1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم اللغة : الجهود اللغوية عند العرب :

بعض النتائج الصوتية التي توصل إلیھا العرب

المؤلف:  د. احمد مختار عمر

المصدر:  البحث اللغوي عند العرب

الجزء والصفحة:  ص114- 122

23-11-2018

1872

 

أما أهم النتائج الصوتية التي توصل إليها العرب فهي باختصار:
1-
وضع العرب أبجدية صوتية للغة العربية رتبت أصواتها بحسب المخارج ابتداء من أقصاها في الحلق حتى الشفتين. وقد وضع
ص114

الخليل بن أحمد أول أبجدية من هذا النوع عرفتها اللغة العربية تشتمل على تسعة وعشرين رمزًا، وسار فيها على النحو التالي.
ع ح هـ خ غ - ق ك - ج ش ض - ص س ز - ط د ت - ظ ث ذ - ر ل ن - ف ب م - وا ي همزة (1).
ولكن سيبويه في كتابه قد خالف أستاذه مخالفات جوهرية، إذ رتبها على النحو التالي: همزة اهـ ع ح غ خ ك ق ض ج ش ي ل ر ن ط د ت ص ز س ظ ذ ث ف ب م و.
أما ترتيب ابن جني فقد جاء موافقًا -في معظمه- لترتيب سيبويه، فيما عدا وضعهالقاف قبل الكاف، وتأخيره الضاد إلى ما بعد الياء(2).
2-
تحدث العرب عن أعضاء النطق وسموا كلًّا منها مثل الرئة والحنجرة والحلق واللسان والشفتين، وقسموا الحلق إلى أقصى ووسط وأدنى، واللسان إلى أصل وأقصى ووسط وظهر وحافة وطرف(3).
وتحدثوا عن مخارج الأصوات بطريقة تفصيلية، وصنفوا الأصوات بحسب المكان الذي يتم فيه التحكم في الهواء الخارج من الرئتين. وقد حصر الخليل المخارج في ثمانية(4)، وبعضهم حدد مخارج الأصوات بطريقة أدق فوصل بالرقم إلى ستة عشر أو سبعة عشر مثل سيبويه وابن دريد وابن جني وعلماء التجويد(5).
وقد شبه ابن جني مجرى الهواء في الحلق والفم بالناي قائلًا: "إذا وضع الزامر أنامله على خروق الناي المنسوقة، وراوح بين أنامله اختلفت الأصوات وسمع لكل خرق منها صوت لا يشبه صاحبه. فكذلك.
ص115

إذا قطع الصوت في الحلق والفم باعتماد على جهات مختلفة كان سبب استماعنا هذه الأصوات المختلفة"(6).
3-
توصل العرب إلى أن طريقة التحكم في مجرى الهواء هامة في إنتاج الصوت. وقد قسموا الأصوات على أساسها إلى شديدة ورخوة ومتوسطة. وفسروا الشديد بأنه الحرف الذي يمنع الصوت من أن يجري فيه، والرخو بأنه الذي يجري فيه الصوت. ووضعوا قائمة بأصوات كل نوع بطريقة يوافقهم عليها في جملتها التحليل الصوتي الحديث(7).
4-
فصل العرب الأصوات المطبقة عن غيرها، وهي الأصوات المفخمة التي يتشرك مؤخر اللسان في النطق بها، وذكروا أنها هي الصاد والضاد والطاء والظاء(8).
5-
اهتدى العرب إلى وجود رنين معين يصحب نطق الأصوات المجهورة، ولذا قسموا الأصوات من حيث وجود هذا الرنين أو عدم وجوده إلى مجهورة ومهموسة، ووضعوا لنا قائمة بكل نوع(9). وقد ذكر أبو الحسن الأخفش أنه سأله سيبويه عن الفرق بين المهموس والمجهور فقال له: "المهموس إذا أخفيته ثم كررته أمكنك ذلك، وأما المجهور فلا يمكنك فيه. ثم كرر سيبويه التاء بلسانه وأخفى فقال: ألا ترى كيف يمكن؟ وكرر الطاء والدال وهما من مخرج التاء فلم يمكن. قال: وإنما فرق بين المجهور والمهموس أنك لا تصل إلى تبين المجهور إلا أن تدخله الصوت الذي يخرج من الصدر. فالمجهورة كلها هكذا يخرج صوتهن من الصدر ويجري في الحلق.. أما المهموسة فتخرج أصواتها من مخارجها.. والدليل على ذلك أنك إذا أخفيت همست بهذه الحروف ولا تصل إلى ذلك في المجهور ... "(10).
ص116

