والباء والميم لأنها شفوية، وسحب عليها اسم الذلاقة كذلك(2).
حـ تصريحه بأن حروف الذلاقة الستة أسهل من غيرها في النطق، ولذا تكثر في أبنية الكلام، ولا يخلو أي بناء رباعي أو خماسي منها أو من بعضها(3).
د الحديث عن مخارج الأصوات تفصيلًا(4).
وسوف نتعرض لبعض هذه المباحث بشيء من التفصيل فيما بعد.
أما مقدمة "الجمهرة" فقد تناولت جميع النقاط السابقة مع شيء من التفصيل في بعضها، وزادت ما يأتي:
ص94

"أ" الحديث عن نسج الكلمة العربية والحروف التي تأتلف أو لا تأتلف كقولها: لم تأتلف القاف والكاف في كلمة واحدة إلا بحواجز، وكذلك حالهما مع الجيم- بقاف والكاف جاءت مع الشين- جمعوا بين الشين والجيم- الحروف إذا تقاربت مخارجها كانت أثقل على اللسان منها إذا تباعدت- الحاء والعين لم تأتلف في كلمة واحدة - أصعب الحروف حروف الحلق.
ب- حديثها عن الأصوات الرخوة والأصوات المطبقة والأصوات الشديدة.
حـ- تعرضها لنسبة تردد الأصوات في اللغة العربية، وادعاؤها أن أكثر الحروف استعمالًا في اللغة هي الواو والياء والهاء، وأقلها الظاء ثم الذال ثم الثاء ثم الشين ثم القاف ثم الخاء ثم النون ثم اللام ثم الراء ثم الباء ثم الميم(5).
3
وأسهم علماء التجويد والقراءات القرآنية بقدر لا يجحد في هذا الميدان، ولسنا نملك لهذا النوع من الدراسة مادة كافية تسمح بتتبع تطوره ووصف المراحل التي قطعها حتى صار علمًا مستقلًّا هو "علم التجويد" وكل الذي يعرف عن مراحله الأولى أن أول من استخدام هذه الكلمة في معنى قريب من معانها هو ابن مسعود الصحابي الذي كان ينصح المسلمين بقوله: "جودوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات".
والذي يروي البخاري مسلم في شأنه أنه كان يتفنن في تجويد القرآن وترتيله وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يجهش بالبكاء حينما يسمع القرآن بترتيل ابن مسعود. ويبدو أن نشأة علم التجويد جاءت استجابة لدعوة ابن مسعود، ومحاولة لتقنين قواعد القراءة اقتفاء لأثره. وأصبح كل كتاب للتجويد -فيما بعد- يشتمل - إلى جانب قواعد
ص95

التلاوة - على فصل في مخارج الحروف وطريقة نطقها وصفاتها كما فعل ابن الجزري في كتابه "النشر" الذي خصص سبع صفحات فيه لهذا المبحث وحده. كذلك ترددت في كتب التجويد مصطلحات صوتية مثل الإشمام، والإشباع، والاختلاس، والمد، والتفخيم، و الترقيق، ونحوها(6).
4-
وأدلى المؤلفون في إعجاز القرآن وعلوم البلاغة بدلوهم مع الدلاء وزودونا بمعلومات صوتية ذات قيمة. ومعظم ما شغلهم من مباحث الأصوات يتعلق بتنافر الأصوات وتآلفها. واستتبع هذا بالضرورة حديثًا عن مخارج الحروف وهل للقرب أو البعد المخرجي دخل في التنافر أو التآلف ونضرب على هذا النوع من الدراسة الأمثلة الآتية:
أ- يقول الرماني "القرن الرابع" في رسالته "النكت في إعجاز القرآن" بعد أن قسم الكلام إلى متنافر، ومتلائم في الطبقة الوسطى، ومتلائم في الطبقة العليا: "والمتلائم في الطبقة العليا القرآن كله.
والسبب في التلاؤم تعديل الحروف في التأليف. فكلما كان أعدل، كان أشد تلاؤمًا وأما التنافر فالسبب فيه ما ذكره الخليل من البعد الشديد أو القرب الشديد وذلك أنه إذا بعد البعد الشديد كان بمنزلة الطفر، وإذا قرب القرب الشديد كان بمنزلة مشي المقيد، لأنه بمنزلة رفع اللسان ورده إلى مكانه، وكلاهما صعب على اللسان ... ومخارج الحروف مختلفة فمنها ما هو من أقصى الحلق، ومنها ما هو من أدنى الفم، ومنها ما هو في الوسائط بين ذلك"(7).
ص96

