أكثر النزاعات تحصل بسبب غلبة الأنانية، والمشاكل تتضخم بسبب اختلاف الطريقين؛ فكل جهة ترى أنها هي الصواب ومطلبها حق، وكل طرف متمسك برأيه ويخطئ الآخر!
إن الحل يكمن في إيجاد طريق مشترك يحقق العدالة بين الطرفين، فبدل أن يكون منطق الطرفين: طريقي وليس طريقك!
يصبح منطقهما: طريقنا!
إذن؛ حتى يصل كل متخاصمين الى الحل الوسط، ويسيران على طريق واحد يتوافقان على طيه، يجب أن يكون نظرهما الى مبدأين:
أولا: الواجبات المشتركة، كما ترى غيرك عليه واجبات؛ فأنت ينبغي عليك أن تؤدي واجباتك، فالتزامك بذلك يثبت إنسانيتك، وإن كان دافعك الدين فهذا يجعلك في مصاف المتقين الكرماء عند الله تعالى.
ثانيا: أن لا يجعلا من نفسيهما أحمقين! فليس كل الحق دائما لطرف؛ بل ليكونا متواضعين، وأن يعطيا من نفسيهما الليونة والسماحة.
سئل النبي عيسى المسيح -عليه السلام-عن الأحمق فقال: -"المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا، فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته!"
إن سلامة العلاقات الاجتماعية تكمن في الحلول الوسطية، وهذا يستوجب التضحية والإيثار والتجاهل عن بعض الجوانب الشخصية، ولكن في الوقت ذاته ينبغي اللجوء الى طريق مشترك يحقق الرضا لكلا المتنازعين، دونما أن يكون أحدهما مظلوما؛ لأن الظلم يزيد نار المشكلة حطبا.