ويعلق الأستاذ الدكتور إبراهيم أنيس على عبارة سيبويه بقوله: إنها تتضمن آراء قيمة في الدراسة الصوتية تتفق مع أحدث النظريات الحديثة إلى حد كبير. فسيبويه يرشدنا هنا إلى وسيلة أخرى لتمييز المهموس من المجهور وذلك عن طريق إخفاء الصوت، وأنه يمكن هذا الإخفاء في المهموسات دون أن تفقد معالمها. أما الإخفاء في المجهورات فيترتب عليه أن الحروف تضيع صفتها المميزة فلا نسمع الدال دالًا حينئذ وإنما نسمع صوتًا آخر هو التاء ... وكذلك يحدثنا سيبويه عما يسميه بصوت الصدر ويراه صفة مميزة للمجهور. ولعل هذا الصوت هو صدى الذبذبات التي تحدث في الوترين الصوتيين بالحنجرة(11).
6-
قسم العرب الأصوات إلى صحيحة ومعتلة على أساس اتساع المخرج من العلة دون الصحيحة. واهتدوا أيضًا إلى السمات الخاصة التي تميز بعض الأصوات، مثل اللام التي وصفوها بأنها حرف منحرف، والراء التي وصفوها بأنها حرف مكرر(12). كذلك ميزوا في أصوات العلة بين الفتحة والألف من ناحية، والكسرة والياء والضمة والواو من ناحية أخرى يقول ابن جني: "والحروف التي اتسعت مخارجها ثلاثة: الألف ثم الياء ثم الواو. وأوسعها وألينها الألف، إلا أن الصوت الذي يجري في الألف مخالف للصوت الذي يجري في الياء والواو. والصوت الذي يجري في الياء مخالف للصوت الذي يجري في الألف والواو. والصوت الذي يجري في الياء مخالف للصوت الذي يجري في الألف والواو.
والصوت الذي يجري في الياء مخالف للصوت الذي يجري في الألف والواو. والعلة في ذلك أنك تجد الفم والحلق في ثلاثة الأحوال مختلف الأشكال أما الألف فتجد الحلق والفم معها منفتحين.. وأما الياء فتجد الأضراس معها سفلًا وعلوًا قد اكتنفت جنبتي اللسان وضغطته ... وأما الواو فتضم لها معظم الشفتين وتدع بينهما بعض الانفراج ليخرج فيه النفس"(13):
7-
تحدث العرب عن أطوال أصوات العلة وقسموها إلى قصيرة
ص117

وطويلة وأطول. يقول ابن جني: "اعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين، وهي الألف والواو والياء. فكما أن هذه الحروف ثلاثة، فكذلك الحركات ثلاث، وهي الكسرة والفتحة والضمة. فالفتحة بعض الألف والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو، وقد كان متقدمو النحويين يسمون الفتحة الألف الصغيرة، والكسرة الياء الصغيرة، والضمة الواو الصغيرة، وقد كانوا في ذلك على طريق مستقيمة. ألا ترى أن الألف والياء والواو اللواتي هن توام كوامل قد تجدهن في بعض الأحيان أطول وأتم منهن في بعض، وذلك قولك: يخاف وينام ويسير ويطير ويقوم ويسوم. فتجد فيهن امتدادًا واستطالة ما، فإذا أوقعت بعدهن الهمزة أو الحرف المدغم ازددن طولًا وامتدادًا وذلك نحو يشاء.. وتقول مع الإدغام شابة ودابة"(14).
ولكن تبقى فكرة ابن جني في البعضية غامضة حيث "لم يقل لنا ما إذا كان الفرق بين حرف المد والحركة معتبرًا بالثلث أو النصف أو بأي كسر آخر"(15).
8-
ومن الدراسات الصوتية التي قدمها العرب حديثهم عن ائتلاف الحروف وكيفية بناء الكلمة العربية. وقد لاحظ الخليل أن اللغات تختلف في ذلك، وما قد يتلاءم مع أمة ربما لا يتلاءم مع أمة أخرى. ولاحظ أيضًا أن الأذن العربية قد تستسيغ أصواتًا معينة لا يستسيغها غيرها، وأن اللسان العربي قد ينطق بتركيب خاص لا ينطق به لسان غيره، وأن العرب كانوا يأبون تأليفًا خاصًّا من الكلمات لا يأباه غيرهم، مثل إبائهم اجتماع واوين أول الكلمة، والابتداء بالساكن، واجتماع حرفين ساكنين.
كذلك تحدث الخليل وسيبويه عما يسمى بالانسجام الصوتي مثل
ص118