"ب" ويقول ابن سنان الخفاجي "القرن الخامس" في كتابه "سر الفصاحه". "وقد ذهب علي بن عيسى(8) أيضًا إلى أن التنافر أن تتقارب الحروف في المخارج أو تتباعد بعدًا شديدًا، وحكي ذلك عن الخليل ابن أحمد، ويقال: إنه إذا بعد البعد الشديد كان بمنزلة الطفر، وإذا قرب القرب الشديد كان بمنزلة مشي المقيد، لأنه بمنزلة رفع اللسان ورده إلى مكانه وكلاهما صعب على اللسان. والسهولة من ذلك في الاعتدال، ولذلك وقع في الكلام الإدغام والإبدال" ويعقب ابن سنان الخفاجي على ذلك بقوله:
"
والذي أذهب أنا إليه ... لا أرى التنافر في بُعد ما بين مخارج الحروف وإنما هو في القرب. ويدل على صحة ذلك الاعتبار كلمة "ألم" فهي غير متنافرة، وهي مع ذلك مبنية من حروف متباعدة المخارج؛ لأن الهمزة من أقصى الحلق، والميم من الشفتين، واللام متوسطة بينهما وعلى مذهبه كان يجب أن يكون هذا التأليف متنافرًا؛ لأنه على غاية ما يمكن من البعد ... ومتى اعتبرت جميع الأمثلة لم ترد للبعد الشديد وجهًا في التنافر على ما ذكره. فأما الإدغام والإبدال فشاهدان على أن التنافر في قرب الحروف دون بعدها لأنهما لا يكادان يردان في الكلام إلا فرارًا من تقارب الحروف. وهذا الذي يجب عندي اعتماده، لأن التتبع والتأمل قاضيان بصحته"(9).
حـ- وقد ضمن أبو بكر الباقلاني "القرن الرابع" كتابه المشهور "إعجاز القرآن" كثيرًا من المباحث الصوتية، بقصد تحليل آيات القرآن، وبيان أوجه إعجازها. وأهم ما ذكره في هذه الخصوص يتعلق بفواتح السور وسر اختيار حروف معينة لها. ومن ذلك قوله:
1- "
إن الحروف التي بني عليها كلام العرب تسعة وعشرون حرفًا
ص97

وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف ثمان وعشرون سورة. وجملة ما ذكر من هذه الحروف في أوائل السور من حروف المعجم نصف الجملة، وهو أربعة عشر حرفًا؛ ليدل بالمذكور على غيره. والذي تنقسم إليه هذه الحروف ... أقسام.. فمن ذلك أنهم قسموها إلى حروف مهموسة وأخرى مجهورة.
فالمهموسة منها عشرة وهي الحاء والهاء والخاء والكاف والشين والثاء والفاء والتاء والصاد والسين. وما سوى ذلك من الحروف فهي مجهورة. وقد عرفنا أن نصف الحروف المهموسة مذكورة في جملة الحروف المذكورة في أوائل السور، وكذلك نصف الحروف المجهورة على السواء لا زيادة ولا نقصان"(10).
2-
ويذكر الباقلاني كذلك أن نصف حروف الحلق "العين والحاء والهمزة والهاء والخاء والغين" وهو العين والحاء والهاء قد ورد في هذه الفواتح. وكذلك النصف من الحروف التي ليست بحروف حلق. كما يذكر أن نصف الحروف الشديدة "الهمزة والقاف والكاف والجيم والتاء والدال والطاء والباء" وهو الطاء والقاف والكاف والهمزة مذكورة في جملة تلك الحروف: وكذلك نصف الحروف المطبقة "الطاء والضاد والصاد والظاء" وهو الطاء والصاد مذكور في الفواتح(11).
3-
ويقول عن البدء بحروف "ألم": "لأن الألف المبدوء بها هي أقصاها مطلقًا، واللام متوسطة، والميم متطرفة، لأنها تأخذ في الشفة، فنبه بذكرها على غيرها من الحروف، وبين أنه إنما أتاهم بكلام منظوم مما يتعارفون من الحروف التي تتردد بين هذين الطرفين"(12).
4-
كذلك شارك أصحاب الموسوعات الأدبية في هذا الحقل، وعلى
ص98

رأسهم الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين". ونكتفي بضرب بعض الأمثلة من بيان الجاحظ باعتبارها تمثل هذا النوع من البحوث:
"
أ" مما تعرض له الجاحظ عيوب النطق سواء كانت ناتجة عن سرعة أو سبب عضوي، أو لثغة، أو لكنة أجنبية.
أما العيب الناتج عن السرعة فقد سماه اللفف، وعرفه بأن يدخل المتكلم الكلام بعضه في بعض.
وأما العيب الناتج عن سبب عضوي مثل سقوط بعض الأسنان فقد مثل له الجاحظ بخطيب اسمه الجمحي أصاب في خطبته، ولكنه كان نازعًا بعض أسنانه فكان في كلامه صفير يخرج من موضع ثناياه المنزوعة.
ونقل الجاحظ في مكان آخر ملاحظة لمحمد بن عمرو الرومي عن سقوط جميع الأسنان وهي "قد صحت التجربة، وقامت العبرة على أن سقوط جميع الأسنان أصلح في الإبانة عن الحروف منه إذا سقط أكثرها، وخالف أحد شطريها الشطر الآخر".
أما اللثغة فقد عالجها الجاحظ في شيء من الاستفاضة، وتعرض للحروف التي تدخلها، وذكر أنها أربعة هي القاف والسين واللام والراء فلثغة القاف تكون بقلبها طاء، والسين بقلبها ثاء، واللام بقلبها ياء أو كافًا، والراء بقلبها ياء أو عينًا أو ذالًا أو ظاء.
وتعرض الجاحظ كذلك للكنة التي تبدو في كلام الأعجمي إذا نطق اللغة العربية كنطق السدي الجيم زايًا، والنبطي الزاي سينًا والعين همزة(13).
ب كذلك تناول الجاحظ نسج الكلمة العربية، وعدم اجتماع
ص99

بعض الحروف مع بعض، وذلك في قوله: "فأما اقتران الجروف فإن الجيم لا تقارن الظاء ولا القاف ولا الطاء ولا الغين بتقديم ولا بتأخير. والزاي لا تقارن الظاء ولا السين ولا الضاد ولا الذال.. وهذا باب كبير، وقد يكتفى بذكر القليل حتى يستدل به على الغاية التي إليها يجري"(14).
"
ح" وينقل الجاحظ الزعم أن الياء واللام والألف والراء أكثر الحروف ترددًا من غيرها، وأن الحاجة إليها أشد، ثم يعقب بقوله: "واعتبر ذلك بأن تأخذ عدة رسائل، وعدة خطب من جملة خطب الناس ورسائلهم، فإنك متى حصلت جميع حروفها وعددت كل شكل على حدة علمت أن هذه الحروف الحاجة إليها أشد"(15).
ومنهج الجاحظ في هذه التجربة الصوتية يعد أحدث منهج متبع الآن، وهو أخذ عينة من المادة اللغوية المدروسة ثم استخلاص النتائج منها والانتهاء بتعميم الحكم.
وأول من أفرد المباحث الصوتية بمؤلف مستقل ونظر إليها على أنها علم قائم بذاته ابن جني المتوفي عام 392 هـ في كتابه "سر صناعة الإعراب"(16) الذي تناول الموضوعات الصوتية الآتية:
1-
عدد حروف الهجاء وترتيبها ووصف مخارجها.
2
بيان الصفات العامة للأصوات وتقسيمها باعتبارات مختلفة.
3
ما يعرض للصوت في بنية الكلمة من تغيير يؤدي إلى الإعلال أو الإبدال أو الإدغام أو النقل أو الحذف.
ص100

4- نظرية الفصاحة في اللفظ المفرد ورجوعها إلى تأليفه من أصوات متباعدة المخارج(17) . ويقول ابن جني في مقدمة كتابه.
"
وأذكر أحوال هذه الحروف في مخارجها ومدارجها، وانقسام أصنافها، وأحكام مجهورها ومهموسها، وشديدها ورخوها، وصحيحها ومعتلها، ومطبقها ومنفتحها وساكنها ومتحركها ... إلى غير ذلك من أجناسها. وأذكر فرق ما بين الحرف والحركة. وأذكر أيضًا الحروف التي هي فروع مستحسنة والحروف التي هي فروع مستقبحة، والحركات التي هي فروع متولدة عن الحركات كتولد الحروف عن الحروف. وأذكر أيضًا ما كان من الحروف في حال سكونه له مخرج؛ فإذا حرك أقلقته الحركة وأزالته عن محله في حال سكونه"(18):
ويجدر بنا ونحن نتحدث عن ابن جني أن ننبه إلى شيئين اثنين:
أ- أن ابن جني كان أول من استعمل مصطلحًا لغويًّا للدلالة على هذا العلم ما زلنا نستعمله حتى الآن وهو "علم الأصوات"(19).
ب- أن ابن جني يعتبر الرائد في هذه الدراسة، وكان على حق في قوله في كتابه: "وما علمت أن أحدًا من أصحابنا خاض في هذا الفن هذا الخوض ولا أشبعه هذا الإشباع"(20) .
وسوف نعرض فيما بعد نتفًا من آراء ابن جني الصوتية.
وأخيرًا نشير إلى عمل لابن سينا الفيلسوف المشهور يدخل تحت الدراسة الصوتية وهو رسالته "أسباب حدوث الحروف" التي طبعت بالقاهرة عام 1332 هـ بتحقيق محب الدين الخطيب، وفي طهران عام
ص101

1333هـ(21)، وف بيروت عام 1962 بتحقيق فؤاد حنا ترزي، وفي دمشق عام 1983. والرسالة -بالإضافة إلى مقدمتها- مقسمة إلى الفصول الستة الآتية:
1-
الفصل الأول سبب حدوث الصوت.
2-
الفصل الثاني جعل عنوانه "سبب حدوث الحروف" وفيه يتحدث عن مخارج الأصوات ومحابسها.
3-
وخصص ابن سينا الفصل الثالث لتشريح الحنجرة واللسان.
4-
وفي الفصل الرابع يعالج ابن سينا الحروف العربية ويبين كيفية صدور كل حرف منها ويصف العملية العضوية مع كل حرف وصفا مفصلا.
5-
أما الفصل الخامس فقد خصصه ابن سينا لأصوات سمعها في لغات أخرى غير العربية مثل السين الزائية والزاي السينية والزاي الظائية والفاء الشبيهة بالباء.
6-
وأنهى ابن سينا رسالته بفصل فريد بين فيه كيفية إنتاج هذه الأصوات بحركات غير نطقية، كالشين التي تسمع "عن نشيش الرطوبات" والطاء التي "تحدث عن تصفيق اليدين بحيث لا تنطبق الراحتان"(22) .

ص102

 

 

__________

(1) صفحة 53.
(2) ص 57، 58.
(3)ص 58، ص 64، 65 على التوالي.
(4)نفس المرجع.

(5) الجمهرة 1/ 6 - 13.

(6) Tajwid as a Source in Phonetic Research صفحات 114، 118، 119. وانظر دائرة المعارف الإسلامية- مادة تجويد، ففيها معلومات عن موضوعات فن التجويد وإن لم يكن فيها أي ترتيب تاريخي.
(7) ص 87 - 79.

(8) هو الرماني.
(9) ملحق بمجموعة "ثلاث رسائل في إعجاز القرآن" ص 169.

(10) ص 66.
(11)ص 67 - 68.
(12) ص 68 - 69.

(13) 1/34ـــ38، 58، 70ــ74.  وانظر كذلك ص 15. وتعرض الجاحظ كذلك لجملة من عيوب النطق مثل التمتمة والحبسة والعقلة والحكة والتلعثم ... "انظر.. بعض البحوث اللغوية عند الجاحظ ص 61، 62".

(14)1/69
(15)1/22
(16) رجعنا إلى تحقيق مصطفى السقا للجزء الأول. وقد حقق الكتاب كاملًا ونشر مؤخرًا في دمشق بتحقيق الدكتور حسن هنداوي.

(17) مقدمة المحققين ص 14.
(18) مقدمة المؤلف ص 3. وانظر التفكير الصوتي عند العرب ص 4.
(19) ص 10.

(20) ص63 .

)21) مقدمة التحقيق لطبعة دمشق. وقد ترجمت إلى الإنجليزية والروسية والألمانية كما أعيد طبعها في طهران عام 1349.
(22)  أصوات اللغة عند ابن سينا للدكتور إبراهيم أنيس في أماكن متعددة، إلى جانب الرسالة نفسها. وقد ولد ابن سينا عام 370 أو 373 أو 375 هـ في قرية أفشنة قرب بخارى، وتوفي عام 428 هـ في همذان، بعد أن ترك ما يزيد على مائتين وخمسين مؤلفًا من بينها أربعة مؤلفات في اللغة والنحو.


 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي