لا يخفى بأن شهر رمضان هو شهر الضيافة الإلهية كما ورد في خطبة رسول الله -صلى الله عليه وآله- : (شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله) فيحظى المؤمن بالعناية الإلهية الخاصة وتفاض عليه الألطاف وأنواع الكرامة مالم يخرج عن شروط الصوم ويهمل آداب الصيام، وحينئذ سيكون خارج دائرة الضيافة الإلهية، فلا يحظى بتلك العناية ويحرم من تلك النفحات ، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش…( ولهذا ورد عن النبي الأكرم وعترته الأطهار ما يبين بعض الأمور التي تخرج الصائم من الضيافة الإلهية ؛ منها:-
- الغيبة: وهي ذكر المسلم في غيبته بما فيه مما يكره نشره؛ وشبه القرآن الكريم المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتا. وهي من أشد المحرمات التي تخرج الإنسان من ضيافة الرحمن، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الصائم في عبادة الله وإن كان نائما على فراشه، ما لم يغتب مسلما).
- فعل المحرمات وارتكاب المعاصي: إن الهدف من الصيام هو حصول التقوى عن فعل المحرمات فإذا لم يجتنبها الصائم فإن ذلك يفسد صيامه، قال الإمام علي (عليه السلام): (الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب).
- عدم صيانة النفس عن الآثام: هناك أفعال تورث الإنسان الإثم وتفقده الثمرة من وراء الصوم كالنظرة المحرمة والاستماع للغناء والكذب أو أذية الجار. قالت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): (ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه؟!).
- السب والشتم: بعض الناس اعتاد على السب والشتم فلا يمتلك الإرادة في لجم لسانه وضبط انفعالاته؛ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لامرأة صائمة تسب جارية لها، فدعاها النبي (صلى الله عليه وآله) لطعام فامتنعت لكونها صائمة -: (كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟! إن الصوم ليس من الطعام والشراب، وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوام وأكثر الجواع!)