إبدال السين صادًا في كلمة مثل السويق، وإبدال الصاد زايًا في بعض اللغات إذا كانت الصاد ساكنة وبعدها صوت مجهور مثل "يصدق" التي ينطقها بعضهم "يزدق". وعللا هذه الظاهرة بقولهما: "ليكون عمل اللسان من وجه واحد".
ويعنيان بذلك الاقتصاد في الجهد العضلي. وتلك نظرية يقرهما عليها علم اللغة الحديث، وممن نادى بها Andre Martinet إذ صرح بأن التغييرات الصوتية الهامة في اللغة ترجع أساسًا إلى الميل إلى استعمال الوسائل الفونيمية في اللغة اقتصاديًّا، وبطريقة سهلة بقدر الإمكان.
تعقيب:
ولنا على آراء العرب الصوتية الملاحظات الآتية:
1-
أننا إذا تصفحنا الكتب العربية التي عرضت للأصوات وصفاتها وأسمائها، وجدنا أصحابها مقلدين لا مجددين وتابعين لا متبوعين، فهم لم يزيدوا على ما وضعه الخليل وسيبويه إلا قليلًا. بل إنك لتجد العبارة هي العبارة وحتى الغموض هو الغموض. وتتبع تعريف "المجهور" بعد سيبويه تجده هو تعريف سيبويه برغم ما فيه من إبهام وتعقيد ... فسيبويه يعرفه بأنه "حرف أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت" والتعريف بحروفه في "سر صناعة الإعراب" لابن جني وكذا في "شرح مفصل" الزمخشري(16).
2-
عدم توحيد المصطلحات بينهم وغموض بعضها. ومن ذلك "الحروف المصمتة"(17) و "الشجرية" و "المتفشية" ومن ذلك استخدام سيبويه مصطلح الإطباق في مقابل مصطلح الخليل: الاستعلاء. واستخدام ابن جني "المقطع" وابن سينا "المحبس" بمعنى "المخرج".
ص119

3- أهمل العلماء العرب دراسة النبر إهمالًا تامًّا، ولهذا فإننا لا نستطيع أن نتبين مواضع النبر في العصور الإسلامية الأولى.
ولعل سرّ هذا الإهمال أن النبر ليس فونيمًا في اللغة العربية.
4-
أهمل العلماء العرب دراسة المقاطع وأشكالها وأجزائها إهمالًا تامًّا.
5-
افترض اللغويون العرب وجود حركة قبل أصوات العلة الطويلة من جنسها فزعموا وجود فتحة قبل الألف في "قال" وكسرة قبل الياء في "يرمي" وهذا خطأ، لأنه ليس هناك فتحة ولا كسرة؛ لأن الألف نفسها هي الحركة والياء نفسها هي الحركة، ولكن كلًّا منهما حركة طويلة.
6-
عدم تمثيلهم أصوات العلة القصيرة في الكتابة أول الأمر، ثم تمثيلهم لها في فترة متأخرة برموز تثبت فوق الصوت الساكن أو تحته(18) أي مع النظرة إليها باعتبارها أصواتًا ثانوية، على الرغم من أنها أكثر أهمية من الأصوات الساكنة، وأكثر وضوحًا في السمع منها، وهي التي تكون قمم المقاطع في اللغة العربية.
7-
ذكر سيبويه ومن تبعه الهمزة والألف معًا، ونسبوهما إلى مخرج واحد هو الحنجرة. والألف باعتبارها حركة، أو صوت علة طويلًا لا تنسب إلى الحنجرة، فذكرها في هذا المقام فيه نظر. وقد اختلفت الآراء حوله:
"
أ" فمن قائل بأن سيبويه قد أخطأ، لأن الأبجدية التي ذكرها أبجدية للأصوات الساكنة، والألف من الحركات فلا مجال لذكرها.
ص120

وعلى فرض التجاوز عن ذلك، فإن الألف كحركة لا تخرج من هذا المخرج، ومن ثم لا يصح وضعها مع الهمزة أو الهاء. فالألف لا تنسب إلى الحنجرة، وإنما إلى اللسان وطبيعة وضعه وضعًا معينًا يسمح بخروج الهواء في أثناء النطق حرًّا طليقًا لا يقف في طريقه عائق.
"
ب" ويرى الدكتور أيوب أن وجود ذبذبة في الأوتار الصوتية في أثناء النطق بالألف ربما كان السبب في وضعه الألف مع الهمزة والهاء.
ولكن حركة الأوتار الصوتية مع الهمزة أصلية فنسبت إلى الحنجرة ومع الألف إضافية فلم يكن يصح أن ينسبها إليها. أو أن سيبويه قد وصف ذلك النوع من الألف المشوب بهمزة "ومن العرب من يقلب الألف همزة قلبًا كاملًا فيقول دأبة في دابة وهكذا" وهي خاصة في بعض اللهجات العربية(19).
8-
ذكر سيبويه صوت القاف بين المجهورات. فهل هذا خطأ منه؟ الحقيقة أن هذا الصوت قد لحقه تطور في النطق الحديث وأنه كان ينطق مجهورًا في القديم.
والصوت الذي وصفه سيبويه قد يكون منطبقًا على نطق القاف جيمًا قاهرية، أو غينًا. وكلا النطقين ما يزال موجودًا حتى الآن في أماكن مختلفة من البلاد العربية(20).
وقد لحقت صوت القاف تطورات كثيرة في اللهجات الدارجة مما يدل على كثرة تعرضه للتطور والتغير. ومن ذلك نطقه همزة في القاهرة وكثير من المدن العربية(21). وقد ثبت أن نطق القاف همزة ليس نطقًا حديثًا وإنما له أصول قديمة. وقد ذكر أنولتمان في بحث له بعنوان "بقايا".
ص121

اللهجات العربية في الأدب العربي العربي"(22) أن هذا التغير موجود في أسماء الأعلام الفينيقية. وقد ذكرت كتب اللغة. تصوأ بمعنى تصوق "أي توسخ" وأفز بمعنى قفز واستنشأ بمعنى استنشق.
9-
عد القدماء صوت الهمزة من الأصوات المجهورة. وهذا لا يتفق بحال مع حقيقة وضع الأوتار الصوتية حال النطق بهذا الصوت، إذ الأوتار الصوتية حينئذ تغلق أولًا إغلاقًا تامًّا لفترة قصيرة ثم تنفرج فجأة وبسرعة فيخرج الهواء محدثًا انفجارًا. وربما نطق العلماء العرب الهمزة متلوة بحركة فظنوها مجهورة، مع أن الجهر سببه الحركة لا الهمزة.
10-
هناك فرق بين وصف الضاد عند سيبويه وبين الضاد الحديثة.
وليس هذا نتيجة خطأ من سيبويه في الوصف، وإنما نتيجة التطور الذي لحق هذا الصوت(23).

ص122

 


_________

(1) العين للخليل 1/ 53.
(2) سر صناعة الإعراب 1/ 50 - 51.
(3) دروس في علم الأصوات العربية لكانتينو ص 18، 19.
(4) العين للخليل 1/ 65.
(5) سر صناعة الإعراب 1/ 52، 53، وجمهرة ابن دريد 1/ 8.

(6) سر صناعة الإعراب 1/ 9.
(7) المرجع 1/ 69، 70 وجمهرة ابن دريد 1/ 8، وكانتينو ص 35، 36.
(8)جمهرة ابن دريد 1/ 8.
(9) سر صناعة الإعراب 1/ 68، 69.
(10) الأصوات اللغوية للدكتور أنيس، ص 89 نقلًا عن مخطوطة دار الكتب لشرح السيرافي لكتاب سيبويه.

(11) الأصوات اللغوية ص 90.
(12) سر صناعة الإعراب 1/ 8، 70، 71، 72.
(13) سر صناعة الإعراب 1/ 8، 9.

(14) المرجع ص 19، 20.
(15) التفكير الصوتي عند العرب ص 16.

(16) الأصوات اللغوية، ص 120.
(17) الجمهرة 1/ 7، 13.

(18) سهيلة جبوري: الخط العربي، ص 57، 60.

(19) انظر بحث: الدراسات اللغوية عند العرب للدكتور أيوب - محاضرات عام 67 - 68 ص 27 - 28.
(20) راجع: علم اللغة العام - الأصوات للدكتور بشر، ص 138 وما بعدها.
(21) راجع: كانتينو، دروس في علم الأصوات ص 108 وما بعدها وص 109 بخاصة.
(22) مجلة كلية الآداب، مايو سنة 1948.
(23) انظر في تفصيل ذلك: مناهج البحث في اللغة ص 92 والأصوات اللغوية للدكتور أنيس ص49 - 50 والأصوات للدكتور بشر، ص 132 وما بعدها.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي